قال خبير عسكري إسرائيلي إن “الأرض سوف تبدأ بالاهتزاز في حال تم الشروع بتنفيذ خطة الضم في الضفة الغربية وغور الأردن”، مضيفا أن “الجمهور الإسرائيلي غير مبال بهذه الخطة، لكن الجيش يستعد لجميع السيناريوهات التي لا تبشر بالخير، وقلقه الرئيسي يكمن في العلاقة بين الضغط على القيادة الفلسطينية، ومحنة الفلسطينيين أنفسهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد تنفجر في وجه إسرائيل”.
وأضاف يوآف ليمور في تحليله المطول بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “الفوضى الأمنية قد تنتظر الجيش في ميدان الضفة الغربية، ومع الضم الفوري، يتوقع أن يكون لدى القيادة الوسطى في الجيش تحد خاص، ورغم أنه يستعد لتنفيذ عملية الضم، لكن ليس لديه فكرة عما يمكن توقعه، لأن القيادة السياسية لم تكشف حتى الآن عن خططها، التي تتم صياغتها في غياب اتفاق كامل مع واشنطن”.
وأكد ليمور، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، أن “الجيش مطالب بالاستعداد للسيناريوهات على عدد من الجبهات، من “وضع لن يحدث فيه أي شيء، إلى وضع يحترق فيه كل شيء”، وبناء على ذلك ستشهد الأيام القادمة تمرينا كبيرا لهيئة الأركان، بمشاركة جهاز الأمن العام-الشاباك وأجهزة أخرى، ما سيكون لها آثار واسعة النطاق، وفي معظم السيناريوهات، أي محاولة لرسم صورة، وما قد تتخلله من تطورات لا تبشر بالخير”.
وأشار إلى أنه “لا يهم إذا نظرت للأمور من القمة إلى القاعدة، من القيادة الفلسطينية إلى الفلسطينيين، أو العكس، وفي كلتا الحالتين فإن الأرض تهتز، لأن توقف السلطة عن دفع الرواتب في الضفة الغربية وقطاع غزة قد يتسبب في اضطرابات تشتعل فيها النيران الصغيرة حاليا، وتتزايد يوما بعد يوم، أبو مازن لا يريد كفاحا مسلحا، بل احتجاجا مدنيا، لكن المشكلة أنه ليس لديه طريقة للسيطرة عليها”.
وأضاف أن “الجمهور الفلسطيني لا يبالي في الوقت الراهن بالقضية السياسية، لكنه قلق من المشاكل الاقتصادية، وفي غياب المال والطعام قد ينفجر الفلسطينيون، فأحداث الربيع العربي والاحتجاجات الأمريكية الأخيرة أكدت أنه لا توجد طريقة علمية مثبتة لتقييم التحركات الجماعية، فكل حدث صغير له إمكانات الانفجار، والخلاصة أنه في هذه الأثناء، تتدهور الأراضي الفلسطينية ببطء لحالة من الفوضى”.
وأوضح أن “نقص التنسيق الأمني يخفض الفعالية الأمنية الفلسطينية، وخلافات العائلات التي انتهت بتدخل السلطة، تطوى صفحتها اليوم بجرائم القتل، ما يستوجب الانتقام، ولذلك فإن السيناريوهات لا حصر لها: سواء من وجهة نظر واسعة بالضفة الغربية، تشمل مواجهة في الساحة الفلسطينية بأكملها، بما في ذلك قطاع غزة، إلى حملة تشمل عناصر عسكرية في الجبهة الشمالية، إلى توتر دبلوماسي مع الدول العربية والغربية”.
وأضاف أن “كل هذه السيناريوهات قد تؤثر على أنشطة إسرائيل بشكل رئيسي من خلال الإجراءات القانونية والمقاطعات، وفي النهاية فإن الفرق العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية اليوم ليست معززة، وتسيطر على المنطقة بحد أدنى من الكتائب، لكن هذا الوقع سيتغير في الهجوم الأول بعد الضم، وسيزج الجيش بكتائب إضافية في الضفة الغربية”.
وأشار إلى أنه “بالنسبة للوضع في غزة، فللوهلة الأولى يظهر أنها ستبقى هادئة، لأن حماس تفضل الطمأنينة، لكن رؤية نفسها زعيمة حقيقية للشعب الفلسطيني لن يجعلها تبقي على نفسها في الهامش، فمن المرجح أن تحاول إشعال النار في الضفة والقدس من بعيد، لكنها قد تتحدى إسرائيل في الجنوب باستئناف مسيرات أيام الجمعة، وزيادة إطلاق المتفجرات، وغض الطرف عن المنظمات الصغيرة”.
وختم بالقول إن “الجيش الإسرائيلي يعطي الأولوية للتصعيد في غزة، والضفة الغربية في المرتبة الثانية، والجبهة الشمالية في المرتبة الثالثة، وفي هذه الحالة لن يُطلب منه فقط نشر جميع القوات النظامية، ولكن أيضا تعبئة عدد كبير من أفراد الاحتياط”.