الثلاثاء 13 اكتوبر 2020 16:29 م بتوقيت القدس
استأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الساعي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة بعد ثلاثة أسابيع، تجمّعاته الانتخابية الإثنين، مؤكّداً أمام أنصاره في فلوريدا أنّه “بكامل لياقته”، وذلك بعدما أجبرته الإصابة بـ”كوفيد-19” على تعليق تنقّلاته الانتخابية طوال عشرة أيام.
وأمام حشد ضخم من أنصاره المتحمّسين الذين وضعت قلّة منهم كمّامات للوقاية من الفيروس الفتّاك، قال ترامب البالغ 74 عاماً، الذي ألقى بكمامات للحشد عند دخوله المؤتمر الذي عُقد في المطار في سانفورد: “لقد تخطّيته والآن يقولون إنّ لديّ مناعة” ضد الفيروس. وأضاف بنبرة ضاحكة مخاطباً الحشد الذي تجمّع في سانفورد قرب أولارندو: “أشعر بأنّني قويّ للغاية. يمكنني أن أسير وسط هذا الحشد، أن أقبّل الحضور أجمعين، أن أقبّل الرجال، والنساء الجميلات، أن أعطيكم قبلة كبيرة وسمينة”.
وقبل ثلاثة أسابيع من انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، يأمل ترامب المتأخّر حالياً في استطلاعات الرأي عن منافسه الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، أن يقلب المعادلة في الشوط الأخير من السباق الرئاسي من خلال جولات انتخابية في طول البلاد وعرضها.
وبعد أسبوع فقط من خروجه من المستشفى، بدا ترامب مفعماً بالنشاط لدى إلقائه خطابه الذي استغرق أكثر من ساعة، والذي لم يوفّر فيه هدفاً في قائمة أهدافه الانتخابية المعتادة إلا وهاجمه: “المحتالة هيلاري” كلينتون، والصحافة “الفاسدة” والتحذيرات من مخاطر “اليسار الراديكالي” و”الكابوس الاشتراكي”.
ولم ينسَ ترامب أن يهزأ على عادته بمنافسه الذي غالباً ما يسمّيه “جو النعسان”، مقارناً بين الحشد الضخم الذي أتى للاستماع إلى خطابه وبين القلة القليلة التي تشارك في التجمعات الانتخابية التي ينظّمها منافسه والتي “لا يشارك فيها أحد تقريباً”.
وبلغ الأمر بترامب حدّ القول إنّ بايدن يلتزم في تجمعاته قواعد التباعد الاجتماعي من طريق رسم دوائر على الأرض لتحديد المسافة الفاصلة بين الحضور لأنها الطريقة الوحيدة أمامه لملء القاعة بالحضور. لكنّ الواقع هو أن النائب السابق لباراك أوباما يلتزم، خلافاً لترامب، بتدابير مكافحة فيروس كورونا الجديد، ويحرص على أن يحذو حذوه كلّ من يشارك في أي فعالية انتخابية ينظّمها، علماً بأنّه، انطلاقاً من هذه المخاوف الصحية، لم ينظّم منذ أشهر عدة أي تجمّع انتخابي حاشد، وفق “فرانس برس”.
وفي خطابه في فلوريدا، إحدى الولايات المتأرجحة التي يمكن أن يكون تصويتها حاسماً مساء الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، حرص ترامب مراراً وتكراراً على خطب ودّ الناخبين، قائلاً: “أحبّ فلوريدا”. وأضاف: “قبل أربع سنوات حصل الأمر نفسه، قالوا إنّنا سنخسر فلوريدا”. وتابع: “خلال 22 يوماً سنفوز بهذه الولاية، سنفوز بأربع سنوات” جديدة.
وغرّد ترامب عبر “تويتر” بعيد انتهاء المؤتمر، قائلاً إن الحشد كان كبيراً، ومليئاً بالحماسة، معتبراً أنه بالحماسة يتمّ كسب السباق. وأضاف: “نحن نربح. الاقتصاد بدأ بالازدهار. توقيت جيّد”، لافتاً إلى أنه سيتوجه مساء الثلاثاء إلى بنسلفانيا للقاء حشد كبير آخر.
وفي تغريدتين أخريين، نفى ترامب أن تكون حملته تعاني نقصاً في التمويل، مؤكداً أنه سيدفع من جيبه الخاص إذا حصل هذا الأمر، مشدداً على أن حملته تملك أموالاً أكثر مما كانت تملكه قبل أربع سنوات، “حيث أنفقنا أقل بكثير من هيلاري الملتوية، وفزنا بسهولة، 306-223”. وأكد أن حملته ستنفق المزيد من الأموال إذا كان إنفاقها غير كافٍ.
وأظهرت استطلاعات الرأي الجديدة، وفق “رويترز”، أن ترامب يخسر مزيداً من الأرض لصالح بايدن في ولايتين رئيسيتين من الولايات التي قد تحسم انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأظهر المؤتمر، وهو الأول من أربعة مؤتمرات من المقرّر أن تُجرى هذا الأسبوع، أن ترامب لم يغيّر أسلوب حملته منذ إصابته بالفيروس. وانتقد المعارضون، ترامب، لرفضه تشجيع أنصاره في اللقاءات الانتخابية والعاملين في البيت الأبيض على وضع كمامات للوقاية أو الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وأصيب 11 مساعداً على الأقل من مساعدي ترامب المقربين بالفيروس الذي أصاب أكثر من 7.8 ملايين شخص في الولايات المتحدة وقتل أكثر من 214 ألفاً، ودفع ملايين آخرين خارج سوق العمل.
وكان ترامب غرّد قبل المؤتمر في فلوريدا قائلاً إن منظمة الصحة العالمية “اعترفت بأنه كان على حقّ”، معتبراً أن “عمليات الإغلاق تقتل البلدان حول العالم”، مشدداً على أن العلاج لا يمكن أن يكون أسوأ من المشكلة نفسها. ودعا ترامب حكام الولايات الديمقراطيين إلى فتح ولاياتهم، وإلى فتح نيويورك.
وجاء المؤتمر بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن فحص ترامب كان سالباً في أيام متتالية وأنه ليس معدياً للآخرين. ولم يقل الدكتور شون كونلي في مذكرة متى أجريت الفحوص، لكنها وبعض البيانات السريرية الأخرى “تشير إلى عدم وجود تكاثر فيروسي يمكن اكتشافه”.
وقالت حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن في بيان، يوم الإثنين، إنّ نتائج الفحوص التي خضع لها لتحديد إصابته بفيروس كورونا، جاءت سالبة.
وظهر بايدن الإثنين في مؤتمرين انتخابيَّين في أوهايو، التي تظهر استطلاعات الرأي الآن سباقاً متقارباً فيها. وانتقد في كلمة بمدينة سينسيناتي، ترامب، للتهوين من خطر الفيروس، وسخر من تصريحات الرئيس التي قال فيها إنه لا يريد إصابة الأميركيين بالذعر والهلع.
وقال بايدن في مؤتمر سابق في توليدو لعمال السيارات النقابيين، إنه والرئيس السابق باراك أوباما لعبا دوراً رئيسياً في جعل صناعة السيارات الأميركية تقف على قدميها أثناء الأزمة المالية والركود قبل أكثر من عشر سنوات.