الجمعة 20 نوفمبر 2020 16:40 م بتوقيت القدس
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الخميس، مقطع فيديو يحتوي على مقدمة من إحدى المذيعات الفلسطينيات لبرنامجها الإذاعي، إذ عبَّرت خلاله عن نبض الشارع وغضبه العارم إزاء قرار السلطة الفلسطينية بعودة التنسيق الأمني والعلاقات الكاملة مع الكيان الصهيوني.
وقالت المذيعة أسيل سليمان في مقدمة برنامجها (بانوراما راية) عبر أثير إذاعة راية بالضفة المحتلة بغضبٍ مفعمٍ بثورةٍ وشجاعة منقطعة النظير: "جعل الله هذا المساء جحيمًا على من باع وخان ونسق، ثم أعلن ذلك نصرًا، لم تجف دماء الشهيد الأسير كمال أبو وعر بعد، كيف تهادن مع من قتله؟، واصفةً قبول السلطة بتعهد "إسرائيل بالالتزام بالاتفاقيات" بأنه "سذاجة"، والبارحة، وفي خضم انشغال سيادتكم في الإعلان عن نصركم، أصيب الطفل بشار عليان برصاصة مطاطية في عينه، بعدما اقتحم جيش الاحتلال مخيم قلنديا، ذاته الجيش الذي وعد بالالتزام لك سيادة المناضل.. لقد فقد بشار عينه، ومع ذلك يمتلك من البصيرة ما لا تمتلك.. مات أمل دنقل ولكنه قال: لا تصالح ولو منحوك الذهب، تُرى حين أفقأ عينيك ثم أثبت مكانهما جوهرتين أترى؟ هي أشياء لا تُشترى".
فور ذلك انتشرت مجموعة من الأخبار التي تُفيد بأنّ المذيعة أسيل وردًا على ما قالته من كلماتٍ هاجمت فيها أفعال السلطة على حساب الحقوق الوطنية، أنّها فُصلت من عملها في الإذاعة، أو جرى توقيفها عن العمل، بل تقوم أسلطة وأجهزة مخابراتها بالضغط عليها وتهدد عائلتها بإغلاق الشركة الخاصة بوالدها.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي هبّوا سريعًا لنصرة إسراء، إذ دُشن على مواقع التواصل الاجتماعي عدّة وسوم كان منها "كلنا أسيل"، و"صوتك ثورة" و"أسيل سليمان تمثلني".
في حين، قامت صفحة "الحج مش هيك" بنشر عديد التغريدات التي تُناصر وتدعو لمناصرة المذيعة الفلسطينية أسيل التي ناصرت المظلومين من أبناء شعبها في ظل هذه الأفعال المخزية للسلطة الفلسطينية والتي وصفها أزلامها بأنّها "انتصار كبير"، ما قوبل بسخريةٍ كبيرة بين النشطاء على مواقع التواصل، مُؤكّدين رفضهم عودة السلطة للتنسيق مع الاحتلال الصهيوني.
هل فُصلت أسيل من عملها؟
كشفت الإعلامية أسيل سليمان، عن حقيقة الأنباء المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حول إقالتها من عملها في إذاعة راية أف أم التي تبث من الضفة الغربية؛ بسبب مقدمة برنامجها الأخيرة، إذ قالت أسيل في رسالة لها نشرها مديرها في إذاعة راية شادي زماعرة: "مساء الخير ويعطيكم العافية، أود أن أوضح أنني لم أتعرّض لأي نوع من التهديد بالإقالة بخصوص مقدمة برنامجي، ولم يتم استدعائي للتحقيق من قبل أي جهاز، ولا حتى مخاطبتي بشكل مباشر، وسأكون على رأس عملي يوم السبت المقبل بشكلٍ اعتيادي".
يُشار إلى أنّ حسين الشيخ، أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن "عودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي كما كانت"، واصفًا ذلك بالانتصار الكبير "للرئيس عباس".
وكتب الشيخ عبر صفحته في موقع "توتير"، إنّه "على ضوء الاتصالات التي قام بها الرئيس بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معنا، واستنادًا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبه وشفوية بما يؤكد التزام إسرائيل بذلك، وعليه سيعود مسار العلاقة مع إسرائيل كما كان"، في حين قوبل هذا الأمر برفضٍ فلسطيني شعبي وفصائلي واسع.
ظهر أمس الخميس، عبَّرت الفصائل الوطنية الفلسطينيّة في قطاع غزّة، عن رفضها القاطع لقرار السلطة الفلسطينية في رام الله بالعودة إلى العلاقة الكاملة مع الاحتلال الصهيوني واستئناف التنسيق الأمني.