هنا تُسكب العبرات!!!
وهنا المصائب التي وقعها كالصواعق التي تقصم الظهور
وتطيش من هولها العقول!!

تخالني أسأل العم الثاكل الحاج صبحي محمد عرسان ابو احمد وأنا أرقب عينيه التي تنهمر بالدموع دونما انقطاع وكم الصدمة ووقع المصاب الذي ألمّ به، وشكل المصيبة البشعة التي وقعت أمامه وهو نفسه لا يكاد يستوعب فداحتها !!
ولسان حالي يقول كيف لحادثة كهذه تحصل في هذا البيت الآمن ؟
ما عهدنا أهل هذا البيت إلا نعم الجيران الطيبين والأقرباء الصالحين..

بيت حوى تحت كنفه أماً صالحة كادحة أنجبت وربت عشرة من الأبناء والبنات ، وأباً جاوز السبعين ورغم ذلك فقد رافق أبناءه في رحلة كد لم تنتنه بعد طلباً للرزق وتحصيل لقمة العيش! بل وفي جولات صيد ممتعة جمعت الأب وأبناءه كأب حريص على دوام القرب منهم واسباغ شآبيب الرحمة عليهم، وأبناء محسنين وبارين بوالديهم وحريصين على الالتزام بتعاليم الأب والاستفادة من تجاربه في معترك هذه الحياة..

وفي لحظات سوداوية عكر صفاءها نزغٌ من الشيطان !!!!!!
فقطفت يد المنون نخلة باسقة وزهرة يانعة ..

نعم خلال لحظات فقدنا الحاجة أم أحمد( الأم الصالحة التي ربت وتعبت وسهرت على تلبية حاجة أبنائها- مصلية صائمة قائمة طائعة لربها) وفقدنا ابنها سلام (شاب صالح ومكافح ودمث الخلق ، حافظ على صلاته وحرص على أداء صلاة الجمعة بالمسجد وكان ينتظرني عقب كل صلاة جمعة ليسلم علي بل ويتحين الفرصة في كل مناسبة ألتقي به ليسلم علي) حقا يعتصر الحزن قلوبنا وليس لنا جبلاً نلقي عليه حمل أحزاننا وفَرَق صدورنا إلا أن نعزي أنفسنا بأن نحمده تعالى ونسترجع ونرجع لقوله تعالى ؛
: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )

أرجو على الله تعالى لك يا سلام أن تأخذ بيد أمك وتدخل وإياها الى الجنة .. والمولى تعالى يقول لكما: ادخلوها بسلام آمنين

اللهم ارحمهما رحمة واسعة واجعل مأواهما الفردوس الأعلى من الجنة

الكلمات الدلالية :