منذ ظهور مرض الكورونا SARS-CoV-2 وتسارع انتشاره حول العالم، بدأنا نسمع بضرورة تناول فيتامين (د) للحد من الإصابة بفيروس كورونا. فهل حقاً يساهم فيتامين (د) بمنع الإصابة؟ أم أنه يخفف من الاعراض؟ أم أنه يساهم في علاج المرض المذكور؟

من المعروف أن لفيتامين (د) يوجد دور مهم في الحفاظ على صلابة العظام والعضلات عبر موازنة كمية الكالسيوم والفوسفات، وهذا ما يمنع هشاشة العظام، خاصة عند كبار السن، وله دور ملاحظ ومهم جداً في تقوية جهاز المناعة والتخفيف من حدة الفيروسات في جهاز التنفسي العلوي.

أبحاث كثيرة خلال المئة سنة الأخيرة أشارت إلى ضرورة الحفاظ على مستويات عالية من فيتامين (د) عبر التعرض للشمس بقدر 20 دقيقة خلال النهار أو تناول المكملات، وخاصة في فصل الشتاء لتقوية المناعة ومقاومة الفيروسات.

يعطى فيتامين (د) بشكل ثابت لكل الأطفال حتى جيل سنة، ويعطى لكبار السن لمنع هشاشة العظام، وتشير الأبحاث إلى أن نقص الفيتامين شائع جدًا حتى بين الشباب والفئات المتدينة، كونها أكثر حشمة في الملابس مما يقلل تعرضها لأشعة الشمس.

أمّا العلاقة مع كورونا: أبحاث طبية كثيرة حول العالم في السنة الأخيرة أشارت الى أن من يعانون من نقص حاد في فيتامين (د) معرضون لمخاطر أكبر في حالة الإصابة بـ كورونا مقارنة مع غيرهم، ولوحظ أن غالبية المصابين التي وصفت حالتهم بالخطرة يعانون من نقص حاد من فيتامين (د)، وفي بحث اسباني أجري على 76 من المرضى المصابين بالكورونا تم اعطاؤهم فيتامين (د) تبيّن أن حالتهم استقرت، ولم يدخلوا العناية المكثفة مقارنة مع من لم يحصل على فيتامين د. من جانب آخر غالبية الأبحاث جديدة ولم تتطرق لأعمار المرضى ولا امراضهم المزمنة، كما أنها أجريت على عدد قليل من المرضى، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها كليًا وما زال الأمر تحت البحث.

يجب الإشارة إلى أنه لا علاقة بين نقص الفيتامين، ونسبة التعرض للإصابة، بل رُبط النقص الحاد بشدة أعراض الكورونا وليس باحتمالية الإصابة.

توصية: نظراً لدور فيتامين (د) في تقوية جهاز المناعة ومحاربة الفيروسات وخاصة أمراض الجهاز التنفسي، ووجود دلائل تدعم مساعدته في تخفيض حدة الإصابة، فقد أوصت وزارة الصحة بإعطاء فيتامين (د) لكافة الأعمار وخاصة بسبب قدوم فترة الشتاء وقلة التعرض لأشعة الشمس وبقاء الكثير من الناس في الحجر المنزلي.

الأطفال حتى جيل سنة 400 وحدة.
الأطفال فوق جيل سنة 1000 وحدة باليوم لمدة 6 أسابيع.
يعطى للبالغين وكبار السن من 1000 وحدة الى 4000 وحدة باليوم حسب إرشادات الطبيب الخاص.
وقد طلبت وزارة الصحة من شركات صناعة الحليب رفع مستوى الكالسيوم وفيتامين (د) خاصة في فترة الكورونا.
للتنويه: يجب الالتزام بإرشادات الطبيب الخاص في اختيار الكمية والنوعية.

أمراض تنتشر في هذا الموسم:
مرض (اليد القدم والفم)
في مثل هذه الفترة من كل عام تنتشر بين الأطفال خاصةً عدوى فيروسية تسمى بمرض اليد والقدم والفم hand foot and mouth disease . ينتمي هذا الفيروس لعائلة الفيروسات المسماة “كوكساكي”.

فبحسب اسمه يتميز هذا المرض بظهور طفح جلدي “بثور” حبيبات صغيرة كأنها تحتوي على سائل في مناطق الكفيين والقدمين وتقرحات أخرى في الفم.

الأعراض: في الغالب يبدأ المرض بحرارة خفيفة وافرازات من الأنف والفم، وفي اليوم الثالث تظهر الأعراض الجلدية. يرافقه التعب الشديد والإرهاق، آلام شديدة وحالات من الجفاف.

تنتقل هذه العدوى بين الأطفال عبر الرذاذ والملامسة وأيضا من خلال افرازات البثور، لذلك يمنع الأطفال من الذهاب الى المؤسسات التعليمية إثناء المرض.

يعتبر هذا المرض خفيفاَ في أكثر حالاته، فيحتاج علاجه الى خافض للحرارة والاكثار من السوائل والراحة، ويمكن تعقيم البثور الجلدية إضافة لتعقيم الأماكن والأغراض، وفي حالات نادرة جداً قد يسبب بعض الالتهابات الخطيرة جداً كالتهاب غشاء المخ (السحايا) أو التهاب خلايا المخ او اعتلال عضلة القلب، وهذه الاعراض نادرة جداً. يجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد تطعيم ضد هذا المرض حتى الان.

ينصح زيارة طبيب الأطفال المختص أكثر من مرة خلال المرض لمعاينة الطفل والتأكد من عدم وجود عدوى بكتيرية مرافقة.