منحت لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقطر مع ملتقى كلنا مريم العالمي، جائزة المرابط السنوية لعام 2020 لفضيلة الشيخ الأسير رائد صلاح.

جاء التكريم في مؤتمر إلكتروني، عقد أمس السبت، بعنوان “القدس… حكاية صمود”، وتحدث فيه عدد من العلماء والدعاة والإعلاميين في العالم العربي.

وقام العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بمنح جائزة “المرابط” للشيخ رائد صلاح، واستلمها الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني.

وبعث ولد الددو في مستهل كلمته بتعازيه إلى الداخل الفلسطيني باستشهاد المغدور محمد أبو نجم من مدينة يافا.

وقال “الشيخ رائد وإخوانه في الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني قد وفقهم الله تعالى للمنهج الوسطي الذي لا لبس فيه ولا شطط ولا تطرف ولا تنازل ولا ميوعة؛ فهو علم وعمل ومرابطة وخدمة المجتمع”.

وأضاف: “حتى لو حلت الحركة فهي مشروع قائم بأفكارها ولا تحتاج للاعترافات”.

وتابع بالقول “كلما سجن الشيخ رائد صلاح خرج لنا أكثر ألقا ونورا ..وأبرز لنا كتبا وأفكارا تستحق أن تكون بوصلة في الوعي بالقضية المباركة، الشيخ رائد صلاح في بره بأمه وسائر تعاملاته مع إخوانه يمثل الهدي النبوي في الخلق الكريم (وإنك لعلى خلق عظيم)”.
وأضاف “أنا أعرف الشيخ رائد منذ 30 سنة ما رأيته قط يشكو ضيقا أو شدة بل أراه دوما مبتسما ثابتا على المبدأ، لذلك يستحق من الأمة أن ترفع مقامه وتجعله من قدواتها البارزة؛ فيا ليت حكامنا العرب يقتدون به في الثبات على الحق، ويا ليت علماءنا يبذلون كما يبذل الشيخ رائد ويضحي. ابتسامته وثباته تزيدنا ثباتا في مطالبتنا بمقدساتنا وحماية أقصانا، فثباته على الحق ملهم لغيره ومرشد لمن سوا؛ وهو حال القدوات”.

وقال “لقد عَرَّفَنا وعلمنا الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب وإخوانهما المرابطين أنه إذا أغلقت أبواب الأرض فتحت أبواب السماء؛ وأنه إذا ضعف حبل الناس قوي الرجاء بالخالق جل جلاله وما عرفنا فيهم إلا ارتباطا بالخالق ..فجهادهم تقرب لله تعالى”.

الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، قال في كلمته للمؤتمر “من هنا من أرض فلسطين من أرض الإسراء والمعراج من رحاب القدس والأقصى المبارك، التحية للإخوة في لجنة القدس المنبثقة عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاخوة في مؤسسة “كلنا مريم””.

وأضاف: “هذه الجائزة التي تقدم لأخي الشيخ رائد صلاح القابع في سجنه منذ 16 آب العام الماضي وإن شاء الله مع نهاية هذا العام 2021 سيطلق سراحه، ليعود ويؤدي دوره الذي شبّ وشاب عليه باستمرار التفاني من أجل قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك بل وقضية فلسطين كلها”.

وتابع قائلا: “القدس هي من تشرفنا ولسنا نحن الذين نشرفها، القدس هي القدس تدافع عنا ولسنا نحن الذين ندافع عنها، القدس هذه الأم ذات الحضن الدافئ وذات المجد العالي، القدس هذه التي ليست التي كانت ولا فقط الآن أنها موجودة إنما هي التي ستبقى لتكون عاصمة الخلافة الإسلامية إن شاء الله، وعليه فإذا نسي البعض من تكون القدس أذكرهم بأن القدس هي شقيقة مكة المكرمة وإذا نسي البعض من هو المسجد الأقصى المبارك فأذكره أن المسجد الأقصى المبارك شقيق المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فإن نصرتنا للقدس الشريف وللمسجد الأقصى المبارك إنما هو استكمال لحقيقة إيماننا نحن المسلمون عموما، هذه القدس التي الاعتداء ليس عليها وإنما الاعتداء على نسائها المرابطات وبالتالي فإن عار المسلمين اليوم هو عار مضاعف، عار عدم الانتصار للقدس ولعفتها وكرامتها، وعار عدم انتصار للمرابطات فيها اللواتي يعتدى عليهن في باحات المسجد الأقصى المبارك”.

وقال الشيخ كمال خطيب أيضا “الذين يصمون آذانهم عن نداء القدس وعن قول القدس لهم: واقدساه ومعتصماه وقرآناه وإسلاماه، مع الأسف أن استجاباتهم لنداء القدس ليس إلا عبر المزيد من التطبيع وعبر المزيد من اللهث والجري ليس ليشدوا الرحال إلى القدس من أجل المساهمة في تحريرها، ولكن ليشدوا الرحال للارتماء عند نتنياهو، عار وأي عار، وعليه فإن القدس هي فعلا قصة صمود ستظل تكتب في تاريخ الامة، أنها المدينة التي قد مر عليه 18 احتلالا وما الاحتلال الإسرائيلي إلا التاسع عشر لن يكون هذا الاحتلال بدعا من الاحتلالات ليس طرازا فريدا من الاحتلالات، احتلال سيكتب له تماما ما كتب لمن سبقه من احتلالات، رحلوا وسيرحلون، عبروا وسيعبرون، كتب عنهم بلغة الماضي وعن هؤلاء أيضا سيكتب بلغة الماضي، إنه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي سيكون هو الاحتلال التاسع العاشر وسيكون الاحتلال الأخير بإذن الله عز وجل”.

وأضاف: “ليس السؤال هل تحرر القدس أم لا؟ هذا ليس سؤال لأن المنطق والتاريخ والعقيدة تقول لنا نعم ستحرر القدس. ليس السؤال هل سيعود لنا المسجد الأقصى بكامله؟ إنما الجواب نعم وألف نعم ومليون نعم لكن السؤال: ماذا سيكون دوري أنا وأنت ما هو الدور الذي سيؤديه كل منا ما الشرف الذي سيحققه كل إنسان منا”.

في ختام كلمته قال الشيخ كمال خطيب “باسم أخي الشيخ رائد صلاح القابع في سجنه، باسم عائلته الكريمة، باسم كل أبناء المشروع الإسلامي في الداخل الفلسطيني نشكركم أيها الاخوة والاخوات المبادرون، ونؤكد لكم أننا إن شاء الله على العهد باقون رغم كل ما يلحق بنا نعم رغم قرار ظالم صدر يوم 17/11/2015 قبل 5 سنوات بحظرنا واخراجنا عن قانون إسرائيل وتعريفنا بأننا تنظيم إرهابي خارج عن القانون. نقول لهم صنفوا ما شئتم وعرّفوا ما شئتم واكتبوا ما شئتم. أما نحن فإننا لن نعرف أنفسنا إلا أننا مسلمون عرب فلسطينيون مرابطون ثابتون بإذن الله بانتظار اليوم الذي فيه نلتقي على أبواب القدس، شكرا لكم على هذه اللفتة التي تعطينا العزم والعزيمة والقوة الاصرار إن شاء الله أسال الله أن يتقبل منكم جميعا”.

إلى ذلك، ألقيت في المؤتمر العديد من الكلمات، كان من بينها كلمة للدكتور علي محي الدين القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسمين، وحيا صمود الشعب الفلسطيني وصمود المقدسيين والمرابطين وبعث بتحية خاصة إلى أبناء المشروع الإسلامي في الداخل والشيخين رائد صلاح وكمال خطيب ودورهم المناصر لقضية القدس والأقصى وقضية فلسطين، كما ثمّن دور كل المساهمين في إعلاء صوت القدس والأقصى ونضال الشعب الفلسطيني.

ثم كانت كلمة للأستاذ خالد بوموزة، رئيس لجنة القدس بقطر في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأكد فيها أن دور لجنة القدس حديثة التأسيس هو توعوي في الدرجة الأولى وتستهدف شباب وشابات الأمة فيما يخص قضية فلسطين وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وقال إن “فلسطين بوصلة الإيمان للأنقياء وبوصلة النفاق للذين خذلوا فلسطين وهرولوا إلى التطبيع” وأكد “نريد لأبنائنا من الشباب والشابات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن يتفاعلوا دوما مع قضية فلسطين ونصرتها بالمنشورات والتغريدات حتى نثبت قلوب أهلنا في فلسطين وحتى يعرف الظالم أننا لا ننسى مظلومية الشعب الفلسطيني”.

الأستاذة هند المطوع، رئيس ملتقى “كلنا مريم” (مبادرة عالمية انطلقت من تركيا وتضم نحو 40 دولة في العالم تهدف إلى نصرة المرأة الفلسطينية في مدينة القدس)، قالت إن “مبادرة كلنا مريم العالمية التي انطلقت قبل قرابة 3 سنوات، تعمل مع “المريميات” في العالم لنصرة المرأة المقدسية وأهل القدس وفلسطين، ونحمل هذا الواجب نصرة لأخواتنا وإخواننا المرابطين في القدس كخط دفاع أول عن المسجد الأقصى المبارك”.

وأعلنت المطوع عن إطلاق حملة عالمية تحت عنوان “بيتي في القدس” في شهر شباط/ فبراير تستمر لأربعة أشهر، وتسعى الحملة للمساهمة في دعم المقدسيين الذين هدمت بيوتهم على يد قوات الاحتلال.

الكلمات الدلالية :