أثار القرار الأميركي الخاص بوقف دعم العمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ردود أفعال متباينة، وسط آمال بأن تخطو واشنطن خطوة أولى لوقف الحرب المتصاعدة منذ 6 سنوات.
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مؤتمر صحافي، يوم الخميس، أن واشنطن “ستعمل على وضع حد للحرب على اليمن”، لافتاً إلى أنه طلب من فريقه المختص للشرق الأوسط، العمل لوقف إطلاق النار.
وفيما شدد على وقف كل الدعم للعمليات الهجومية في اليمن، أعلن بايدن عن مواصلة تقديم الدعم للسعودية في مواجهة التهديدات المحتملة من جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وتزامن القرار بوقف دعم العمليات العسكرية، مع تعيين تيموثي ليندركنغ مبعوثاً أميركياً إلى اليمن، وهو ما يعزز الآمال بوجود نوايا حقيقية لوقف الحرب، ووضع حد لواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية بالعالم.
وقوبل القرار الأميركي بتفاؤل واسع في الشارع اليمني، وسط حذر في ردود الفعل من قبل أطراف النزاع الرئيسية، وخصوصاً الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين.
ورحبت الحكومة اليمنية بما ورد في خطاب بايدن بالتأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية.
وفي بيان للخارجية اليمنية “رحبت الحكومة اليمنية بتعيين الرئيس الأميركي للسيد تيم ليندر كينغ مبعوثاً خاصاً لليمن وهو ما يعد خطوة أخرى مهمة تتخذها الولايات المتحدة ضمن مساعيها الداعمة والمساندة للحكومة والشعب اليمني لإنهاء الحرب”.
وفي وقت سابق أعلن المتحدث الرسمي للحوثيين وكبير مفاوضي الجماعة، محمد عبد السلام، رسمياً، عن الموقف المشروط للجماعة إزاء قرار الرئيس الأميركي، وشدد على أن البرهان الحقيقي لإحلال السلام هو “وقف الحرب ورفع الحصار” في إشارة للعمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي والحظر المفروض على المنافذ الجوية والبرية والبحرية.
وقال عبد السلام، في تغريدة على “تويتر”: “ما نؤكد عليه دوماً أن السلام الحقيقي لن يكون قبل وقف العدوان ورفع الحصار، وصواريخ اليمن للدفاع عن اليمن وتوقفها بتوقف العدوان والحصار بشكل كامل”.
وتشير تصريحات المسؤول الحوثي إلى أن الجماعة ستواصل عملياتها العسكرية بالطائرات المسيرة والصواريخ صوب الأراضي السعودية، في حال استمرار الغارات الجوية.
في السياق، رحّب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بتعيين ليندركينغ ، مبعوثاً للولايات المتحدة إلى اليمن، واعتبر ذلك “خطوة إيجابية” نحو تعزيز الانخراط الدولي والدبلوماسي.
وأعرب المبعوث الأممي، في تغريدة على “تويتر” عن تطلعه للعمل مع المبعوث الأميركي الجديد من أجل إعادة اليمن إلى مسار السلام”.
واحتفت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين بالقرار الصادر من الرئيس الأميركي، جو بايدن، والتصريحات التي أطلقها السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، والتي أعلن فيها أن “اليمن بحاجة إلى الغذاء والدواء وليس إلى القنابل والحصار”، دون إضافة أي تعليقات عليها.
وفي المقابل، امتنع مسؤول رفيع بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن الرد على سؤال “العربي الجديد”، حول موقف “الشرعية” من القرار الأميركي، وتعيين مبعوث خاص إلى اليمن، كما لم يصدر أي موقف من المبعوث الأممي مارتن غريفيث، رغم الترحيب الصادر عن متحدث الأمم المتحدة، استيفان دوجاريك، في وقت سابق من مساء الخميس.
وفيما التزمت السعودية التي تتزعم التحالف العسكري الصمت حيال القرار، اعتبرت الإمارات، على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، تعيين ليندركينغ مبعوثاً أميركياً إلى اليمن بأنه “يمثل دفعة تساعد على تسوية الصراع في اليمن وتعزيز استقرار المنطقة”، دون التعليق على مسألة وقف الدعم العسكري.
وأعرب المسؤول الإماراتي، في تغريدة على “تويتر”، عن تطلع بلاده إلى “انتهاء الحرب في اليمن”، التي زعم أنهم من أكبر مانحي المساعدات الإنسانية فيها.
وبعيداً عن المواقف الرسمية، رحب القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ووزير الخارجية الأسبق، أبو بكر القربي، بالقرار الأميركي، واعتبره بأنه يأتي ضمن “خطى حثيثة لوقف الحرب”.
وقال القربي في تغريدة على “تويتر”، إن ذلك “يستدعي الاستفادة من التوجه لمصلحة اليمن وشعبه وليس لمصلحة أطراف الصراع وضمان شراكة كافة الأطراف في مفاوضات لتحقيق حل عادل وشامل للجميع”.
كما قوبل القرار الأميركي، بترحيب حقوقي، حيث وصف المدير التنفيذي لمنظمة مواطنة لحقوق الإنسان، عبد الرشيد الفقيه، مواقف إدارة الرئيس بايدن بأنها “مبشرة وتخلق فرصاً حقيقية لكافة الأطراف المتورطة في حرب اليمن للخروج من مستنقعها”.
وأشار الفقيه في تغريدة على “تويتر”، إلى أن الموقف الأميركي يمثل أيضاً “فرصة لإنقاذ حياة ملايين اليمنيين، وعلى كافة الأطراف التقاطها والتعاطي معها بإيجابية”.