الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
التّطعيم مسألة طبية بحتة والتّوجه الفقهي في مثل هذه المسائل يُبنى على التّوجه الطّبي لأنّه لا نصّ فيها في القرآن الكريم ولا السّنة النّبوية.
وطالما أنّ الأطباء هم المرجعية العلمية المعتمدة فيما يتعلق بالصحة الإنسانية من حيث المنافع والمضآر.
والشّرع الكريم يسعى للحفاظ على هذا المقصد الشّرعي الأصيل وهو الحفاظ على النّفس.
فإذا قال الأطباء في مسألة ما – لم يرد لها ذكر في الكتاب والسّنة المطهرة – أنّ هذه المادة مضرة كالدخان مثلاً فالفتوى تكون في هذه الحالة على منع التّدخين شرعاً عملاً بالقاعدة الفقهية التّي هي في الأساس حديث نبوي شريف “لا ضرر ولا ضرار”.
وفي الحقيقة تواصلت مع أعضاء اللّجنة الطّبية المنبثقة عن المجلس الإسلامي للإفتاء بخصوص موقفهم الطّبي من مسألة التّطعيم وأغلبيتهم أشاد ونصح وأرشد بل وحثّ على التّطعيم والبعض منهم توقف في الأمر.
وبناءً عليه: طالما أنّ معظم الأطباء ينصحون ويرشدون للتطعيم من فيروس كورونا فالحكم الفقهي في هذه الحالة يكون تابعاً ومتبوعاً أي تابعاً لما يقرره الأطباء الثّقات ومتبوعاً من قِبَل المُكلّفين؛ وممّا سبق ذكره أنّ الأطباء في اللّجنة الطّبية معظمهم يرشد وينصح ويحثّ على التّطعيم.
والله تعالى أعلم
أ. د. مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني (48)
الثلاثاء 8 رجب 1442 هـ الموافق 2 آذار 2021 مـ