حذرت دراسة جديدة نشرت في 25 فبراير/شباط الماضي في دورية “فرونتيرز إن أليرجي” (Frontiers in Allergy) من أن الاحتباس الحراري قد يزيد من سرعة انتقال حبوب اللقاح المحمولة بالرياح وانتشارها على مساحات واسعة حتى قبل أن يبدأ موسمها الفعلي، ويمكن أن يستمر موسم الحساسية لفترة أطول من المعتاد، وأن يزداد حدة كل عام.
ووفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع “فيز أورج” (Phys.org) فقد توصل باحثون من جامعة “ميونخ التقنية” (Technical University of Munich) في ألمانيا إلى أن الطريقة التي يتم بها نقل حبوب اللقاح تتغير تبعا لأنماط الطقس، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار حبوب اللقاح في مناطق جديدة وتعريض الأشخاص لمسببات الحساسية المختلفة التي قد لا يكون جهاز المناعة لديهم مستعدا لها.
وقد ركزت الدراسة على منطقة بافاريا في جنوب شرق ألمانيا، حيث استخدم الباحثون فيها 6 محطات لتتبع 7 أنواع من النباتات المزهرة ولرصد حبوب اللقاح هناك.
ووجد الباحثون أن الفترة الزمنية الممتدة من عام 1987 إلى عام 2017، قد امتازت بارتفاع موسم التزهير لبعض الأنواع مثل شجيرات البندق وأشجار الحور الرومي لمدة تصل إلى يومين في السنة، مضيفة بذلك ما يصل إلى 60 يوما لموسم حبوب اللقاح في بافاريا آنذاك.
كما رصد الباحثون تغيرا في موعد إطلاق حبوب اللقاح وموسم الإزهار في أنواع نباتية أخرى كأشجار البتولا والدردار، حيث تمت عملية إطلاق حبوب اللقاح قبل نصف يوم من الموعد المقدر لانطلاقها من كل عام.
حبوب لقاح أجنبية
إن أهم النتيجة هي أن كمية حبوب اللقاح التي تم رصدها كانت غير محلية؛ ففي محطات المراقبة المثبتة في جبال الألب كان 75% من أنواع حبوب اللقاح من خارج بافاريا.
وقد انخفضت هذه النسبة وأصبحت 63% في محطات الأراضي السهلية، وهو ما يعني أن تركيز حبوب اللقاح الفعلي يعتمد بشكل رئيسي على الرياح ما بين المناطق المتجاورة، إضافة إلى أنماط الغلاف الجوي هناك.
وتفيد هذه التغييرات -التي تم رصدها في نقل حبوب اللقاح- التنبؤ بحمل المزيد من حبوب اللقاح من مناطق أخرى من العالم آناء الليل وأطراف النهار، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تمديد مواسم الحساسية المحلية وجعلها أكثر تقلبا مع نهاية فصل الربيع.
ويتوقع أيضا أن يزداد حمل حبوب اللقاح كثافة في الليل، وهو الوقت الذي يعتبر عادة آمنا للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الهواء خارج منازلهم.
الأمر قد يزداد سوءا
ووجد الباحثون أيضا أن ظهور حبوب اللقاح في وقت أبكر من موسمها (يمكن أن يصل إلى 10 أيام) كان أمرا شائعا في الفترة الممتدة ما بين عامي 2005 و2015، حتى عندما لم يكن النبات بعينه مزهرا بعد في بافاريا.
وفي العقود الثلاثة الماضية، تسبب ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ في ازدياد الفترة الزمنية المقدرة لموسم حبوب اللقاح في أميركا الشمالية بما يقدر بـ20 يوما في السنة.
وقد ترافق ذلك مع إنتاج المزيد من حبوب اللقاح في فصل الربيع، بسبب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو، الأمر الذي أدى إلى تفاقم جميع أنواع مشاكل الجهاز التنفسي لأولئك الذين يعانون من الحساسية.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأمر قد يزداد سوءا مع تركيزات أعلى من حبوب اللقاح ومواسم أطول، إضافة إلى توسع نطاق الانتشار إلى مناطق لم يتم توعية المقيمين فيها تجاه الخطر المحدق بهم.