الاحد 07 مارس 2021 11:12 م بتوقيت القدس
فإذا خاصمت فلا تَفجُر
ما بُنِيَ على باطل فهو باطل،هذه النتيجة الطبيعية والحَتمية حينما تحاول أن تجمع بين الأضداد وأن تلصق بين أقطاب الكهرباء ( السالب والموجب)، الخطأ يعم الجميع ويُخيِّم على رؤوس القيادات منذ البداية، لا مكان ولا جدوى لتراشق وتبادل الإتهامات واللوم الآن بالمسبب بحدوث الإنشقاق وفك الوحدة والشراكة لهذا المُكَوِّن السياسي الذي حسب رأيي ما كان إلا بسبب كونه مطلب شعبي ضاغط أحرج قيادة الأحزاب الغير مقتنعة أصلًا .
مفهوم ضمنًا أن هناك تياران متناقضان ومتصارعان إيدولوجيًا وخطان متوازيان لا يلتقيان أبدًا، يختلفان من حيث المبدأ والتوجه والمضمون ، تيار علماني يجتمع على مبادئ الإشتراكية والقومية والعروبة، من مُسلَّماته فصل الدين عن الحياة السياسية بشكل قاطع ، وتيار محافظ متدين له إمتداد شعبي واسع لا ينكره أحد ، متمسك بثوابته الدينية ويعتبرها مصدر قوته وتشريعاته ، النبتة التي زُرعت لم تكن تلائم التربة والمناخ لذلك لم يُكتب لها الحياة ، وكانت تجربة لا بد من خوضها لإثبات فشلها للعامة.
أنا هنا لست بصدد أن أحدد وأُفَصِّل شكل الحزب على مقاس كل ناخب،ولا بصدد إلغاء طرف على حساب طرفٍ آخر وإضفاء شرعية لآخر ،لكن يتوجب علينا كمجتمع وأفراد وقيادات أن نقنَع بمبدأ قبول الواقع كما هو والتعامل معه بمسؤولية وطنية عالية تفاديًا لوقوع فتنة شعبية محتملة، فالموقف والمناخ العام والحالة الإجتماعية لم تعد تحتمل أكثر، علينا قبول الآخر على رغم إختلافه، وتحويل الإختلاف لحوار ونقاش وتنافس شريف راقٍ، والكف عن المزايدات ووقف حملات التحريض والتخوين والتشويه والتسفيه، ولجم الفلتان الغير مسبوق عبر منصات التواصل الإجتماعي وعبر الحملات الدعائية وعبر التصريحات الرسمية .
لا مفر أمامنا إلا أن نُقِّر بالتعددية لمكونات مجتمعنا، هذه طبيعة وتركيبة مجتمعنا إن شئنا أو أبينا، لا تُشمتُّوا الأعداء بنا ، هدفنا واحد ومسعانا مُشترك رغم إختلاف الأداء والأدوات ، ما يجمعنا أكثر مما يُفرقنا، الحياة مستمرة ما بعد الإنتخابات والعلاقات الإجتماعية باقية ومستمرة بيننا ما دمنا نعيش سوية على هذه الأرض المباركة، فلا يمكن لنا إلا أن نسعَ بعضنا بعضا وأن نلتمس لبعضنا الأعذار حتى نعبر هذه المرحلة الإستثنائية بخير وأمان وسلام وما أحوجنا للأمان والسلام والإستقرار ، ولكل إمرءٍ له حرية الإعتقاد والإختيار . ليكون الفرز الديمقراطي هو الحكم والفاصل بين جميع الفُرقاء .
مهند نواطحة