الجمعة 12 مارس 2021 17:08 م بتوقيت القدس
ذكر مسؤول حكومي إسرائيليّ، اليوم، الجمعة، أنّ التلوّث النفطي قبالة شواطئ البلاد خلال الأسبوعين الأخيرين، سببه هجوم إسرائيلي على ناقة نفط إيرانيّة كانت في طريقها إلى سورية.
ونقلت مدوّنة "تيكون عولام" الأميركيّة عن المسؤول الإسرائيلي أنّ الكوماندوز البحري الإسرائيلي استهدف ناقلة النفط "أميرلاد"، لكنّ الانفجار سبّب ضررًا أكبر بكثير من المتوقّع وتسرّبًا كبيرًا للنفط الخام، رغم أن الرواية الإسرائيلية تحدّثت عن "إرهاب بيئي إيراني".
وأمس، الخميس، كشف تقرير أميركي أن إسرائيل استهدفت منذ العام 2019، ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية أو تحمل نفطا إيرانيا متجهة إلى سورية، في ما وصف بـ"فتح جبهة جديدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إسرائيل استخدمت أسلحة تشمل ألغاما بحرية لضرب السفن الإيرانية أو السفن التي تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها إلى سورية.
وأوضح التقرير أن الهجمات نفذت في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض وفي مناطق أخرى بالمنطقة.
وجاء التقرير الأميركي نقلا عن مسؤولين أميركيين وإقليميين. وأضاف التقرير أنّ الهجمات الإسرائيلية جاءت تحسبا من "استفادة إيران من أرباح النفط، لتمول أذرعها في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن بيع النفط الإيراني تواصل على الرغم مع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران والدولية المفروضة على النظام السوري.
وادعى التقرير أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت كذلك سفن شحن إيرانية تنقل بضائع أخرى بما في ذلك شحنات أسلحة. ولفت إلى أنه "لم يسبق أن تم الكشف عن هجمات استهدفت ناقلات نفط إيرانية، علما بأن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحرية، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل".
وأحال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أسئلة وجهتها له الصحيفة للتعليق على تقريرها إلى الجيش الإسرائيلي، الذي رفض، بدوره، التعليق على أي دور إسرائيلي في هجمات على سفن إيرانية. ولم يرد مسؤولون إيرانيون في بعثة الأمم المتحدة على طلب الصحيفة للتعليق على التقرير الذي أوردته.
وذكر التقرير أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على شحنات النفط الإيرانية المتجهة إلى سورية، وادعى أن الغرض من هذه العمليات الإيرانية هو الالتفاف على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسورية لـ"تمويل الحرس الثوري الإيراني"، مشددا على أن "مثل هذه الشحنات غالبًا ما تحمل نفطًا بمئات الملايين من الدولارات".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عمّن وصفتهم بـ"المسؤولين العسكريين الإقليميين"، قولهم إن "سفن الشحن غالبًا ما تعلنون عن وجهات خاطئة لناقلات النفط، وتستخدم ناقلات قديمة صدئة لتجنب الإخطار، وأحيانًا تنقل النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر لتجنب اكتشافه".
وذكر التقرير أنه من بين الهجمات الإسرائيلية الـ12 على ناقلات النفط الإيرانية، نفذت إسرائيل ثلاث هجمات في العام 2019، وست مرات خلال العام 2020، وذلك نقلا عن مسؤولي شحن بحري أحدهما إيراني، وقال الأخير إن إيران امتنعت عن الإعلان عن الهجمات لسببين؛ الأول: يتجسد بمحاولتها للابتعاد عن الأنظار، لعدم إظهار علامات ضعف تلزمها برد عسكري هي بغنى عنه.
وكشف التقرير أن إسرائيل شنّت، الشهر الماضي، هجوما على ناقلة نفط إيرانية كانت راسية قبالة السواحل اللبنانية قبل أن تواصل طريقها لتسليم الشحنة في سورية، وذلك بواسطة لغم بحري مغناطيسي من نوع Limpet mine، ثبّته عملاء إسرائيليون في هيكل السفن في الميناء قبل أن يتم تفجيره لاحقًا، الأمر الذي أدى إلى إحداث ثقوب في جوانب السفن.
ونقل التقرير عن خبراء ملاحة بحرية إيرانيين أنّ الهجمات المنسوبة إلى الإسرائيليين لم تؤد إلى إغراق أي سفن، لكن التفجيرات أجبرت سفينتين على الأقل على العودة إلى ميناء في إيران، ما أدى إلى تأخير تسليم النفط الذي تنقله إلى سورية.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأميركية لا تعتزم "الوقوف في وجه" هجمات إسرائيلي على أهداف إيرانية، موضحا أن المسؤولين الأميركيّين خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قدموا دعمًا أميركيًا ضمنيًا لمثل هذه الهجمات.