الثلاثاء 30 مارس 2021 09:34 م بتوقيت القدس
أثناء وجودها في تركيا قبل عامين، ترددت البريطانية عائشة روزالي كثيرا قبل دخول مسجد السلطان أحمد بإسطنبول، ولكن ما إن دخلت المسجد حتى تأثرت بالأجواء داخله وببعض الأشخاص الذين رأتهم.
أجرت روزالي تلك الزيارة وهي في سن الثانية والعشرين، وعلى إثرها بدأت في البحث عن الإسلام، ثم أشهرت إسلامها بعد نحو عام من الزيارة، وتخلت عن حلمها في التمثيل وكرست حياتها للتعريف بالإسلام.
عادت روزالي إلى تركيا مرة أخرى وهي حاليا في سن الرابعة والعشرين، وأجرت الأناضول مقابلة معها أثناء زيارتها الثانية لإسطنبول، قالت فيها إنها تعرفت على الدين الإسلامي في تركيا، وتشعر كأنها “ولدت من جديد”.
** كنت أخشى دخول المسجد
وقالت روزالي إنها نشأت في أسرة بريطانية علمانية، وأمضت سنوات دراستها الثانوية والجامعية منخرطة في مجال السينما.
وقبل اعتناقها الإسلام تدربت لتصبح ممثلة وهذا كان حلمها الأكبر، كما شاركت في العديد من الأعمال منذ أن كانت في سن الرابعة عشرة لتحقيق هذا الحلم، بحسب ما ذكرته.
وأضافت أنها عاشت فترة في الولايات المتحدة ودرست في لوس أنجلوس وأن هذا كان حلم حياتها، كما أنها عملت ككاتبة سيناريو، ومخرجة لفترة قصيرة، كما لعبت دورا في سينما بوليود.
وأوضحت روزالي أنها قررت المجيء إلى تركيا بمفردها، وأن الزيارة (الأولى) بدلت حياتها تمامًا، مشيرة أنها لم تقم بزيارة تركيا بهدف البحث عن دين جديد لها.
وتابعت: “بحثت عن أماكن لزيارتها عبر جوجل، ووجدت مسجد السلطان أحمد، وقلت لنفسي لأدخله، ولكني في الحقيقة كنت مترددة وخائفة أن يصرخ أحدهم في وجهي أو أن يغضب أحدهم من دخولي المسجد، لأنني لم يكن لدي فكرة طيبة عن المسلمين”.
وأردفت: “كان مصدر معلوماتي عن الإسلام هو الإعلام فقط، ولكني قررت دخول المسجد، واشتريت غطاء الرأس الذي ارتديه الآن وذهبت للمسجد”.
وأضافت أنه عند ذهابها إلى المسجد كان المصلون قد أنهوا صلاتهم ويرددون أدعيتهم وتسبيحاتهم.
وأوضحت أنها كانت علمت ما يقولونه عبر الإنترنت من كلمات مثل سبحان الله والحمد لله والله أكبر، وأنها لم تكن تعلم ما تعنيه هذه الكلمات، ولكنها رددتها معهم، وسبحت ودعت لمدة نصف ساعة.
وتحدثت روزالي عن الأجواء داخل المسجد وكيف كان مفعما بالروعة والهدوء والسلام، وأنها لم تكن تصدق هذا المشهد، حتى تأثرت كثيرًا من الجمال والهدوء اللذين يتسم بهما المسجد، ولم يكن أحد يصرخ في وجهها أو يعاملها بسوء كما كانت تخشى.
وبينت أن ما شعرت به في المسجد كان نقطة تحول كبيرة في حياتها، وأنها اشترت مصحفًا عند خروجها من المسجد واصطحبته معها إلى انجلترا وشرعت في قراءته، وفي الوقت نفسه بحثت في الدين الإسلامي حتى قررت اعتناق الإسلام.
** “الإسلام أضفى جمالا على حياتي”
وبحسب روزالي، فإن اعتناقها للإسلام سبب دهشة كبيرة لعائلتها وللمحيطين بها، مشيرة أن الإسلام أضفى جمالًا على حياتها، وأن كل شيء قد تغير للأفضل بعد إسلامها.
وأردفت أنها بدأت تتعلم الإسلام بشكل أفضل لتكون مثالًا ونموذجًا طيبًا لعائلتها وأصدقائها.
وتابعت: “تغيرت كل حياتي بعد اعتناقي الإسلام، لم تكن عائلتي واثقة من اختياري، أصيبت والدتي بحيرة كبيرة بعد معرفتها للأمر، وكانت دائما ما تظهر لي بعض الأشياء التي تراها في الإنترنت وتقول لي انظري المسلمون يفعلون كذا وكذا”.
واستدركت: “هذا دفعني لتعلم المزيد حول ما يتسم به الإسلام من سلام وجمال لمساعدة الناس”.
**ولدتُ من جديد باعتناقي الإسلام
وأوضحت روزالي أنه رغم الصعوبات العديدة التي مرت بها فإنها لن تتوقف عن الحديث عن الإسلام، وأن الله جعلها أفضل وأسعد باعتناقها لهذا الدين.
وقالت: “أشعر وكأنني ولدت من جديد باعتناقي الإسلام”، مشيرة أنها تخلت عن حلمها بأن تصبح ممثلة بعد أن اعتنقت الإسلام، وأصبحت تنتج محتويات إسلامية عبر قناتها على موقع يوتيوب.
وأضافت الفتاة البريطانية أنها ترغب في مساعدة الناس والعمل على تقريبهم من الدين الإسلامي.
وقالت إنها تشارك عبر قناتها قصص العديد من الأشخاص الذين أسلموا بهدف مساعدتهم، وتتمنى أن تنجح في هذا.
واختتمت روزالي حديثها بالتعبير عن حبها لإسطنبول وتركيا لأنها تعرفت على الدين الإسلامي بها وأنها أول دولة مسلمة تزورها.