الجمعة 09 ابريل 2021 07:29 م بتوقيت القدس
كشف علماء بأن واحدا من كل ثلاثة متعافين من كورونا في دراسة شملت أكثر من 230 ألف مريض معظمهم أمريكيون عانوا من اضطرابات في الدماغ أو اضطرابات نفسية في غضون ستة أشهر، مما يشير إلى أن الجائحة قد تقود إلى موجة من المشكلات العقلية والعصبية.
وقال الباحثون الذين أجروا التحليل إنه لم يتضح كيف يرتبط الفيروس بمشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، لكن هذين العرضين من أكثر الاضطرابات شيوعا ضمن 14 وضعوها قيد البحث.
وأضافوا أن حالات السكتة الدماغية والخرف وغيرها من الاضطرابات العصبية كانت أكثر ندرة في مرحلة ما بعد كوفيد-19، لكنها لا تزال قائمة خاصة بين من أصيبوا بالمرض في صورته الشديدة.
قال ماكس تاكيت الطبيب النفسي بجامعة أوكسفورد والذي شارك في قيادة العمل البحثي: “نتائجنا تشير إلى أن أمراض الدماغ والاضطرابات النفسية أكثر شيوعا بعد كوفيد-19 منها بعد الإنفلونزا أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى”.
وأضاف أن الدراسة لم تتمكن من تحديد الآليات البيولوجية أو النفسية المفضية إلى ذلك، لكن ثمة حاجة لبحث عاجل لتحديد الآليات تلك “بهدف الوقاية منها أو معالجتها”.
ويزداد قلق خبراء الصحة من وجود دلائل على مخاطر متزايدة لاضطرابات الدماغ والصحة النفسية بين المتعافين من كوفيد-19. وأظهرت دراسة سابقة للباحثين أنفسهم العام الماضي أن 20 في المئة من متعافي كورونا أصيبوا باضطرابات نفسية في غضون ثلاثة أشهر.
وبعد تحليل السجلات الطبية لما يصل إلى 236379 من مرضى كوفيد-19 معظمهم من الولايات المتحدة، وجدت النتائج الجديدة، التي نُشرت في دورية لانسيت للطب النفسي، أن 34 في المئة أصيبوا بأمراض عصبية أو نفسية في غضون ستة أشهر.
وقال العلماء إن الاضطرابات كانت أكثر شيوعا بين مرضى كوفيد-19 بالمقارنة مع مجموعات تعافت من الإنفلونزا أو غيرها من أشكال عدوى الجهاز التنفسي الأخرى خلال الفترة نفسها، مما يشير إلى أن فيروس كورونا له تأثير كبير في هذا الصدد.
وبلغت نسبة من أصيبوا بالقلق من المتعافين من كورونا 17 في المئة، في حين وصلت نسبة من عانوا اضطرابات مزاجية 14 في المئة، مما يجعلهما أكثر الاضطرابات شيوعا في مرحلة ما بعد كوفيد-19. كما أنه لم يظهر ارتباطهما بمدى ضعف الإصابة أو شدتها.
ومن بين من دخلوا وحدات العناية الفائقة مصابين بكوفيد-19، بلغت نسبة من أصيبوا بسكتة دماغية في غضون ستة أشهر سبعة في المئة بينما أصيب قرابة اثنين بالمئة بالخرف.
قال بول هاريسون أستاذ الطب النفسي بجامعة أوكسفورد والمشارك في قيادة البحث: “على الرغم من أن المخاطر الفردية لمعظم الاضطرابات محدودة، فإن التأثير بالنسبة لمجموع السكان ربما يكون كبيرا”.
في وقت سابق العام الجاري، قال علماء إن بعض من تعافوا من فيروس كورونا استمر فقدانهم لحاستي الشم والذوق، وسط خشية من بقاء أعداد كبيرة حول العالم تعاني من فقد الحاستين بشكل دائم.
ولا يعرف العلماء الكثير عن هذا العرض وأسبابه، وقالت كاثرين هانسن، من مدينة سياتل الأمريكية، إنها عندما أصيبت بالفيروس في مارس الماضي، كان أحد الأعراض الأولى التي ظهرت عليها هو فقدان حاسة الشم ثم حاسة التذوق، ومنذ ذلك الحين لا تستطيع تذوق الطعام رغم تعافيها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع تحمل مضغ الطعام، وأنها تعيش الآن في الغالب على الحساء.
ترتبط الرائحة ارتباطا وثيقا بكل من الذوق والشهية، وغالبا ما يسلب فقدان حاسة الشم الناس متعة الأكل، لكن الغياب المفاجئ قد يكون له أيضا تأثير عميق على الحالة المزاجية ونوعية الحياة.
وقال الدكتور سانديب روبرت داتا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الذكريات والعواطف مرتبطة ارتباطا وثيقا بالرائحة، ويلعب نظام حاسة الشم دورا مهما، وإن كان غير معترف به، إلى حد كبير في الرفاهية العاطفية.
وأضاف الدكتور داتا: “أنت تفكر في الأمر كإحساس جمالي إضافي. ولكن عندما يُحرم شخص ما من حاسة الشم، فإن ذلك يغير الطريقة التي يدرك بها البيئة ومكانه في البيئة. يتراجع شعور الناس بالرفاهية. يمكن أن يكون الأمر مزعجا ومربكا حقا”.