بعد خطوة كتائب عز الدين القسام المثيرة، والتي كشفت فيها عن تسجيل صوتي لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى، يُطرح السؤال حول دلالات هذه الخطوة وأهميتها في هذا التوقيت.
وكشفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، عن تسجيل صوتي لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، خلال فيلم استقصائي بثته قناة الجزيرة، والتقت خلاله بنائب قائد أركان القسام مروان عيسى (نائب محمد الضيف)، وذلك في أول ظهور إعلامي له.
رسالة معدة بدقة
وبحسب التسجيل الصوتي، قال الجندي: “أتمنى أن إسرائيل لا تزال تعمل على استعادتنا، وثانيا، أتساءل: هل زعماء الدولة يفرقون بين الجنود الأسرى؟”.
وتابع: “هل يتطرقون لهم ويعملون على إطلاق سراحهم؟ إنني أموت كل يوم من جديد، وأشعر بالأمل في أن أكون عما قريب في حضن عائلتي”.
وفي قراءته لإفراج “كتائب القسام” عن تسجيل صوتي لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، أكد الخبير الأمني الفلسطيني، كمال التربان، أن “في موضوع الصفقات وتبادل الأسرى، أكثر ما يزعج الطرف الآخر (السلطات الإسرائيلية) أن يكون جنوده الأسرى أمواتا، كما حصل في الصفقة بين الاحتلال وحزب الله، الذي حصل على الثمن الذي يريده وقدم في النهاية لهم جثة”.
وأضاف في حديث صحفي: “مثل هذا الشريط، يجعل القيادة الإسرائيلية تشعر بنوع من الطمأنينة مقابل الثمن الكبير الذي ستدفعه للمقاومة، وفي المقابل يحرك أهالي هؤلاء الجنود للضغط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تنتظر الاعتماد، لأن جنودنا أحياء”.
ورأى التربان، أن “خطوة القسام بالكشف عن هذا الشريط، كانت موفقة جدا وفي توقيت موفق”، منوها إلى أن “ما جرى يأتي في سياق الضغوط على المؤسسة الإسرائيلية، سواء ما كشف من حياة الجندي غلعاد شاليط أو الشريط الصوتي، وتحريك العائلات والمجتمع الإسرائيلي ضد الحكومة لتحقيق الهدف الذي تريده المقاومة”.
ونوه إلى أن “حديث الجندي في الرسالة المعدة له والمصاغة بدقة، بأن الاحتلال يفرق بين جنوده، تهدف إلى زيادة الحدة داخل المجتمع الإسرائيلي، لتحريك الإثيوبيين والشرقيين ضد الحكومة”، مضيفا أن “الرسالة كانت موجهة وموفقة جدا”.
من جانبه، أوضح الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أنه “بعد معركة “سيف القدس” قررت المقاومة الفلسطينية أن تخوض معركة أقسى من المعركة العسكرية، وهي تعرف أن الظروف الأمنية في القطاع معقدة تماما، وهذا إنجاز أكبر كما هو الإنجاز العسكري”.
إظهار قوة المقاومة
وأكد في حديث صحفي، أن “نشر هذا الفيديو، يؤكد وجود حالة من التحدي، وأيضا العديد من الرسائل التي حملتها هذه الخطوة، وهذه الرسائل فيها من القوة ما يكفي لإرباك الساحة السياسية الإسرائيلية التي انشغلت منذ بث الشريط في تحليل مضمون هذا الشريط، هناك ألغاز لم تستطع حلها”.
وأكد أن “المقاومة نجحت في هذا التوقيت بالذات في نشر هذا الفيديو الذي يحمل الرسائل الإيجابية الكثيرة، ويحمل كذلك رسائل ضعف وسلبيات لإسرائيل”.
وأعلنت “كتائب القسام” في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب الأخيرة، في حين أعلنت السلطات الإسرائيلية في مطلع آب/ أغسطس 2015، فقدان الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وفي تموز/ يوليو 2015 كشفت السلطات الإسرائيلية عن اختفاء الجندي “أبراهام منغستو”، بعد تسلله عبر السياج الأمني لشمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية عام 2016.