الجمعة 11 يونيو 2021 09:29 م بتوقيت القدس
من العزل الانفرادي في سجن “رامون” بصحراء النقب، وجّه الشيخ رائد صلاح تحية الصمود والثبات إلى الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، المعتقل في العزل الانفرادي في سجن “مجيدو” على خلفية تقديم لائحة اتهام ضده بمزاعم “التحريض على العنف والإرهاب”.
جاء ذلك، خلال زيارة قام بها المحامي خالد زبارقة إلى الشيخ رائد صلاح في سجن “رمون” الصحراوي بمنطقة النقب. وطمأن زبارقة على صحة الشيخ رائد مشيرا إلى أنه “يتابع الأحداث الأخيرة التي تمر على شعبنا بكل تفصيلاتها بالرغم من ظروف سجنه القاسية والسماح له بمشاهدة قنوات إسرائيلية فقط”.
ولفت إلى أن الشيخ رائد تقدّم بطلب إلى إدارة السجون لنقله إلى سجن في منطقة الشمال، حتى لو كان في العزل الانفرادي بصورة مؤقتة، نظرا لظروف سجن “رمون” القاسية والتعسف الممنهج الذي يمارس عليه وخاصة في الآونة الأخيرة بالإضافة الى الأجواء الحارة في النهار والباردة في ساعات الليل.
وزاد زبارقة بالقول إنه “هناك تضييق أكبر على الشيخ رائد في العزل الانفرادي في الآونة الأخيرة، وكما يبدو فإن ذلك له علاقة بالأجواء العامة والتصعيد الإسرائيلي ضد شعبنا بعد الأحداث الأخيرة”.
ونقل زبارقة عن الشيخ رائد صلاح تحياته إلى عموم شعبنا الفلسطيني وقوله “من خلال متابعتي للأحداث عبر المسموح به من قنوات إسرائيلية، كان واضحا حجم التحريض الرسمي والإعلامي على العرب، وهذا برأيي ساهم في توتير الأجواء في كل المنطقة”.
ووفق زبارقة فقد وصف الشيخ رائد صلاح ما يحصل من تغول إسرائيلي ضد الداخل الفلسطيني بأنه “استبداد مقنع واضطهاد بغطاء قانوني”.
استهداف الشيخ كمال خطيب
فيما يخص ملف اعتقال الشيخ كمال خطيب، نقل زبارقة عن الشيخ رائد “تحيته إلى الشيخ كمال خطيب على ثباته وصموده”، وزاد أنه يعتقد “أن استهداف الشيخ كمال هو إمعان في التعسف من طرف المؤسسة الإسرائيلية بحق العرب، وإن كان المقصود هو شخص الشيخ كمال، ولكن واضح ان الهدف النهائي هو تقييد الخطاب العام للمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، وتحديد مساحة هذا الخطاب بما يتلاءم مع السياسات الإسرائيلية التي تسعى لتجريم ثوابتنا ومفاهيمنا وروايتنا، ودائرة استهدافنا كما يبدو آخذة بالاتساع، وأخاف أن يصل مستوى قمع الحريات من طرف المؤسسة الإسرائيلية بحق العرب الى خطوات أوسع مما هي عليه الآن”. وفق ما نقل زبارقة عن الشيخ رائد.
إلى ذلك، عقّب المحامي خالد زبارقة على مسألة التشديد في ظروف اعتقال الشيخ رائد، بالقول: “واضح أن القرارات في ملف الشيخ رائد تدار من قبل جهات عليا في الدولة، وواضح أن هذا التضييق يأتي في سياق قمع الحريات التي تمارسها المؤسسة بحق كل الوجود العربي في البلاد، والآن الذي يتحمل هذا التعسف هو شخص الشيخ رائد وشخص الشيخ كمال، وواضح جدا أن النظام العام يسير باتجاه أبعد من مسألة الأشخاص، بحيث يريدون الوصول إلى المفاهيم نفسها لتغييرها وفقا لسياساتهم”.
وأضاف: “ما حدث مؤخرا قلب كثير من الموازين التي كانت موجودة عند المؤسسة الاسرائيلية بكل أذرعها، ظنّت أن المجتمع العربي استسلم لإرادتها وسياساتها وتم تطبيعه للمفاهيم الصهيونية، لكن الأحداث الأخيرة اثبتت أن كل السياسيات تجاه العرب، باءت بالفشل، يريدون تحميل فشلهم بكل ما حصل للشخصيات القيادية في الداخل كالشيخين رائد صلاح وكمال خطيب، ولكن باعتقادي انهم لا يقرؤون الصورة بشكل دقيق، هم يقرؤون صورة بشكل مشوّه ويحاولون تجييرها لقناعاتهم، لكن الحقيقة ستظهر ولا يمكن لأحد تغييبها، لأن هذه سنن الحياة وسنة الله تعالى في الأرض”.