قال مستشرق إسرائيلي إن “المظاهرات الضخمة التي تجوب الضفة الغربية هذه الأيام تثبت أن الفلسطينيين فيها يفضلون حكم حماس، وهذا الوضع الذي باتت فيه حماس البديل الوحيد لنظام منظمة التحرير الفلسطينية، هو نتيجة مباشرة لاعتماد إسرائيل على منظمة التحرير المستمر منذ اتفاقات أوسلو”.
وأضاف “مردخاي كيدار” في مقاله بصحيفة “مكور ريشون”، أن “قتل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لمعارضها السياسي نزار بنات شكل إضافة لم تكن غائبة حول توصيفها بأنها نظام غير ديمقراطي، بجانب سلوكها في الأزمات الصحية والاقتصادية التي سببها فيروس كورونا المستجد، والعديد من القضايا الأخرى، وجاء اغتياله ليؤكد أن هذه السلطة كيان غير شرعي تماما”.
ولفت كيدار، الأكاديمي بجامعة بار إيلان، ومعلق شؤون الشرق الأوسط، إلى أن “أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، التي اقتحمت شقة بنات، سحبته من سريره، وجردته من ملابسه لإذلاله، ورشوه برذاذ الفلفل لشل مقاومته، ثم تم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب شديد، مع العلم أن هذه الشقة تقع في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، لذلك من الواضح أن إلقاء القبض عليه تم بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “منذ الكشف عن هذه الحادثة اندلعت مظاهرات عاصفة في جميع أنحاء الضفة الغربية، وانفجرت الهالة بكامل قوتها، بحيث لا يوجد فلسطيني اليوم مستعد لأن يسير في شوارع الضفة الغربية، وحتى في رام الله، ويقول بصوت عال إنه يدعم أبو مازن، حتى بدأ بعض الفلسطينيين يقارنون، وهم محقون بذلك تماما، نزار بنات بالسعودي جمال خاشقجي، الذي شكل قتله نقطة تحول في علاقة العالم بالحكم في الرياض”.
وتابع كيدار بأن “قضية نزار بنات لم تكن الأولى، فقد سبقه عدد غير قليل من الفلسطينيين الذين ينتقدون السلطة، وعانوا من التعذيب، بعضهم حتى الموت، في أقبيتها”.
واعتبر الكاتب أن “اغتيال بنات جاء ليقدم فائدة كبيرة لمعارضي السلطة، وعلى رأسهم حماس، ليس لأن الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية قريب من نظرتها الدينية للأمور، ولكن لأنها البديل المنظم الوحيد لنظام منظمة التحرير”.
وقال: “ما يحدث من سلوكيات السلطة يثير غضبا كبيرا بين الفلسطينيين، ما يجعلهم يميلون نحو حماس، إن لم يكن عقلانيًا، فهو ميل عاطفي، وانطباعي أنه لو أجريت انتخابات اليوم، فستفوز حماس بأغلبية ساحقة، خاصة في ضوء حقيقة أن أيام عباس تقترب من نهايتها، وتثار أسئلة حول كيفية انتخاب خليفته: هل ستختاره مؤسسات منظمة التحرير، أم انتخابات عامة، وهل ستخوض حماس الانتخابات البرلمانية والرئاسية”؟
وأضاف: “الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية كشفت عن جملة من الحقائق الأساسية، أولها خطأ الافتراض الإسرائيلي بأن الفلسطينيين تحولوا على مر السنين إلى جمهور على الطريقة الغربية، وثانيها أنه لن تكون السلطة الفلسطينية ديمقراطية، حتى لو تحولت إلى دولة، بل ستكون فاسدة وقاسية وقمعية، وستتكرر حالات مثل نزار بنات، وثالثها أن فرص قيام دولة فلسطينية إذا حصلت انتخابات ستكون عالية جدًا”.
وأوضح أن “النتيجة الرابعة هي أن حماس ستكون الحاضر والفاعل الأكبر في الساحة الفلسطينية، وسيتم حفر اسمها في الرمال، وخامسها أن دولة فلسطينية ستقوم، يكون لها حدود برية مع الأردن، ستحول القدس إلى مستوطنة سديروت جديدة، ودولة إسرائيل بأكملها إلى +غلاف غزة+”.
وزعم أن “هذا الوضع المعقد في الضفة الغربية يثير مرة أخرى البديل الوحيد لحكم منظمة التحرير وحماس، وهو الحل الإماراتي من خلال نقل السلطة في مدن الضفة الغربية: جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله وأريحا والخليل، إلى العشائر المحلية، وإنشاء إمارات منفصلة في كل واحدة منها، وضم المناطق الريفية لإسرائيل، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى اتحاد الإمارات، على غرار الإمارات العربية المتحدة في الخليج”.
وختم بالقول إن “هذا حل فعال، ونموذج شرق أوسطي، قائم على علم الاجتماع، أسوة بما يحصل في العراق ولبنان واليمن وليبيا، وهذا الحل الإماراتي وحده سيحرر إسرائيل من العبء الديموغرافي الناجم عن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، ويخلق أطرا وسياسات شرعية ومستقرة وعاملة، كما ثبت في الإمارات الخليجية”.