عقّب مراسل صحيفة “معاريف” العبرية الصحفي كلمان لبسكند، في مقال له، على الأحداث المتتالية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية بدءًا من عملية “حارس الأسوار” وإخفاقاتها والمواجهات التي اندلعت في بلدات الداخل الفلسطيني بين اليهود والعرب ومرورا بتجدد إطلاق البالونات الحارقة وفعاليات الإرباك الليلي وانتهاء بعملية الهروب من سجن “جلبوع”.
لبسكند وصف هذا الواقع بأنه “سيء وسيمس بهيبة إسرائيل لأن الأحداث تدل على أنها فقدت ردعها أمام غزة وفشلت في التعامل مع المواجهات التي اندلعت في بلدات الداخل أثناء عملية حارس الأسوار”.
وقال: “ليس من السهولة بمكان أن نكتب هذه الكلمات؛ لكن يصعب علينا تجاهل الحقيقة باننا ضعفاء ويسيطر علينا الخوف، وإلا كيف نفسر رضوخ إدارة مصلحة السجون للأسرى وتلبية كل طلباتهم خشية إثارة غضبهم وقيامهم بالإعلان عن اضراب عن الطعام وما قد يترتب عليه من اندلاع مواجهات في الضفة”.
وأضاف: “تصريحات المتحدث باسم الجيش حول الهجمات التي ينفذها سلاح الجو والحديث عن قصف أهداف نوعية ومخازن أسلحة لا يمكن ان تخفى الحقيقة وهي أننا نخاف ولا نمتلك الجرأة لقتل العدو، فهل هناك من يمتلك الجرأة ليفسر لماذا نحرص على عدم قتل الأعداء، ولماذا لا يشعر كل فرد في حماس بأنه معرض للخطر في كل لحظة”.
وتابع إن قتل القناص برئيل شوئيلي لم يكن بسبب خطأ فني بل “لأننا نتعامل حسب القواعد التي حددها العدو؛ كون الحكومة الحالية والسابقة كانت تسعى لتحقيق الهدوء فقط وأعلنت مرة تلو الأخرى بأنها لا تريد التصعيد”.
وأبدى لبسنكد استغرابه من هذا الواقع السيء على حد وصفه قائلا: “في الوضع الطبيعي، الضعيف هو الذي يخاف ويتمنى الهدوء؛ لكن ما يحدث حاليا هو العكس فها هو تنظيم صغير يواصل عملياته (الإرهابية) بدون توقف أما الدولة القوية فهي التي تتمنى الهدوء، وإن قصف القواعد الخالية لا يردع أحد والدليل على ذلك انهم يواصلون عملياتهم”.
كما تطرق للمواجهات التي اندلعت في مدن الضفة قائلا: “بين حين وآخر نشاهد مقاطع فيديو تظهر إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات على الجيبات العسكرية من مسافة صفر دون ان يجرؤ أي ضابط أو جندي لإطلاق النار خشية تعرضه للمساءلة أو التسبب في زيادة حالة التوتر”.
وتابع: “هكذا يبدو الجيش الهارب والخائف والمرتبك الذي يضع أمام عينه هدف واحد وهو العودة بسلام؛ لكن المشكلة الأكبر هي أننا اعتدنا على هذا الواقع ونراه في كثير من الأحيان منطق؛ إلا أن ذلك لا يقتصر على غزة أو الضفة خصوصا بعد المواجهات التي اندلعت في مدن الداخل بين العرب واليهود ورفع الأعلام الفلسطينية داخل اسرائيل واقتصار دور الشرطة على الفصل بينهم وكأن الحديث يدور عن شجار بين جيران على موقف سيارات وليس حرب بين اليهود والعرب”.
واختتم لبسنكد حديثه قائلا: “إن أعداءنا لديهم أحلام وطموح وإرادة واستعداد للتضحية، أما نحن فليس لدينا رؤية ولا نعلم ما نريد وآن الأوان أن نصحو وبأسرع وقت ممكن”.