الاربعاء 22 سبتمبر 2021 15:08 م بتوقيت القدس
وصلت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في آخر معاقل المعارضة السورية إلى أسوأ مستوياتها، في تطور مدمر للمنطقة التي شهدت قصف عشرات المستشفيات وهروب الأطباء والممرضات بأعداد كبيرة خلال عشر سنوات من الحرب.
وبلغ العدد الإجمالي للإصابات في محافظة إدلب، التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين، غالبيتهم من النازحين داخليا، إلى أكثر من الضعف، منذ بداية آب/أغسطس، ووصل إلى أكثر من 61000.
وتجاوز معدل الإصابات اليومية في الأسابيع الأخيرة 1500 إصابة، فيما سجلت السلطات 34 حالة وفاة يوم الأحد فقط. ويعتقد أن هذه الأرقام أقل من العدد الفعلي لأن الكثير من المصابين لا يبلغون السلطات.
وأصبح الوضع مأساويا للغاية في المحافظة الواقعة شمال غربي سورية، لدرجة أن عناصر الدفاع المدني السوري المعروفين باسم "الخوذ البيضاء"، والذين اشتهروا بالتنقيب بين أنقاض المباني المدمرة بحثا عن الضحايا، أصبحوا ينقلون الآن مرضى كورونا إلى المستشفيات والموتى إلى المدافن.
وقالت نقابة أطباء إدلب، الأسبوع الماضي، إن "ما يحدث هو كارثة طبية"، ووجهت نداء للحصول على دعم منظمات الإغاثة الدولية.
وتواجه إدلب جميع الصعوبات التي يواجهها العالم خلال الجائحة، مثل وحدات العناية المركزة التي تغص بالمرضى، والنقص الحاد في الأكسجين والاختبارات، وبطء عملية التطعيم.
لكن الفقر المدقع والدمار الذي خلفته الحرب الأهلية السورية فاقما الوضع في إدلب. فقد تضرر نصف مستشفياتها ومراكزها الصحية جراء القصف، وكان النظام الصحي على وشك الانهيار حتى قبل تفشي الجائحة.
كما فر عدد كبير من العاملين في المجال الطبي من البلاد بحثا عن الأمان وفرص العمل في الخارج. فيما يعيش عشرات الآلاف من السكان في خيام مكتظة، حيث يستحيل الالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي وحتى غسل اليدين بانتظام. ويهدد العنف المتزايد في المنطقة الآن بازدياد الوضع سوءا.
ولا تزال أجزاء كبيرة من محافظتي إدلب وحلب خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة السورية، التي تهيمن عليها الجماعات المتطرفة بما في ذلك الجماعات التابعة لتنظيم للقاعدة التي حاولت مواجهة تفشي المرض، والذي ازدادت وطأته في آب/أغسطس، نتيجة لانتشار متحور دلتا الأكثر عدوى وتجمعات عيد الأضحى.
