منذ يونيو/ حزيران 2020، تواصل السلطات الليبية اكتشاف مقابر جماعية وفردية وانتشال جثث ورفات في مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس.
وعثرت السلطات على 80 مقبرة، وانتشلت منها 232 جثة، في المدينة التي كانت خاضعة لسيطرة “مليشيا الكاني”، التابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر.
و”الكاني”، أو ما يعرف باسم “اللواء السابع” ثم “اللواء التاسع”، هي مليشيا ليبية أسسها “الإخوة الكاني”، وعددهم 6 هم: عبد الخالق ومحمد ومعمر وعبد الرحيم ومحسن وعبد العظيم، ولهم شقيق سابع، هو علي، قُتل قبل تشكيل التنظيم.
ولسنوات، عانى البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت مليشيا حفتر والتنظيمات التابعة لها حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.
80 مقبرة
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين (حكومية)، عبد العزيز الجعفري، في حديث صحفي، إن “عدد المقابر المكتشفة في ترهونة حتى الآن بلغ 80 مقبرة، هي 43 جماعية و37 فردية”.
وأوضح أن “المقابر توزعت بين ثلاث مناطق في ترهونة: 55 مقبرة في مشروع الربط، و18 في المشروع الزراعي (5 كيلو)، و7 مقابر في مكب القمامة”.
وأفاد بأن “عدد المقابر الفردية بلغ 37 مقبرة، منها 27 في مشروع الربط، و8 في المشروع الزراعي (5 كيلوا) و2 في مكب القمامة”.
وحول عدد الضحايا، قال الجعفري إن “إجمالي عدد الجثث المنتشلة حتى الآن بلغ 232 جثة، تم التعرف على هويات 65 جثة منها بعد إجراء فحص DNA (الحمض النووي).
وأعلنت السلطات الليبية، في مارس/آذار الماضي، أن عدد المفقودين المسجلين لديها بلغ 3 آلاف و650 من مدن مختلفة، منهم 350 مفقودا من ترهونة.
أبناء الكاني
وفي 5 يونيو/حزيران 2020، تمكنت القوات الحكومية من تحرير ترهونة، لتبدأ عملية العثور على مقابر جماعية وفردية لمدنيين، بينهم أطفال ونساء، قتلوا في مذابح قادتها “مليشيا الكاني”.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فرض عقوبات على ميليشيا “الكاني”، وقائدها محمد الكاني، لقتلها مدنيين عُثر على جثثهم في مقابر جماعية وفردية بترهونة، فضلا عن تعذيب وتشريد آلاف آخرين.
لكن محمد الكاني قُتل في 27 يوليو/ تموز الماضي أثناء مقاومته قوة أمنية حضرت للقبض عليه في مدينة بنغازي (شرق).
13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أصدر النائب العام أوامر ضبط داخلية بحق 14 من التابعين لـ”مليشيا الكاني”، فيما صدرت أوامر ضبط دولية بحق الإخوة محمد وعبد الرحيم وعبد العظيم. ولم يتبق على قيد الحياة من أبناء الكاني سوى عبد الرحيم وعبد الخالق ومعمر.