الاثنين 08 نوفمبر 2021 07:13 م بتوقيت القدس
شارك مئات السودانيين، اليوم الأحد، في مظاهرات بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم، وأمدرمان ومدن أخرى؛ رفضا لقرارات قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وللمطالبة بالحكم المدني.
وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، ووضع رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، قيد الإقامة الجبرية.
وتظاهر المئات في أحياء "بري" و"الديم" بالخرطوم و"أمبدة" بمدينة أم درمان غرب العاصمة، بالإضافة إلى مدينتي "مدني" و"نيالا".
وحمل المتظاهرون في الخرطوم علم السودان، ورفعوا لافتات مكتوب عليها "الشعب أقوى والردة مستحيلة"، ورددوا شعارات تندد بما أكدوا أنه "انقلاب عسكري".
وأغلق المتظاهرون بعض الشوارع في أحياء جنوبي العاصمة بمتاريس وإطارات سيارات مشتعلة.
نقل معلمين لسجن دون محاكمة
وفي سياق متّصل، أعلنت لجنة المعلمين السودانيين، اليوم نقل "87 معلما معتقلا" من مركز شرطة "المقرن" إلى سجن "سوبا" جنوبي العاصمة الخرطوم دون أي محاكمات.
وقالت اللجنة في بيان مقتضب: "ترحيل المعتقلين من المعلمين إلى سجن سوبا دون أي محاكمات".
كما أفادت بـ"تدهور الحالة الصحية للمعلم فيصل حسن بدر، دون أن يتلقى أي عناية طبية حتى الآن، وهو من المصابين بمرض السكري".
وصباح الأحد، أعلنت اللجنة في بيان، اعتقال 87 معلما ومعلمة، مع "أنباء عن إجهاض المعلمة، هال مختار"، بالإضافة إلى كسر ساق معلمة أخرى، خلال تفريق الشرطة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالخرطوم.
فيما قالت وزارة التربية والتعليم في بيان، إن "الشرطة أطلقت البمبان (الغاز المسيل للدموع) بكثافة على وقفة احتجاجية نُظمت رفضا لعودة أنصار النظام المخلوع (نظام عمر البشير) لتسلم مقاليد الأمور في الوزارة".
وطاردت قوات الشرطة المحتجين في الشوارع؛ منعا لمعاودة تجمعهم أمام مقر الوزارة.
ومؤخرا، أعلن والي الخرطوم المكلف والأمين العام لحكومة الولاية، أحمد عثمان حمزة، قرارات أعفى بموجبها المدراء العامين للوزارات، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين بالدولة مع تعيين آخرين محلهم، فيما اعتبرت قوى سياسية وهيئات نقابية هذه الخطوة إبعادا لقيادات الخدمة المدنية الثورية، وتعيين كوادر المؤتمر الوطني وهو الحزب الحاكم السابق، محلهم.
وفد للجامعة العربية يلتقي حمدوك والبرهان
وأجرى وفد من جامعة الدول العربية مباحثات منفصلة مع كل حمدوك، والبرهان، أكد خلالها على أهمية الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة، وفق بيانين أصدرهما الأحد.
وترأس الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، وفدها خلال زيارة استمرت يومين وانتهت الأحد.
وقالت الجامعة في بيان، إنه خلال لقاء زكي وحمدوك دون التنويه بصفته كرئيس للحكومة "دار حديث مطول حول التحديات التي واجهت المسيرة الانتقالية والجهود المبذولة حاليا لدعم الحوار البناء بين المكونات المختلفة، بما يساعد البلاد في نجاح المسيرة الانتقالية".
وأعرب زكي عن "ثقته الكاملة في الحكمة التي تتحلى بها القيادات السودانية، وأنها ستنجح في تخطي جميع التحديات الراهنة".
أما بشأن لقاء الوفد مع البرهان، فقال زكي إن "الوفد نقل رسالة شفهية من الأمين العام (للجامعة أحمد أبو الغيط) تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان"، وفق بيان للمكتب الإعلامي لقائد الجيش السوداني.
وأكد على "أهمية الحوار واعتماده كوسيلة أساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الانتقال الديمقراطي".
وعقب قرارات الجيش، جرى حوار بين حمدوك والمكون العسكري في السلطة، بواسطة جهات محلية وخارجية، لكنه لم يفض إلى نتيجة تذكر حتى الآن، وفق وكالة "الأناضول".
فيما جدد البرهان، وفق البيان، الإعراب عن "التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب".
ومنذ أكثر من أسبوع يشهد السودان احتجاجات يومية، فيما قال البرهان، في أكثر من مناسبة، إن الجيش ملتزم بالتحول الديمقراطي، وإنه بصدد اختيار رئيس وزراء لتشكيل حكومة كفاءات، وفق زعمه.
وعقب قرارات الجيش، جرى حوار بين حمدوك والمكون العسكري في السلطة الانتقالية، بواسطة جهات محلية وخارجية، لكنه لم يفض إلى نتيجة تذكر حتى الآن.
وقبل هذا قرارات، كان السودان يعيش منذ 21 آب/ أغسطس 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.
ودرجت "تنسيقية لجان المقاومة" على تنظيم مظاهرات داخل الأحياء، استعدادا لمسيرات أكبر في مدن العاصمة الثلاث؛ الخرطوم وبحري وأم درمان، وبقية ولايات البلاد.
وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى، عقب اندلاع احتجاجات 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات في الأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس عمر البشير، في 11 نيسان/ أبريل 2019.