أعلنت فرنسا، اليوم، الخميس، تعزيز القيود الصحية دون تدابير حجر أو حظر تجول، فيما تجاوز عدد وفيات الوباء في ألمانيا التي تواجه أعنف موجة وبائية، عتبة 100 ألف وفاة.
وتضرب أوروبا موجة جديدة من متحوّرة دلتا، وألغى كثير من البلدان احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، بينما تحاول دول أخرى، خصوصًا فرنسا، الوصول إلى نهاية العام دون قيود.
والخميس، أعلن علماء اكتشاف متحوّرة جديدة من كوفيد-19 في جنوب أفريقيا، البلد الأفريقي الأكثر تضررا من الوباء والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات.
وبحسب علماء جنوب أفريقيا، الذين اكتشفوا سابقا متحورة بيتا، فإنّ متحورة "بي.1.1.529" لديها عدد "مرتفع جدًا" من المتحورات.
وأصبحت أوروبا مجددا البؤرة العالمية للوباء هذا الخريف، فيما خفّضت المتحوّرة دلتا الشديد العدوى من فعالية اللقاحات ضد انتقال العدوى بنسبة تصل إلى 40 في المئة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وتسبّب وباء كوفيد-19 بوفاة أكثر من 1,5 مليون شخص منذ بدء انتشاره في أوروبا، حيث أعادت دول عدة فرض قيود لوقف ارتفاع عدد الإصابات القياسي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة "فرانس برس"، استنادًا ‘لى أرقام رسمية عند الساعة 10,00 ت غ.
ودعت منظمة الصحة العالمية، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، إلى مواصلة التلقيح واستخدام الكمامات والتقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي، وهي تخشى تسجيل 700 ألف وفاة إضافية في المنطقة بحلول الربيع.
وفي المجموع، أودى الفيروس بحياة أكثر من 5,16 ملايين شخص في كل أنحاء العالم، منذ نهاية العام 2019.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذة بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أنّ حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث من الحصيلة المعلنة رسميًا. وتبقى نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو التي لا تظهر عليها أعراض، غير مكتشفة رغم تكثيف الفحوص في عدد كبير من الدول.
وفي فرنسا، حيث أودى الوباء بحياة أكثر من 118 ألف شخص، أعلن وزير الصحة، أوليفييه فيران، اليوم، الخميس، أنه في هذه المرحلة "لن يفرض حجر ولا حظر تجول".
وفي النمسا، اتخذت السلطات قرارا قبل أيام بإعادة تدابير الإغلاق، وهو إجراء غير مسبوق في أوروبا منذ بدء حملات اللقاح.
وفرضت "قيود" أخرى أقل صرامة في بلدان مثل لاتفيا وهولندا. كما أعيد فرض قيود إضافية في سلوفاكيا وإيطاليا.
ولفت الوزير الفرنسي إلى أنه "يمكننا اجتياز هذه الموجة دون اللجوء إلى أكثر الإجراءات تقييدا"، موضحًا أنه لن يكون هناك في هذه المرحلة "إغلاق مبكر للأعمال التجارية ولا قيود على التنقلات".
وستكون الجرعة المعززة المضادة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، والمتاحة حاليًا فقط للأشخاص الذين يبلغون 65 عاما وما فوق، "متاحة لجميع البالغين شرط أن يكونوا قد تلقوا آخر جرعة من اللقاح قبل خمسة أشهر"، اعتبارًا من السبت.
كما أعلن الوزير عودة إلزامية وضع الكمامات في الأماكن المغلقة اعتبارًا من الجمعة، بما في ذلك الأماكن التي يطلب فيها التصريح الصحي (مطاعم، ومراكز تسوق، وأماكن ترفيه، ومتاحف).
"إنها مسألة إنقاذ احتفالات نهاية العام"، كما قال الناطق باسم الحكومة، غابريال أتال، أمس، الأربعاء.
في مارتينيك وغوادلوب، جزيرتا الأنتيل الفرنسيتان، أدت احتجاجات معارضة للقاحات ممزوجة بمطالب اجتماعية مرتبطة بكلفة المعيشة، إلى أعمال عنف شملت إطلاق نار على رجال إطفاء وشرطيين. كما أقيمت حواجز معرقلة للنشاطات في شوارع الجزيرتين.
كذلك، يجري النظر في تعزيز التدابير في هولندا، حيث تسبّبت القيود الصحية في السابق في أعمال شغب غير مسبوقة.
أمّا بالنسبة إلى رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دو كرو، الذي سيعقد اجتماعا عاجلا، غدًا، الجمعة، لاتخاذ قرار بشأن فرض إجراءات جديدة، فإن الارتفاع في عدد الإصابات وحالات الاستشفاء المرتبطة الفيروس "أعلى من الاتجاهات الأكثر تشاؤما"، التي حدّدها الخبراء العلميون، الأسبوع الماضي.
وتواجه ألمانيا، التي كانت في السابق مثالًا يحتذى به في مكافحتها الموجات السابقة من الوباء، أعنف موجة وبائية فيما تستعد الحكومة الائتلافية الجديدة لتولي مهماتها.
وتوفي 100,119 شخصا بالفيروس في ألمانيا منذ بداية تفشي الجائحة، حسبما أعلنت، اليوم، الخميس، هيئة الصحة الألمانية.
وحذّرت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل، الخميس، من أن "كل يوم مهم" وهي ترغب في تعزيز القيود لمواجهة الوباء.
وسجّلت البلاد خلال 24 ساعة عددًا قياسيًا من الإصابات الجديدة بالفيروس بلغ 75,961 إصابة بحسب هيئة الصحة.
وأمس، الأربعاء، قال الاشتراكي الديموقراطي، أولاف شولتس، الذي سيصبح مستشارا إن "الوضع دقيق"، واعدًا "بالقيام بكلّ ما يلزم" لمواجهة الوباء.
ويبدو أنّ الائتلاف الجديد مع حزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر، يستبعد حاليا فكرة الإغلاق العام، مستهدفا زيادة التلقيح وتعميم تقديم الشهادة الصحية في وسائل النقل العام ووضع قيود على حركة غير الملقّحين بمنعهم من الدخول إلى أماكن النشاطات الثقافية مثلا.
وسيُخصّص مبلغ مليار دولار للطاقم الطبي ولمساعديه.
من جانبها، أوصت المفوضية الأوروبية، الخميس، بإعطاء جرعة معززة في موعد لا يتجاوز تسعة أشهر بعد الجرعة الثانية من اللقاح المضاد للفيروس، بهدف تمديد صلاحية الشهادة الصحة الأوروبية والتي لن يعترف بصحتها بدون هذه الجرعة.
اقرأ/ي أيضًا | كورونا في أوروبا: 700 ألف حالة وفاة محتملة خلال شهور
وأعلنت الهيئة الناظمة الأوروبية للأدوية، الخميس، الموافقة على إعطاء لقاح فايزر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما ما يهمد الطريق أمام بدء تطعيم هذه الفئة في دول الاتحاد الأوروبي.