الجمعة 31 ديسمبر 2021 08:30 م بتوقيت القدس
على شرف تحرر الشيخ رائد صلاح من السجون الإسرائيلية، عقد منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية ومقره إسبانيا، الأحد، لقاء تكريميا عبر تطبيق “زوم” حمل عنوان “الرمز الإنساني وشيخ الأقصى”.
شارك في اللقاء العديد من الشخصيات الاعتبارية العربية والإسلامية والدولية وممثلي عدد من المؤسسات والمنظمات الحقوقية، وقد أدار اللقاء الإعلامي الفلسطيني أحمد الشيخ- مستشار مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية- قطر.
كانت الكلمة الأولى في اللقاء للدكتور بسام ضويحي- رئيس منتدى الفكر والدراسات، وحيا فيها الشيخ رائد وهنأه بالتحرر، وأكد أن “الشيخ رائد هو رمز للحق بالدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها وقيمها، فكيف لا نقف مع الشيخ المجاهد وهو يدافع عن الحرية والكرامة في عالمنا العربي والإسلامي”.
وقال إن طروحات الشيخ رائد ومواقفه تجاه كل قضايا الأمة حوّلته إلى رمز عربي إسلامي وإنساني.
وختم بالقول “هذا هو الشيخ رائد، وهذا جزء يسير من عمله المجيد، فهل نتركه يعمل وحيدا. لن نتركك، نحن معك في السراء والضراء، معك في جهادك وتطلعاتك إلى تحرير القدس وإعادة الحقوق لأهلها”.
ثمّ كانت كلمة للسيد طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقية- سابقا، وقال “مرحبا بالرائد الذي لا يكذب أرضه وشعبه وأمّته”.
وشدّد على ضرورة دعم رموز الأمة من أمثال الشيخ رائد، لأنهم الأمناء على قضايا الأمة الكبرى وثوابتها، والأمم لا تنهض إلا بدعم رموزها في كافة الميادين.
وختم الهاشمي قائلا: “نقول للشيخ رائد لست وحدك في الميدان فنحن وكل الأحرار معك. امض على بركة الله، هنيئا لك، فقد وُفقت فيما اخترت وقد ربحت البيع مع الله”.
العلّامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي- رئيس مركز تكوين العلماء- موريتانيا، أكد في مداخلته “أنّ الامة غير متودع منها، وهناك حاملون للواء لا يتراجعون، يقومون لله بالحق، هؤلاء ميزتهم ارتباطهم بالمنهج النبوي والحق وثوابت الأمة تتجسد فيهم. يمثلون ثوابت الامة، يمثلهم في واقعنا فضيلة الشيخ رائد حيث تجري في دمائه ثوابت الأمة ويضحي بالغالي والنفيس”.
وأضاف “هو جبل ثابت ورمز من رموز الصمود في الأمة، هو يعد مع رواد الامة في كل زمان ومكان. الشيخ رائد لا يفكر بالأقصى وفلسطين فقط، بل في كل مكان من عالمنا العربي والإسلامي إنه يفكر في أمة محمد لأنه من ورثته. كل القضايا العادلة نجدها حاضرة في رائدنا شيخ المسجد الأقصى”.
د. ياسين اقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي – تركيا، قال في جوانب من مداخلته: “نحن اليوم نلتقي مجددا لنحتفي بالرمز الإنساني العالمي الشيخ رائد صلاح شيخ الأقصى. نحتفي به لا لخروجه من سجنه، فحياة الأحرار سجن دائم في هذا العالم المتناقض مع نفسه إلى أن تشرق شمس الحُرّية والعدل والسلام على هذا العالم المُثقل بالآلام والأحزان والظّلم”.
وأضاف: “نحتفي به لأنه بقي كما عهدناه وعهدته الأمة ثابتا على القيم والثوابت الإسلامية والإنسانية، فقد مضى عهد الامتحان، وتخرج شيخنا منه بنجاح.. ليدخل ونحن من خلفه في امتحان جديد وهو الاستمرار في الدفاع عن هذه الثوابت والقيم الإنسانية السامية”.
وقال: “لقد أمضى الشيخ رائد صلاح 17 شهرا من عزل إلى عزل انفرادي ضريبة دفاعه عن هذه القيم والمعتقدات والثوابت، كأول رجل فينا في صفوف المدافعين عنها، فقدّم نفسه قدوة وإماما، ونقل الفكرة من الأسطر المكتوبة في كتابه القيّم “محاكمة خطاب الثوابت” إلى وقائع صادقة على الحقيقة.. فكان بذلك رائدا قولا وعملا”.
وختم أقطاي بالقول: “رسالتي لشيخنا رائد صلاح، لقد غدوت اليوم أمام الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية رمزا للدفاع عن الحق والقيم والثوابت، وصارت رسالتك المدنية عنوانا مُتقدّما، وننتظر منك مزيدا من العطاء والتوجيه إلى الخير”.
د. فرانسوا دوروش- رئيس منظمة عدالة بلا حدود الدولية- فرنسا، أثنى في مداخلته على الشيخ رائد صلاح لافتا إلى أنه عاش قضيته وتفاعل معها منذ سنوات، وحيا الشيخ على ابتسامته الدائمة رغم كل ما تعرض له، وندّد بالانتهاكات الإسرائيلية ضده قائلا “كان اعتقاله تعسفيا واعتقل على خلفية مبادئه وعلى خلفية تفسير خاطئ لآيات القرآن والأحاديث النبوية”.
وقال إنه يتبنى قضية الشيخ رائد بالمطلق وعمل ويعمل على طرحها دائما في كافة المرافق الدولية.
وقال إن قيم الشيخ رائد العادلة الإنسانية ترعب إسرائيل التي لا تحترم حقوق الإنسان.
وختم بتقديم مقترح يعمل عليه في فرنسا بحيث تكون سنة 2022، سنة الشيخ رائد صلاح “حتى يشم الفرنسيون مبادئ وقيم هذا الشيخ في فرنسا التي فقدت بوصلتها” كما قال دوروش.
د. جمال عبد الستار- رئيس الجامعة العالمية للتجديد بتركيا- مصر، قال إن “هذا التكريم لمن تشرف بالانتساب إلى الأقصى، وكرمه الله تعالى بشرف الثبات. نحن نتشرف اليوم بهذا التكريم”.
وأشار إلى أن “الأقصى قبلة مستمرة وراية ملهمة للأمة كلها. على هذه النماذج أمثال الشيخ رائد يتربى جيل التمكين. الشيخ رائد واخوانه هم بركة الأقصى التي تزيد ولا تنقص. الشيخ رائد واخوانه في القدس هم أمل الامة والقدوة في زمن الإحباط وزمن الهزائم”.
المحامي والحقوقي د. عبد المجيد المراري- رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة AFD لحقوق الإنسان – فرنسا، هنأ الشيخ رائد صلاح وقال إن منظمته تبنت قضية الشيخ رائد صلاح وطرحتها في العديد من المنتديات الحقوقية والبرلمانية في أوروبا وفرنسا.
أ.د. وصفي أبو زيد – تركيا- رئيس مركز الشهود الحضاري، تطرق في كلمته إلى “عظيم الدور الذي يقوم به الشيخ في زمن الانبطاح والتطبيع، الأمة كلها مدينة لهذا الشخص وحركته التي أحيت قضية الأقصى والقدس في نفوسها وعقولها؛ لأنه يقوم بفرض كفاية عن الأمة”.
وقال إن المؤسسة الإسرائيلية تخاف هذا الشخص؛ لأسباب منها: ثبات الشيخ ورسوخه، الصفاء والنقاء في التعامل مع القضية والحفاظ على ثوابتها، قوة البصيرة وسلامتها، ذلك كله وغيره مكَّن الشيخ الجليل من التعامل الحكيم والأصيل مع عدد من القضايا: الاحتلال، المشاركة السياسية في مؤسسات الاحتلال، الموقف من المشروع الإيراني.
د. باسم حتاحت- المعهد الأوروبي للمبادرات السياسية والتحليل الاستراتيجي EIPISA – بلجيكا، قال في حضرة شيخ الأقصى: ” رسمت لنا مشهدا استشرافيا كُنّا نراه بأعيننا المجردة، بعدما رأيته أنت بعين بصيرتك، وقد حذّرت أن رأس الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية هو المستهدف اليوم وغدا، وأن العالم يتّجه إلى استهداف المعتقدات الدينية والقيم الإنسانية المشتركة”.
وأضاف: “ونحن اليوم مجددا نلتقي بك وأن الحُرّ فكرا دائما، والمُحرّر من قيد السجن والسجّان، فكنت مثالا رائدا بحق في الدفاع السلمي المدني، اليوم نجتمع لا لنحتفي بتحرّرك من السجن والعزل الانفرادي، بل نحتفي بأنك انتصرت على القهر والقيد وبقيت ثابتا صلبا شامخا منسجما مع مبادئك وثوابتك وقيمك الإسلامية العروبية الفلسطينية، لتقدم نفسك رمزا للإنسانية ومثالا لقادة الرأي والفكر، أن القائد هو من يتقدّم للدفاع عن أفكاره وشعبه”.
وأردف: “لقد شكّل الشيخ رائد صلاح بتمسكه الصلب في الدفاع عن الحقوق والمقدسات والثوابت بأدوات عالمية ومضامين خطاب تشمل المفاهيم الصحيحة لمبادئ الاسلام أُنْموذجا جديدا لدحض مقولة أن المدافعين عن حقوق الانسان من المسلمين هم إرهابيون متطرّفون”.
وختم حتاحت بالقول: “بكل تأكيد أنت يا شيخ رائد صلاح (الإنسان) و (الفكرة) و (الرسالة) تستحق أن تكون وأن تُنادى الرمز الإنساني العالمي، بكل ما تجمعه في شخصك الإنساني وتاريخك النضالي، كل هذه المواصفات تفرّدت بها، مع أنّ قضيتك يُناصرها الملايين من الشعوب الحُرّة ويقف إلى جانبها الآلاف من القرارات الدولية”.
د. محمد مكرم بلعاوي- المدير العام لرابطة برلمانيون لأجل القدس، حيا “شيخ الأقصى وشيخ فلسطين”، وقال إن رابطته تضم أكثر من 1500 برلماني عبر العالم يناصرون كلهم قضية الشيخ رائد صلاح ويدافعون عن القدس والأقصى.
وقال إن “دور الشيخ واخوانه كان عظيما في فضح الانتهاكات الاحتلالية في القدس”.
د. فادي شامية- الكاتب والمؤلف – مستشار في مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية – لبنان، هنأ الشيخ رائد بالتحرر وقال إن “الشيخ رائد والاقصى صنوان وهو المدافع الأول عن الأقصى ومن أجل ذلك تعرض للاعتقال ومحاولات الاغتيال، هو عنوان التحدي الفلسطيني في الداخل والتصدي للمخططات الإسرائيلية وهو من أوائل الذين كشفوا الحفريات اسفل الأقصى أيام ما عرف بهبة النفق”. وتطرق إلى أهمية المشاريع والمبادرات الكبرى التي أطلقها الشيخ رائد والحركة الإسلامية قبل حظرها لحفظ القدس والأقصى”.
ثمّ ألقى الشاعر أحمد الكندري، من الكويت، قصيدة في حضرة الشيخ رائد صلاح، تطرق فيها إلى مناقبه ومواقفه في نصرة الحقوق الفلسطينية.
في نهاية اللقاء، كانت كلمة للشيخ رائد صلاح وشكر في مستهلها” منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية على رعاية هذا النشاط. أقدّم شكري الى كل الاخوة المشاركين مع حفظ أسمائهم ومناصبهم، جزاكم الله خيرا على كل هذه اللفتات التي ابدعتم في الحديث عنها خلال هذا اللقاء، ولا أنسى من خلالكم أن أقدّم شكري إلى كل الشرفاء أصحاب الكلمة الحرة والموقف الحرة في كل الأرض الذين كسروا الصمت وناصروا قضيتي خلال السنوات الماضية التي عشت فيها معركة الثوابت”.
وتطرق الشيخ رائد إلى بعض جوانب من محاكمته في “ملف الثوابت” وكيف أنّه اتهم النيابة والقضاء الإسرائيلي بالجرأة على محاكمة القرآن الكريم والسنة المطهرة ومحاولة فرض وصايتهم على لغتنا العربية ومحاكمة فولكلورنا الفلسطيني.
وتحدث عن الحملة التحريضية التي شنّتها عليه شخصيات إسرائيلية مثل رئيس الحكومة السابق نتنياهو وغيره ووسائل الإعلام، وقال “بعد هذه الحملة قلت إنه يوجد سبب واحد فقط لهذا التحريض وذلك لكوني مسلم عربي فلسطيني لهذا اعاني حتى هذه اللحظات من التحريض، حتى من قدّموا ليّ التهاني حرضوا عليهم من العناوين الرسمية وغير الرسمية”.
وأكد أن الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية التي يتمسك بها ويحيا عليها وسيلقى الله عليها، هي ثوابت جامعة مستمدة من القرآن الكريم وسنة رسول الله وتاريخنا وحضارتنا التي أنارت الدنيا بعدل وقسط عالمي، ولا تزال قابلة ان تعود لتملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما.
وتحدث الشيخ رائد عن عالمية الثوابت وإنسانيتها وان تاجها القدس والمسجد الأقصى المباركين.
وقال “من يتنازل عن ثوابته يعرض نفسه لخطر الانتحار، عهدي بأمتي الإسلامية وعالمي العربي وشعبي الفلسطيني، أنها امة وفية وستبقى كذلك حتى قيام الساعة”.
وأشار إلى أن الثوابت “تحمل النجاة لكل الإنسانية، فنحن من خلالها ندعو البشرية الى حياة تقوم على عبادة الله لا عبادة الشهوات والطواغيت من البشر الذين يدوسون على كل الناس من أجل عروشهم، بثوابتنا ندعو إلى حرية كل الشعوب، ندعو الى رحمة عالمية إنسانية عابرة للقارات”.
وقال إن القدس والمسجد الأقصى المباركين هما المعقل الكبير لهذه الثوابت، مضيفا أن راية الدفاع عن الأقصى حملها الأنبياء جميعا من لدن آدم عليه السلام وانتهاء برسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤكدا “لذلك نحن ورثة جهود كل الأنبياء نحن ندافع عن جهودهم في حفظ كرامة الأقصى”.
وختم الشيخ رائد صلاح كلمته بالقول: “لا يمكنني إلا أن أعبّر عن شكري واعجز عن ذلك لكل الاخوة الذين تحدثوا مرة بعد مرة، الى منتدى الفكر والدراسات، شرف عظيم وكبير ما كنت ان احلم به أن احمل عضوية الاتحاد العالمي، ولكن هو فضل الله”.