أعلن ضابط الشرطة الإسرائيلية جمال حكروش الذي وُثّق يعبر فوق جسد ضحية جريمة القتل غازي أمارة من كفر كنا، استقالته أمام المدير العام للشرطة يعقوب شبتاي- بحسب صحيفة “هآرتس” اليوم الاثنين.
وذكرت الصحيفة أن حكروش أبلغ المدير العام للشرطة عن تقديم استقالته خلال حديث معه أمس الأحد، في أعقاب كشف صحيفة “هآرتس” سلوكه يوم مقتل الشاب غازي أمارة من كفر كنا عام 2020، حين عبر من فوق جسده وغادر موقع الجريمة الذي كان متواجدا فيه.
ووفق مصادر في الشرطة الإسرائيلية توافق شبتاي وحكروش على ان تكون استقالته فورية.
توثيق فضيحة حكروش، والذي وقع داخل مصنع حديد في قرية كفر كنا في شهر أيلول/سبتمبر عام 2020، كشفته صحيفة “هآرتس” الأسبوع الماضي. ويتضح أن حكروش الذي كان داخل المصنع وقت ارتكاب الجريمة، لشراء حديد حين شاهد الشجار الذي وقع في المكان، وكان شاهدا على عملية الطعن التي تعرض لها المرحوم أمارة حيث كان ملقى غارقا بدمه على درجات المصنع وعبر حكروش من فوق جسده واكمل طريقة إلى خارج المصنع. وادّعى حكروش لوسائل الإعلام أنه “أغلق مسرح الجريمة” غير أن الإفادات والمشاهد التي التقطها كاميرات الحراسة في المصنع و”كاميرات الجسم” التي يعلقها أفراد الشرطة والتي وصلت إلى صحيفة “هآرتس” أظهرت ان حكروش عدا أنه لم يغلق مسرح الجريمة فإنه غادر المكان وعاد إليه بعد 10 دقائق وتواجد حينها في موقع الجريمة العديد من المواطنين وقوات من الشرطة.
وذكرت الصحيفة أن الضابط حكروش الذي خرج لإجازة عقب الكشف عن الفيديو، دعا إليه لمحادثة العديد من الضباط وعناصر الشرطة الذين كانوا تحت قيادته في وحدة “سيف”، التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية لمكافحة العنف والجريمة في البلدات العربية.
وتأتي التقديرات باستقالة الضابط حكروش، في وقت ستقدم لجنة تقضي الحقائق برئاسة ضابط الشرطة المتقاعد، المحامي أهارون أكسول، بالإضافة إلى أربعة ضباط آخرين، خلاصاتها لقائد جهاز الشرطة، كوبي شبتاي، يوم الخميس المقبل.
ووجهت قيادة الشرطة الإسرائيلية رسائل إلى حكروش بالاستقالة من منصبه، “لاختصار باقي الحرج”، وتأمل قيادات الشرطة في أن تنهي استقالة حكروش، في حال حصلت، القضية، وتمنع التعمقّ أكثر في تجاهلها لتصرّف حكروش، رغم اطلاعها على الفيديو في حينه، وفق “هآرتس”.
وتذهب الشرطة إلى إن إطلاق النار على منزل حكروش في أيلول/سبتمبر الماضي، والتحقيق الذي تلاه يشيران إلى خلاصة أن حكروش “ضالع في خلافات داخلية في كفر كنا، وهي معلومات تم التحقق منها من عدة مصادر. في آب/أغسطس، أطلقت عدة رصاصات تجاه منزل ابنة حكروش، في رسالة على ما يبدو لزوجها، المعروف للشرطة”.
ويبدو أن القضية تتجه إلى تأثيرات أبعد من الاستقالة، أي “بداية النهاية للقسم الذي يرأسه حكروش – قسم القضاء على الجريمة في المجتمع العربي وحدة سيف”، الذي عبر مسؤولون كبار في الشرطة عن تشكيكهم بنجاعته منذ إقامته، واعتقدوا أنه “فائض عن الحاجة ومبذر، وأنه من المفضل استثمار ميزانيّته – المقدرة بعشرات ملايين الشواقل – في تعزيز المنظومات الاستخباراتية والوحدات المركزية في مجالات أخرى منشغلة في الواقع في القضاء على الجريمة في المجتمع العربي يوميا”، بحسب “هآرتس”.