شهدت محاور القتال في شمال غرب سورية، خلال الساعات الماضية، قصفاً واشتباكات متبادلة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، سبّبت سقوط قتلى وجرحى، وسط تحليق للطيران الحربي الروسي. وفي شرق البلاد، اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) العديد من المدنيين القادمين من العاصمة دمشق، فيما شنّت أجهزة نظام بشار الأسد الأمنية حملة اعتقالات في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وذكرت مصادر محلية أن فصائل المعارضة قصفت مواقع لقوات النظام في محور كفروما بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى العنكاوي والفطاطرة في منطقة سهل الغاب، وسط تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.
وقتل أمس السبت 3 عناصر من قوات النظام خلال عملية تسلل نفذها عناصر من “الجبهة الوطنية للتحرير” (قوات المعارضة) على محور الفطاطرة بمنطقة سهل الغاب شمال غربيّ حماة. وأعلنت فصائل المعارضة العاملة في “غرفة عمليات الفتح المبين” مقتل وجرح عدد من عناصر النظام السوري والمليشيات المساندة له خلال عملية قنص وقصف مدفعي على جبهات ريف إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي.
كذلك قُتل 3 عناصر من قوات النظام، وأُصيب آخرون بانفجار لغم أرضي بسيارتهم، أمس قرب منطقة الـ55 في البادية السورية، فيما أُصيبت سيدة بجروح خطرة أدت إلى بتر قدمها، نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية الكشمة شرقي دير الزور، وفق شبكة “نهر ميديا” المحلية.
اعتقالات وقتلى شرقيّ سورية
وفي شرق سورية، اعتقلت “قسد” عدة عائلات من دمشق وصلت إلى مناطقها بريف الرقة عبر مناطق قوات النظام بعد عبورها نهر الفرات عبر مهربين، وكانت تلك العائلات تحاول التوجه إلى الحدود، ومنها إلى تركيا وأوروبا.
وذكر الناشط عدنان الديري من ريف دير الزور الغربي في حديث صحفي أن “قسد” اعتقلت 13 شخصاً بينهم نساء، وأن العائلات توجهت بداية إلى مناطق سيطرة مليشيا تابعة للنظام بدير الزور، ثم عبرت إلى مناطق “قسد”، ومنها إلى الرقة، بهدف الانتقال بعدها إلى مناطق نبع السلام الخاضعة لـ”الجيش الوطني السوري”، ومنها إلى تركيا.
من جهة أخرى، ذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية أن دوريات “قسد” جابت قرى ومدن الشعيطات شرقي دير الزور، وأعلنت عبر مكبرات الصوت حظراً للتجوال يشمل السيارات الكبيرة والدراجات النارية ابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل وحتى إشعار آخر. كذلك أقدمت دورية تابعة لـ”قسد”، ليلة أمس، على إزالة علم الثورة السورية من فوق مدخل قوس مدينة الشحيل بريف دير الزور.
من جهة أخرى، نقلت القوات الأميركية الموجودة شرقيّ سورية عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي من أحد سجون مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، إلى مكان مجهول، وفق وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأضافت الوكالة أن الجيش الأميركي بالتعاون مع “قسد”، نقل أمس السبت آخر دفعة من معتقلي تنظيم “داعش” المصنفين تحت مسمى “الخطرين”، وعددهم 40 شخصاً من أحد السجون في ريف مدينة الشدادي النفطية جنوبي محافظة الحسكة، التي تضم أكبر القواعد الأميركية في المحافظة.
النظام يعاقب أحد ضباطه
وفي جنوب البلاد، ذكر “تجمّع أحرار حوران” أن النظام السوري نقل العميد عقاب صقر عباس، المسؤول عن فرع “أمن الدولة” في محافظة درعا إلى محافظة القامشلي عقاباً له على إعطائه أوامر باقتحام مدينة جاسم في 15 الشهر الجاري، وهي العملية التي باءت بالفشل.
وأوضح الموقع أنه خلال الاجتماع الذي عُقد في مقر “الفرقة التاسعة” في الصنمين، بعد محاولة اقتحام جاسم، اعترض الأهالي وقادة مجموعات محلية من أبناء المدينة على عملية الاقتحام، التي بدأها العميد عقاب ومجموعاته المحلية في مدينة انخل وبلدة نمر، ومجموعات عسكرية تابعة لفرع “الأمن العسكري”، موضحين أن الاتفاق الذي عُقد بين وجهاء المدينة والعميد عقاب كان يقضي بعدم الدخول إلى جاسم وإجراء أي عملية مداهمة دون التنسيق مع وجهاء المدينة.
وأدت العملية إلى مقتل وجرح أكثر من 10 عناصر في صفوف النظام، بالإضافة إلى عطب مجموعة من الآليات، جراء الاشتباكات التي استمرت لأكثر من 3 ساعات من دون أن تتمكن قوات النظام من اعتقال الأشخاص المسجلين على قوائم المطلوبين لديها.
وقدم ضباط النظام اعتذاراً إلى أهالي مدينة جاسم على عملية الاقتحام التي جرت من دون الرجوع إليهم، واعترفوا بسوء تقدير العميد.
وذكر الموقع أن العميد عقاب الذي كان سبباً مباشراً في اقتحام جاسم، نُقل بعد يومين من الاقتحام إلى محافظة القامشلي، كعقوبة على العملية التي باءت بالفشل.
وشهدت مدينة السويداء وبلدة قنوات استنفاراً شديداً بعد تعرض قائد مليشيا الدفاع الوطني في السويداء للضرب على أيدي عناصر فصيل تابع للنظام في بلدة قنوات.