يستعد الوزير الإسرائيلي السابق غونين سيغيف لنشر كتاب له عن قصة تورطه بالتجسس لصالح إيران قبل أكثر من عامين.
إيلي أشكنازي الكاتب في موقع ويللا استعرض في تقرير له أبرز ما قد تتضمنه مذكرات سيغيف، التي قد تنشر بعد أن تمر على الرقابة العسكرية، “لاسيما بداية حياته السياسية في العام 1992، حين تمكن وهو الطبيب المجهول أن يصل إلى المركز الثاني على قائمة حزب “تسومت”، وأصبح فجأة شريك قائد سلاح الجو ونائب رئيس الأركان الأسبق رفائيل إيتان، وقد فاجأ الحزب المسمى “مفترق طرق”، الإسرائيليين في انتخابات 1992، وفاز بثمانية مقاعد في الكنيست”.
وأضاف أنه “بعد ذلك بعامين، تم تعيين سيغيف وزيرا للطاقة، لكنه مع ذروة صعوده السياسي، بدأ مرحلة الانهيار، حين تورط في قضية تهريب مخدرات، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات، ثم تم اعتقاله مرة أخرى هذه المرة بتهمة التجسس لصالح إيران، وبسببها يقضي عقوبة بالسجن لمدة 11 عامًا في سجن جلبوع، ويبلغ من العمر 66 عامًا في قسم السجناء الجنائيين، وقد بدت حالته مروعة، ويزعم حرمانه من كثير من الحقوق التي يستحقها، وقدم مائة التماس لتحسين ظروفه في السجن، لكنها رُفضت”.
لا زال جهاز الأمن العام- الشاباك يرى أن سيغيف يشكل خطرا على أمن الدولة، لأنه حصل على تصنيف أمني حساس، عقب زيارته مواقع أمنية، وحصل على معلومات غاية في الخطورة حول نظام الطاقة في إسرائيل، حين كان وزيرا للطاقة، وعضوا في مجلس الوزراء الأمني والسياسي، وحاز على عضوية لجان حساسة مختلفة، ومنذ 2013 عمل مصدرا للمخابرات الإيرانية، ومن بين التهم التي أدين بها كشفه لمعلومات عن قواعد ومؤسسات الأجهزة الأمنية، وإعطاؤه أسماء لشخصيات مرتبطة بالملفات الأمنية الحساسة، وكل ذلك حوله الى “ورقة حمراء”، بحيث ما زال يشكل خطرا أمنيا.
اللافت أن سيغيف اليوم انتقل في السجن إلى ما بات يسمى “جناح التوراة”، وأصبح سجينًا ملتزمًا، يحافظ على يوم السبت والأكل الحلال وفق الشريعة اليهودية “كوشير”، ويبدأ في ارتداء “الكيباه” القبعة الدينية، ويصلي ويدرس الكتب المقدسة، ويلتقي به حاخام السجن من وقت لآخر، وفي الآونة الأخيرة، بدأ بكتابة سيرته الذاتية، وينوي نشرها في يوم من الأيام في كتاب.
من المراحل اللافتة في تجربة سيغيف التجسسية لصالح إيران، ما حصل معه في نيجيريا حين أنشأ عيادة خاصة، حينها طالبه السفير الإيراني هناك بالحضور، وإعطائه المشورة الطبية، وتطورت العلاقة وصولا إلى زيارته لطهران، حيث كان يحوز على جواز سفر ألماني، وتجول فيها ثلاثة أيام، ورغم خضوعه لاختبار كشف الكذب الذي تركز سؤاله الرئيسي في ما إذا كان يعمل مع مخابرات أي دولة، لكنه نجا منه.
لا يتردد سيغيف في الاعتراف بأنه كان يعلم أنه على اتصال بمسؤولين استخباراتيين إيرانيين رفيعي المستوى، وأنه يسير في خيط رفيع للغاية، حين بدأ بنقل معلومات حساسة إليهم حول محطة توليد الكهرباء في الخضيرة، وغيرها من المعلومات الخطيرة، لكن الأمر انكشف تماما حين رافقه ثمانية رجال من جهاز الأمن العام، وأحضروه لإسرائيل في رحلة خاصة.