الاربعاء 30 مارس 2022 15:20 م بتوقيت القدس
صدمت القيادة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية بعمليات إطلاق النار والطعن والدهس، خلال الأسبوع الأخير، بالمدن الإسرائيلية. إذ كانت تتوقع تصعيدا في غزة والضفة الغربية في رمضان، لكن هذه العمليات وقعت في قلب مدن إسرائيلية – بئر السبع والخضيرة وبني براك – وقبل حلول شهر رمضان، كما أن منفذي العمليتين الأولتين هم مواطنون في “إسرائيل”، بينما منفذ العملية الثالثة، في بني براك، جاء من قرية يعبد في منطقة جنين في شمالي الضفة الغربية وبعيدا عن القدس، جغرافيا.
وذكر محللون في الصحف الإسرائيلية أن العمليات الأخيرة تميزت بفقدان الخوف من جانب منفذيها وتقليد الهجمات السابقة والجرأة على العمل داخل المدن واستخدام الأسلحة النارية.
ويرجح المحللون أن المنفذ ضياء حمارشة، من يعبد، قد يكون حصل على السلاح، بندقية أوتوماتيكية من طراز “إم-16″، بعد أن دخل إسرائيل، من أشخاص تعاونوا معه أو أنه اشتراها من جهات جنائية، “لكن بات واضحا أنه لم يعمل لوحده”.
ويؤكد المحللون في الصحف الإسرائيلية أنه مضى وقت طويل منذ أن رأت إسرائيل مثل هذا الرعب في قلب المدن، فالهجمات الثلاث الأخيرة تشبه الأيام الصعبة للانتفاضة الثانية، حتى في أثناء انتفاضة السكاكين لم تشهد إسرائيل مثل هذه الهجمات، ولهذا السبب أيضًا علينا أن نعترف أن مثل هذه الموجة من الهجمات ليس لها حلاً سحرياً”.
ورأى أخرون أن مقتل 11 إسرائيليا في العمليات الثلاث هو “حدث إستراتيجي: أمني ولكنه سياسي أيضا فقبل أسبوع كنا في واقع آخر. لقاءات ’قمة’ متتالية، في تركيا ثم في مصر، وبعدهما قمة النقب. وبدا أن إسرائيل في بداية عهد جديد، شرق أوسط جديد. وكل هذا يبدو الآن معزولا عن الواقع”.وتابعوا إن هذه العمليات وموجهتها ستكون التحدي والختبار الأكبر لرئيس الجكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت .
ولا يرى بعض المحللون أن إسرائيل على عتبة انتفاضة مسلحة من جانب “عرب إسرائيليين مؤيدين لداعش، لكن لا شك في أن ما بدأ كعمليات داخلية تستدرج في أعقابها موجة عمليات مقلدين، من جانب فلسطينيين من المناطق أيضا”.
وأيضا أن “الكرة بأيدي إسرائيل الآن: أي خطوة خاطئة، عاطفية ومتسرعة، قد تعيد إسرائيل إلى الأيام المظلمة التي وقع فيها عدد لا نهائي من العمليات الانتحارية داخل الأراضي الإسرائيلية. وبذلك تحقق الحركات السلفية وحماس غايتها المركزية، وهي إشعال انتفاضة ثالثة”.
يذكر أن إسرائيل حصدت خلال أسبوع 11 قتيلا في 3 هجمات مختلفة مما يضع السلطات الإسرائيلية في مأزق كبيرا وتحديات جمة قبل دخول شهر رمضان بعد أيام قليلة.