رأت شبكة “سي إن إن” أن الحملة الروسية على أوكرانيا خرجت عن مسارها بسبب المقاومة العنيدة، مشيرة إلى أن الأيام الماضية شهدت هجمات أوكرانية سريعة ومضادة على عدة جبهات.
ولفتت إلى أن القوات الروسية تحتفظ بالتفوق العددي الكبير لكنه لم يكن ساحقا خلال المعارك، حيث تعرضت المجموعات المدرعة لخسائر، بسبب الضربات الأوكرانية التي تعتمد على الطائرات بدون طيار التركية الصنع والأسلحة المضادة للدبابات، إضافة إلى مقاومة الطائرات الروسية من خلال آلاف صواريخ ستينجر الأمريكية الصنع.
ووفق الشبكة العالمية، فقد سمح ضعف الدعم اللوجستي والتكتيكات المشكوك فيها والأدلة المتزايدة على ضعف الروح المعنوية بين مجموعات الكتائب التكتيكية الروسية للجيش الأوكراني بصد التقدم الروسي في عدة مناطق – والبدء في نقل القتال إلى العدو.
وأظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات الرسمية من كلا الجانبين أن الصراع قد ينتقل الآن إلى مرحلة جديدة، بمثابة حرب استنزاف قد يخسر فيها الروس أرضًا أكثر مما يكسبون ويعانون من مشكلات إعادة الإمداد مثل قطع الأوكرانيين خطوطهم الممتدة.
ونبهت “سي إن إن” إلى وجود مؤشرات على أن الجيش الروسي يحاول تعويض ذلك من خلال زيادة استخدام القوات الصاروخية والنيران غير المباشرة من المدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة.
أوكرانيا تذهب في الهجوم
وأوضحت الشبكة أن هجمات الأوكرانيين المضادة “مثمرة تماما”، وعلى الرغم من أن عمليات القتال محدودة ومركزة، ولكنها تشمل جبهات في جنوب ووسط أوكرانيا والشمال الشرقي.
ووصف معهد دراسة الحرب، الهجمات الأوكرانية المضادة، بأنها “حكيمة وفعالة، مما يسمح للقوات الأوكرانية باستعادة مناطق صغيرة من التضاريس المهمة من الناحية التكتيكية أو العملياتية دون زيادة طاقتها”.
ورجحت “سي إن إن” أن يكون شن هجوم مضاد والتقدم نحو مدينة خيرسون التي تحتلها روسيا هو الأكثر طموحًا للقوات الأوكرانية، بعد نجاح المقاومة في منع موسكو من الاستيلاء على ميكولايف، رأس جسر للوصول إلى مدينة أوديسا.
واستعادت الوحدات الأوكرانية السيطرة على أراض تبعد 30 كم من الحدود الروسية، حول مدينتي خاركيف وسومي، في حين تواصل القوات الروسية محاولة السيطرة على مدينة إيزيوم الواقعة جنوب خاركيف.
وحققت القوات الأوكرانية مكاسب كبيرة في قريتي لوكيانيفكا ورودنيتسكي على بعد 40 ميلا من كييف، وإذا استمرت هذه المكاسب فقد يتعطل خط إمدادات القوات الروسية وطريق تقدمها نحو العاصمة.
في المقابل، أكد المسؤولون الروس أن تطويق المدن يساعدهم على تحقيق هدفهم الأساسي وهو منع تجمع القوات الأوكرانية في المناطق الانفصالية في دونباس.
وقال الكولونيل جنرال سيرجي رودسكوي، النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة لروسيا، الجمعة، إن فرض الحصار على المدن الأوكرانية وإلحاق الضرر بالبنية التحتية العسكرية “يسمحان لنا بتقييد قواتهم ومنعهم من تعزيز تجمعهم في دونباس”.
وقال معهد دراسة الحرب إن تصريحات رودسكوي تشير إلى أن “روسيا قلصت من أهدافها وستكون الآن راضية بالسيطرة على مجمل مناطق دونيتسك ولوهانسك”.
وتشير الأدلة المتاحة إلى أن القوات الروسية تتقدم على أطراف دونباس. لكن عنصرًا مهمًا من تلك القوات تم تقييده في حصار ماريوبول المرهق. ستؤثر الخسائر هناك على قدرتهم على نشر القوة في مكان آخر في الجنوب الشرقي.