الخميس 28 ابريل 2022 09:52 م بتوقيت القدس
بقلوب يملاؤها الرجاء بأن يتقبل الله الصيام والقيام والدعاء، في هذه الليلة المباركة، أحيا مئات الآلاف من المسلمين ليلة القدر في المسجد الأقصى، لنيل بركة المكان والزمان.
مشهد إيماني عظيم، واشتياق كبير، وعادت مصليات الأقصى وجنباته وساحاته والمناطق المشجرة تمتلئ بصفوف المصلين من كل الأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية والإسلامية، مشاهد غابت خلال العامين الأخيرين عن الأقصى والقدس، في ظل جائحة كورونا من جهة، والقيود على دخول المصلين إلى القدس من جهة ثانية.
واحتضن المسجد الأقصى ربع مليون مصل من المسلمين في ليلة القدر "ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الذين أدوا صلوات العشاء والتراويح حسب تقدير دائرة الأوقاف الإسلامية.
وقامت دائرة الأوقاف الإسلامية والفرق الطبية وفرق النظام والمتطوعين على توفير ما يلزم لراحة الصائم الوافدين إلى الأقصى، وانتشرت الفرق في المساجد والساحة، وسهلت دخول وخروج المصلين إلى المسجد وتنقلهم داخله المسجد، وخصصت الطرقات للفرق الطبية وللطوارئ ونظمت صفوف المصلين الرجال والنساء.وتناوب أئمة المسجد الأقصى في أداء صلاة العشاء والتراويح والوتر، واختتم الشيخ يوسف أبو اسنينة أمام وخطيب المسجد صلاة الوتر، بالتضرع إلى الله بأن يحمي المسجد الأقصى من كيد الظالمين، ويحرر الأسرى، ويغفر الذنوب.
ومنذ ساعات العصر، شهدت شوارع القدس القريبة من الأقصى، وطرقات وأزقة البلدة القديمة، وأبواب الأقصى حركة نشطة، بتوافد المصلين الى المسجد لإحياء ليلة القدر، وافترشت العائلات الساحات وتناولت طعام الإفطار فيه.
عقب انتهاء صلاة التراويح والوتر، انطلقت مسيرة من المصلى القبلي، رفعت خلالها الاعلام الفلسطينية ورايات "لا اله الا الله"، وهتف الشبان للأقصى والقدس.
مراسلة وكالة معا في القدس، قابلت المصلين من النسوة والشبان وكبار السن، من مدن الضفة الغربية، الذين حرصوا على الحضور للصلاة وإحياء ليلة القدر في الأقصى.
الحاجة صفية محمود عطيانه من نابلس، قالت: تدقيق على الحواجز لكن بحمدلله المهم انه وصلت الى القدس، روحي في هاي المدينة، بحبها وبحب أزقتها وشوارعها، هذا المكان هو مسرى الرسول.
أما الحاجة أم محمد فخرجت من مدينة رام الله ظهرا، لتتمكن من الوصول والصلاة في الأقصى بوقت مبكر، وقالت: تشديدات على حاجز قلنديا، تفتيش واحتجاز الكبار والصغار والنسوة، الطريق متعبة، بس لما وصلنا الأقصى نسينا كلشي، وكل التعب بهون عشان القدس والأقصى، أفطرت فيه وأديت صلاة العشاء والتراويح وسأبقى لصلاة الفجر.. فرصتنا الوصول الى الأقصى في هذا الشهر الفضيل. زياد بالو 63 عاما من أريحا، يعتكف في المسجد الأقصى منذ يوم الجمعة، وقال: الأجواء الروحانية والإيمانية لا تعوض، أتمنى أن يتمكن الجميع من الوصول والصلاة في الأقصى، فأنا من رمضان العام الماضي وأنا انتظر لحظة الدخول مجددا الى المسجد، الشباب أمنيتهم الوصول الى الأقصى.
شاب ثلاثيني من مدينة طولكرم قال: الاحتلال لا يسمح للشباب بالوصول الى القدس والأقصى، يحرمنا من هذه الأيام الفضيلة، لكني رفضت الخضوع لشروط الاحتلال، فمن حقي الوصول والصلاة في الأقصى، حاولت عبر الحواجز 3 مرات منذ ساعات الصباح حتى العصر لكن تم إرجاعي في كل مرة، فاضطررت لسلك طرق التفافية وطويلة، وبحمدلله وصلت الأقصى، لا يأس بالوصول الى مسجدنا، علينا بالتواجد والرباط فيه دائما. قصص مختلفة، جميعها تعكس وتحكي شوق أهالي مدن الضفة الغربية للأقصى، واستغلالهم هذا الشهر الفضيل للوصول اليه، آملين الصلاة فيه كل يوم دون قيد أو شرط أو تحديد أعمار.