الخميس 28 ابريل 2022 09:54 م بتوقيت القدس
يستمر البحث في إظهار الطرق التي يمكن بها لنمط حياة أكثر نشاطًا أن يقاوم بعض آثار الشيخوخة، بما يشمل ظهور تلف القلب وفقدان الذاكرة والضعف الإدراكي.
توصلت دراسة جديدة إلى العلاقة بين وتيرة المشي والعمر البيولوجي. استخدمت الدراسة مجموعة كبيرة من البيانات الجينية لإظهار أن أولئك الذين يتحركون بسرعة أكبر يمكن أن يتمتعوا بصحة جيدة لفترة أطول، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية
المشي وطول العمر
في عام 2019، اطلع الباحثون على دراسة مثيرة للاهتمام تبحث في الروابط بين سرعة المشي والصحة، وتوضح كيف أن المشي ببطء أكثر في الأربعينيات من العمر يرتبط بالمؤشرات البيولوجية للشيخوخة المتسارعة، مثل انخفاض الحجم الكلي للدماغ. وبالمثل، أظهر باحثون في جامعة ليستر سابقًا أن 10 دقائق فقط من المشي السريع يوميًا يمكن أن تزيد من متوسط العمر المتوقع للفرد بما يصل إلى ثلاث سنوات.
وفي الدراسة الجديدة، استغل الباحثون البيانات الجينية لتأكيد ما يقولون إنه رابط سببي، حيث قال كبير الباحثين توم ييتس: "بينما أظهرنا سابقًا أن وتيرة المشي هي مؤشر قوي جدًا على الحالة الصحية، لم نتمكن من تأكيد أن تبني وتيرة المشي السريع يؤدي في الواقع إلى صحة أفضل.. في هذه الدراسة استخدمنا المعلومات الواردة في الملف الجيني للأشخاص لإظهار أن سرعة المشي من المحتمل أن تؤدي بالفعل إلى عمر بيولوجي أصغر كما يتم قياسه بواسطة التيلوميرات، أي الأغطية الموجودة في نهاية الكروموسومات والتي تحميها من التلف، ولهذا السبب فهي محط اهتمام وتركيز الكثير من الأبحاث حول آثار الشيخوخة".
وأضاف ييتس أنه "عندما تنقسم خلايانا، تقصر التيلوميرات وتمنع الخلية في النهاية من الانقسام أكثر، وتحولها إلى ما يُعرف بالخلية الشائخة. ولهذا السبب يعتبر طول التيلومير علامة مفيدة لقياس العمر البيولوجي".
عمر بيولوجي أصغر
حللت الدراسة الجديدة البيانات الجينية المأخوذة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة على أكثر من 400 ألف بالغ في منتصف العمر، وقارنتها بالمعلومات المتعلقة بسرعات المشي، التي تم الإبلاغ عنها ذاتيًا والمأخوذة من أجهزة تتبع النشاط التي يرتديها المشاركون، في إطار واحدة من أولى الدراسات، التي تدرس هذه العوامل مجتمعة معًا، وبذلك أرست صلة واضحة بين المشي الأسرع والعمر البيولوجي الأصغر.
التنبؤ بالتعرض لأمراض مزمنة
كتب العلماء في ورقتهم البحثية أن الفرق بين أولئك المصنفين على أنهم يمشون بسرعة وبطء كان فرقًا لمدة 16 عامًا، وفقًا لطول التيلومير، فيما قال الباحث الرئيسي في الدراسة دكتور بادي ديمبسي: "تشير النتائج إلى أن إجراءات مثل السرعات البطيئة المعتادة للمشي يمكن أن تكون طريقة بسيطة لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للإصابة بأمراض مزمنة أو شيخوخة غير صحية، وربما تلعب كثافة النشاط دورًا مهمًا في تحسين التدخلات لتحسين الحالة الصحية".