أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أنه تم تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو/ أيار الجاري خارج البلدان التي ينتشر فيها المرض عادة.
وأضافت المنظمة، أنه على الرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل “قابلا للاحتواء”، وأكدت أنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح حول كيفية التعامل مع المرض.
من جهته، قال مسؤول كبير بالمنظمة، إن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج قارة أفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية، إذ إن القيام بإجراءات أخرى كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن ستسهم في السيطرة على انتشاره.
وقال ريتشارد بيبودي، الذي يقود فريق مسببات الأمراض عالية التهديد في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، في مقابلة مع رويترز إن الإمدادات الفورية من اللقاحات ومضادات الفيروسات محدودة نسبيا.
وجاءت تصريحات بيبودي بينما أعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنها في طور إطلاق جرعات من لقاح (جينيوس) لاستخدامها مع حالات لمرض جدري القرود.
وقالت الحكومة الألمانية يوم الإثنين إنها تدرس الخيارات المتاحة في ما يتعلق بالتطعيمات، ومنحت بريطانيا التطعيمات للعاملين لديها في مجال الرعاية الصحية.
وتدقق سلطات الصحة العامة في أوروبا وأميركا الشمالية في أكثر من 100 حالة اشتباه أو مؤكدة بالعدوى الفيروسية في أسوأ تفش للفيروس خارج قارة أفريقيا التي يتوطن فيها.
وقال بيبودي إن الإجراءات الأساسية للسيطرة على تفشي المرض تتمثل في تتبع الاتصال وعزله، مشيرا إلى أنه لا ينتشر بسهولة شديدة ولم يتسبب حتى الآن في ظهور مرض خطير. وأضاف أن اللقاحات المستخدمة لمكافحة جدري القرود قد تحمل بعض الآثار الجانبية الخطيرة.
وليس واضحا سبب تفشي المرض، إذ يسعى العلماء لفهم مصدر الحالات وما إذا كان أي شيء قد تغير في الفيروس.
وكانت مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، روزاموند لويس قد قالت يوم الإثنين إن المنظمة ليس لديها دليل على أن فيروس جدري القرود قد تحوّر.
وهذا الفيروس المشابه لمرض الجدري والذي قضي عليه قبل 40 عاما، متوطّن في 11 بلدا في غرب أفريقيا وأفريقيا الوسطى.
ويسبب مرض جدري القرود في البداية ارتفاعا في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع قشور.
وما يثير قلق الخبراء هو الظهور المتزامن للإصابات في العديد من البلدان لدى أشخاص لم تكن لمعظمهم صلة مباشرة بالبلدان التي يتوطن فيها المرض.