الاربعاء 21 ديسمبر 2016 17:09 م بتوقيت القدس
تناولت "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" أنباء عن بيانات صدرت عن حاخامات يهود يهاجمون فيها ويحذرون من وضع أشجار عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية في المؤسسات الرسمية والفنادق، بادعاء تعارض ذلك مع الشريعة اليهودية، واعتبار إقامة الشجرة "عبادة وثنية".
فصحيفة "هآرتس" تنشر عن مهاجمة حاخام الكنيس القائم في معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا، إلعاد دوكوب، أمس، لقرار نصب شجرة الميلاد في الحرم الجامعي، ودعوته للطلاب اليهود، عبر صفحته في الفيسبوك، إلى الامتناع عن الدخول إلى بيت الطلاب في المعهد وتناول الطعام هناك بسبب إقامة الشجرة.
وقال إن "شجرة الميلاد هي رمز ديني، ليس مسيحياً وإنما أكثر إشكالية – وثني". وكتب على صفحته في "الفيسبوك" وكذلك على موقع "سوراجيم" إن "الشريعة تشرح بأنه في كل حالة يمكن خلالها الالتفاف وعدم المرور في المكان الذي تجري فيه عبادة الأوثان، يجب عمل ذلك، ولذلك يجب عدم الدخول إلى بيت الطلاب في كل حالة يمكن فيها تجاوزه".
وقال الحاخام أنه ينشر هذه الامور "في أعقاب مس لجنة الطلاب بالهوية اليهودية للحرم وإقامة شجرة الميلاد (ليتهم اقاموا شمعدان بهذا الحجم..) في منطقة عامة واعطاء مكان للهوية الدينية المسيحية داخل التخنيون".
وحدد الحاخام بأنه يمنع تناول الطعام في المكان خاصة "وان هناك مشكلة في ذكر اسم الله ومباركة الطعام في مكان تتواجد فيه هذه الاشكالية".
وحسب تفسيره فإن المقصود "رمز معادي لليهود وليس فقط رمزاً معاديا للدين". وأضاف: "هل يمكن التفكير بأنه باسم أي حرية سنسمح للطلاب بالتصريح بأن القدس لا تنتمي لشعب "إسرائيل" كما حدث في اليونسكو؟ هل علينا استيعاب كل شيء بدون تحفظ أو قيود؟ هل نستوعب مهرجان الطعام الاسباني الذي يتقدمه الخنزير، باسم الشريعة؟"
وقال الحاخام وهو دكتور في علوم الرياضيات، انه لن يكتفي بإقامة شمعدان الى جانب الشجرة، "لأن الشمعدان سيقف إلى جانب شيء يتعارض بشكل مطلق مع كل صراع الحشمونائيم".
وأضاف: "كنت أتوقع من مؤسسة أكاديمية السلوك بشكل مختلف – أكثر علمي وأكثر حساسية من ناحية فكرية وأخلاقية".
ورداً على سؤال حول ما إذا يجب السماح بحرية العبادة للجميع، كتب أنه "ليس المقصود حرية العبادة، وإنما المجال العام للحرم الجامعي. هذه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم ولديها مهمة بأن تكون نور للأغيار وليس استيعاب كل فكرة بطريقة غير مراقبة".
وتوجه النائب يوسف جبارين إلى رئيس التخنيون البروفيسور بيرتس لافي، وادعى ان تصريحات الحاخام تنطوي على مخالفة التحريض العنصري ويجب فصله.
وكتب أن هذه التصريحات تمس بنسيج العلاقات اليهودي – العربي، وتتناقض بشكل مطلق مع الجهود المثيرة التي يبذلها التخنيون في السنوات الاخيرة لدمج الطلاب العرب.
وقالت د. يوليا زاميلانسكي، المديرة العامة لجمعية "ميراثنا"، وعضو طاقم النضال ضد العنصرية: "من المؤسف ان الحاخام المحترم يرى في الرموز الدينية والثقافية للمجتمعات الاخرى تمس باليهودية. وليعرف الحاخام ان شجرة الميلاد هي ليست رمزا مسيحيا فقط وانما جزء من ثقافة اليهود القادمين من الاتحاد السوفييتي السابق، والشجرة المزينة هي الرمز الأساسي لقدوم السنة الميلادية الجديدة. أضف الى ذلك اننا نشجب بكل شدة ضيق افاق الحاخام الذي يمس بحق جمهور كامل – سواء كان يهوديا ام لا – بالتعبير عن ديانتهم وثقافتهم في المجال العام".
وجاء من معهد التخنيون ان "تصريحات الحاخام دوكوب نشرت على صفحته الخاصة في الفيسبوك وتعكس رأيه الشخصي فقط وليس موقف التخنيون".