الاحد 24 يوليو 2022 14:00 م بتوقيت القدس
جدّد أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، عزمهم على البقاء في أرضهم في مواجهة مخططات المصادرة والتهجير الإسرائيلية، وذلك خلال مهرجان “التحدي والصمود” الثاني عشر، أمس السبت. في حين دعا الشيخ رائد صلاح في كلمته بالمهرجان إلى عدم خذلان العراقيب وتركها وحيدة، مطالبا الأحزاب والحركات السياسية في الداخل الفلسطيني إلى تحمل مسؤوليتها عبر إحياء دور لجنة المتابعة العليا من أجل الانتصار الحقيقي لمطالب شعبنا ومن بينها قضية العراقيب.
استهل المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها الشيخ أسامة العقبي رئيس لجان إفشاء السلام في النقب.
تولى عرافة المهرجان السيد طالب فراونة، مرحبا بالحضور، وألقى على مسامع الحضور بعض أبيات من الشعر تروي حكاية العراقيب وصمودها، ومما جاء فيها: “تحد وصمود ونتذكر الماضي البعيد.. مع مهرجان الثاني عشر موعود.. تحد كل مرة ومن جديد.. اربعة بعد المتين مرة هدم معدود.. اليوم بنتذكّر نكبه وتشريد.. هدموا البيت والمنزل بسطو البرود.. وجرفوا كل الخشب وكمان الحديد.. وتطمنوا الحق ما بضيع وراه رجال اسود”.
الشيخ صياح الطوري نتقد اصحاب الوعود الوهمية
ثمّ حيّا شيخ العراقيب، الشيخ صياح الطوري، الحضور، وخص بتحيته عددا من الحضور من بينهم: الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، والشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، والقيادي الدكتور سليمان أحمد اغبارية، والبروفيسور إبراهيم أبو جابر نائب رئيس حزب الإصلاح والتجديد، والشيخ عليان الصانع، والسيد محمد كناعنة.
وثمّن صمود أهل العراقيب رجالا ونساء، الذين واجهوا ويواجهون الملاحقات السياسية والتضييق الإسرائيلي في كل المجالات.
وقال الطوري إن “مهرجان التحدي والصمود” يهدف إلى تذكر أبناء شعبنا في الداخل والأحرار في العالم العربي والعالم بما يقع من جرائم إسرائيلية على أهل العراقيب، مشدّدا “العراقيب لم تخيب أمل شعبنا في الداخل ولن تخيبه وستبقى على عهدها مع الله، رغم هدمها على يد السلطات الإسرائيلية 204 مرات”.
وانتقد الطوري من خذلوا العراقيب الذين لم يوفوا بوعودهم تجاهها، مشيرا إلى أنه رغم اعتقاله وابنائه والعديد من أهل العراقيب ورغم فتحت العديد من الملفات ضد أهالي البلدة لكنهم لن يتراجعوا عن المطالبة بحقوقهم المشروعة.
ودعا بعض القيادات العربية إلى “التوقف عن الدجل” وعدم بيع أهل النقب عموما الأوهام بالحديث عن الملايين أو أوهام الاعتراف بحقوقهم، وطالبهم بالكف عن الدجل كما طالب أبناء النقب بـ “تعلم الدروس من هذا الدجل”.
وناشد قيادات الأحزاب والحركات العربية بالتوقف عن الطعن ببعضهم بعضا والعمل الجاد على خدمة مصالح المجتمع العربي.
الشيخ رائد صلاح يحذّر من “التعاون المحبط الفاشل”
في كلمته، وجّه الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، تحيته إلى الحضور، وأهل العراقيب وشيخها صياح الطوري، وخاطبهم قائلا: “في هذه المرحلة التي تشهد الكثير من الهزائم والنكوص، انتم ضربتم مثالا آخر عاليا أبيا شامخا، في الصبر والصمود. أنتم منذ 12 عاما بعد تدمير قريتم 204 مرات ها انتم لا زلتم تقولون بكلمة واحدة وعلى قلب واحد وفي مسيرة واحدة، إنّا باقون ما بقى الزعتر والزيتون في أرض العراقيب. هنيئا لكم بتأدية هذا الدور الكبير في مرحلة انهار فيها الكثير، في مرحلة تفككت فيها شعارات الكثير، وكثر فيها السحرة، ولكنكم ما لنتم وما هنتم وها أنتم تكتبون هذا الشعار الكبير “بعزيمة وإصرار سنكمل المشوار” وحري بنا أن نحفظه”.
وأضاف “هذه عزيمتكم لأنكم على حق، والحق لا يموت، ولا يندثر ولا يخرج الى التقاعد، وهو المنتصر على كل ظلم وجور وباطل والعراقيب منتصرة على كل ظالم لها”.
وأكمل “جئناكم على خجل، لأنكم تقدمون الموقف الأصيل المضحي الصابر على كل الاوجاع، في مقابل ثرثرتنا السياسية والإعلامية وثرثرة شعاراتنا وما أكثرها، فسامحونا واعذرونا على هذا الحال، الذي بتنا فيه ننظر بالبث المباشر على هدم العراقيب. ولكن تبقى العراقيب رغم الخذلان لها هي العراقيب في جذور أرضها، وفية لكل حبة تراب فيها لا تقيل ولا تستقيل”.
وأكد الشيخ رائد أن العراقيب تحوّلت إلى مدرسة صمود ذات رسالة عالمية، وأن هذه الرسالة ممتدة إلى ما شاء الله تعالى، وقد ورثها الشيخ صياح عن الآباء والأجداد ونقلها إلى الأبناء والأحفاد، ما يعني أنها قضية منتصرة لن تموت.
وشدّد الشيخ رائد على أن “لجنة المتابعة العليا هي عنواننا الوحدوي في الداخل، ولا يوجد عنوان آخر بهذه المنزلة. هناك حركات وأحزاب لها اجتهاداتها وانصارها، ولكن لا يمكن لواحد أن يدّعي أن يمثّل الجميع، إلا لجنة المتابعة”.
ووصف المشهد الحالي لشعبنا في الداخل، بالحرج والمصيري، وقال “إمّا أن نورّث أبناءنا الميراث الكريم أو نورثهم التفكك والعنف والخاوة والسوق السوداء”.
وتابع بالقول “نحن مطالبون أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى نكون صادقين مع قضايانا ومع العراقيب. لذلك يجب علينا، كل الحركات والأحزاب في لجنة المتابعة أن ندعم لجنة المتابعة ومسيرتها حتى يكون حضورها حضورا نوعيا يدفع الى الامام، لأن هذا سيصب مباشرة في دعم العراقيب وكل قضايا. آن الأوان أن نغير وضعية “اسقاط الواجب” التي يتعامل معها البعض مع عنوان المتابعة. فهذا تعاون فاشل ومحبط وهابط ولا يأتي بثمار. نحن في مرحلة علينا أن نعي فيها أن أجيالنا أمانة في اعناقنا، إمكانياتنا محدودة لذلك آن الأوان أن نصدق مع لجنة المتابعة حتى نصدق مع أنفسنا”.
واعتبر أن “تمسكنا في الداخل سيكون له دور مؤثر في الخارج بما يدعم إسناد العراقيب وأم الحيران وكل مواقع أوجاعنا”.
في ختام كلمته دعا الشيخ رائد صلاح أبناء شعبنا وأحزابه وحركاته إلى مساندة لجان إفشاء السلام في كل بلدة من بلدات الداخل الفلسطيني، لأنه من خلال مسيرة هذه اللجان يمكن- كمال قال- أن “نصل إلى مجتمع متراحم ونقي من كل الموبقات التي تكاد ان تفكك الاسرة وكل شارع وكل حارة وكل بلدة. آن الأوان ان ندعم هذه المسيرة، أنا على يقين ان ثمرتها ستمتد الى كل مكان، انتصارا للحق”.
كما تحدث في المهرجان، البروفيسور إبراهيم أبو جابر نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح، وحيا العراقيب وأهلها على صمودهم، مؤكدا مساندة حزبه لنضال أهالي العراقيب في مواجهة المخططات العنصرية الإسرائيلية.
كذلك تخلل المهرجان كلمات للشيخ عليان الصانع وشخصية يهودية من الداعمين لأهل العراقيب فيما كانت مداخلة عبر الهاتف لمتحدثة باسم مجموعة بريطانية مساندة لأهل العراقيب.
هذا ووقع المشاركون في المهرجان على وثيقة أعدها أهل العراقيب والمساندون لقضيتهم، تحدثت عن الظلم الواقع على العراقيب منذ هدم منازلها أول مرة قبل 12 عاما، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بالكف عن سياساتها العنصرية ضد العراقيب وسائر قضايا شعبنا.