السبت 24 ديسمبر 2016 16:22 م بتوقيت القدس
بحث جديد انضم لجبل الأبحاث التي تثبت بالدليل أن التغذية تحافظ على وظيفة المخ، هذا البحث سلط الضوء على التناول المنتظم لمادة معينة هي «الليوتين»، والتي تدخل في تكوين الكثير من الخضروات.
العلماء قالوا إن هذه المادة تعزز «الذكاء الكريستالي»، وهو ذلك النوع من الذكاء الذي نحتاجه لاستعادة واستخدام المعلومات التي نعرفها، وقد كشفت النتائج أن هناك أغذية معينة لها آثار في إبطاء أو منع تدهور العقل مع مرور الزمن.
كيف وصل العلماء إلى هذه النتيجة؟
الليوتين هو صبغة كاروتينية توجد في صفار البيض والخضروات ذات الأوراق، أو الخضروات الورقية الصليبية مثل الملفوف، وقد قال الباحثون في جامعة إلينوي أن هذه المادة لها قدرة خاصة مؤثرة على المادة الرمادية في قشرة المخ الصدغية، وهي الجزء من المخ الذي يعد حيوياً في وظائف الذاكرة وله ارتباط بمرض الزهايمر، كما إنها تؤثر بشكل خاص على الجزء من المخ الذي يسمى بـ«parahippocampus».
عالم الأعصاب «آرون باربي» قام مع فريقه بقياس مستويات الليوتين في دماء 76 شخصا بالغا ذوي صحة عقلية سليمة، تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاما، كما إنه أجرى عليهم اختبارات ذكاء وقام بقياس سمك المناطق المختلفة من القشرة الصدغية باستخدام صور الرنين المغناطيسي.
الباحثون وجدوا أن سمك المادة الرمادية في منطقة «parahippocampus» كانت مرتبطة بشكل خاص مع مستوى مادة الليوتين، والتي تتراكم في النسيج العصبي في جميع مراحل الحياة ويعتقد أنها تحمي النسيج العصبي بطرق متعددة، وهو الشئ الذي ذكره الفريق في تقريره الذي نشر في دورية «Frontiers in Aging Neuroscience».
كيف يحمي الليتونين عقولنا؟
أحد هذه الطرق هو تراكمه في الأغشية العصبية، الغنية بالدهون غير المشبعة، حيث يحمي هذه الدهون من الأكسدة، وبهذا يتم حماية السلاسل الطويلة غير المشبعة من الأحماض الدهنية «أوميجا 3»، التي تلعب دورا في تكوين الخلايا العصبية.
الليوتين أيضاً يحافظ على ثبات وسيولة أغشية الخلايا العصبية، والتي تكون بمثابة بوابات للعديد من العمليات مثل الاتصالات الخلوية بين خلية وأخرى.
يرجح أن الليوتين له تأثير أبعد من «الذكاء الكريستالي»، كما أفاد العالم وفريقه، وهو ما يحاول بحثهم أن يضع يده عليه بدقة، وهم يعتقدون أن قياسات مستوى الليوتين في الدم قد تكون مؤشراً جيداً وسهلاً لمعرفة حالة التغذية العامة للمخ، الذي يعد العضو الأنشط أيضيا في الجسم.