الجمعة 23 سبتمبر 2022 21:51 م بتوقيت القدس
نشر موقع “ليستى ليست” التركي تقريرا، استعرض فيه أكبر ستة حوادث نووية شهدتها البشرية، وما تسببت فيه من أضرار كارثية.
وقال الموقع، في تقريره؛ إن التطور التكنولوجي جعل المواد المشعة مستخدمة في العديد من المجالات من الدفاع والطب إلى الطاقة والصناعة. وطُرحت المخاوف بشأن إمكانية وقوع حادث نووي منذ بناء أول مفاعل في سنة 1954. ورغم الادعاء بأن الطاقة النووية آمنة، إلا أن الحوادث الناجمة ألحقت أضرارا كبيرة بكوكبنا خلال العقود الماضية.
وفيما يلي نظرة فاحصة على هذه الحوادث النووية وآثارها السلبية على العالم:
1 – حادثة ماياك (كيشتيم – روسيا)
وقعت كارثة ماياك النووية في 29 أيلول/سبتمبر سنة 1957 في محطة الوقود النووي في مدينة كيشتيم بالقرب من جبال الأورال. وقد نتج عن الانفجار الذي وقع في محطة ماياك النووية، تبخر الماء في خزان الحرارة؛ مما أدى إلى تراكم النترات والأسيتات ليحدث انفجار كيميائي نتيجة ملامسة هذه المواد للهواء.
بعد الانفجار، تسرب 80 طنا من النفايات الكيميائية في البيئة. لكن المجتمع الدولي لم يعرف بحدوث هذه الكارثة إلا بعد مرور 20 عاما. عندما انفجر المفاعل النووي في سنة 1957، لم يكن أحد يعلم بوجود محطة ماياك للطاقة النووية. في ذلك الوقت، قررت روسيا السوفيتية إخفاء ما حدث. وفي أسبوع الحادث النووي، أدركت الولايات المتحدة على الفور أن هناك تغييرات كبيرة في مستوى الإشعاع في الهواء، لكنهم كانوا بدورهم يجرون تجارب نووية كبرى؛ لهذا السبب، تكتمت الولايات المتحدة، إلى جانب السوفييت، عن الكارثة النووية.
2 – مجمع سيلافيلد النووي (إنجلترا)
بُنيت منشأة سيلافيلد النووية الواقعة في كمبرلاند بإنجلترا في إطار مشروع القنبلة الذرية بعد الحرب العالمية الثانية. وقع الحادث النووي في ويندسكال في 10 تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1957، عندما اندلع حريق في القسم الأول من المنشأة، ولم يتم السيطرة على الحريق لمدة ثلاثة أيام، وانتشرت الإشعاعات النووية في جميع أنحاء أوروبا. قالت السلطات إنه لا حاجة لإخلاء المستوطنات القريبة من المنطقة بعد الحادث. ومع ذلك، تم إتلاف جميع المنتجات الزراعية في منطقة قطرها 500 كيلومتر حول المنشأة. بعد هذا الحادث، الذي تم قياسه إلى المستوى 5 وفقا للمقياس الدولي للحوادث النووية، تم تشخيص 240 شخصا بالسرطان.
3 – جزيرة الثلاثة أميال (الولايات المتحدة الأمريكية- بنسلفانيا)
يوم 28 آذار/ مارس سنة 1979، وقع أسوأ حادث نووي في تاريخ الولايات المتحدة في محطة الطاقة النووية الواقعة في جزيرة الثلاثة أميال التي تضم مفاعلين للمياه المضغوطة. أدّى الفشل في نظام التبريد للمفاعل الثاني إلى ذوبان قلب المفاعل، وقد تراكمت الغازات المشعة المنبعثة من ذوبان اللب في خزان يقع في المبنى الثانوي.
بعد يومين من الحادث، نُقل غاز العادم المشع المتراكم إلى خزان التحلل. في هذه المرحلة، تسربت مستويات منخفضة من الغازات إلى البيئة، ولكن تم الاحتفاظ بجزء كبير منها في المرشحات. ووفقا للتقرير الذي أعقب الحادث، تم الادعاء بأن الإشعاع المتسرب كان أقل من المستوى الذي يُعتقد أنه يؤثر على الصحة. مع ذلك، حدد المقياس الدولي للحوادث النووية أن التسرب من المستوى الخامس، وألغيت جميع مشاريع محطات الطاقة النووية تقريبا في الولايات المتحدة.
4 – تشيرنوبيل (أوكرانيا – الاتحاد السوفياتي سابقا)
تعد كارثة تشيرنوبيل واحدة من أعظم الكوارث النووية في التاريخ. كانت محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية تقع بالقرب من مدينة بريبيات، أوكرانيا، التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. أراد المشغلون العاملون في محطة توليد الكهرباء إجراء تجربة على المفاعل الرابع في 26 نيسان/أبريل سنة 1986، كان الغرض الرئيسي من هذه التجربة تحديد المدة التي ستوفر فيها التوربينات الطاقة إذا تم قطع التيار الكهربائي الرئيسي. لوحظ ارتفاع غير متوقع في الطاقة في أثناء التجربة، ورغم الضغط على زر الطوارئ على الفور، إلا أن ضغط البخار بدأ بالفعل في إحداث سلسلة من التفاعلات.
ارتفع الضغط بدرجة كافية لفصل الغطاء العلوي للمفاعل البالغ وزنه 1000 طن، أدى ذلك إلى إتلاف قنوات الوقود؛ مما تسبب في ذوبان النواة النووية في المفاعل الرابع، وانتشرت سحابة من الانبعاثات النووية فوق بريبيات، والاتحاد السوفيتي، وأوروبا، ودول البحر الأسود وتركيا. وتشير العديد من الدراسات المستقلة، إلى أن هذه الكارثة تسببت في وفاة 200 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر.
5 – محطة ميهاما للطاقة النووية (اليابان)
في 9 آب/ أغسطس سنة 2004، وقع حادث كبير بسبب عدم كفاية مياه التبريد في توربين المفاعل في محطة ميهاما للطاقة النووية. كان أكبر حادث نووي في تاريخ اليابان قبل كارثة فوكوشيما. ورغم إعلان اليابان عدم وجود تسرّب إشعاعي، إلا أن البخار المتسرّب من توربينات محطة الطاقة تسبب في وفاة 5 أشخاص، وتم إحراق جثث ”18 شخصا تقريبا”. وحتى مع اتخاذ احتياطات عالية المستوى داخل وحول محطة الطاقة، تعرض 400 شخص يعملون في المحطة للإشعاع.
6 – كارثة فوكوشيما النووية (اليابان)
في 11 آذار/ مارس 2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات اليابان. وتسبب تسونامي الذي ضرب المدينة بأكملها، وبعد 45 دقيقة من الزلزال حدث أكبر كارثة نووية عالمية بعد تشرنوبيل في فوكوشيما. كان على اليابان التعامل مع كارثتين في اليوم نفسه. انقطعت الكهرباء عن محطة الطاقة النووية الواقعة بجوار البحر مباشرة بسبب التسونامي، وتعرضت مولدات الديزل لأضرار بالغة.
بدأت النوى في الذوبان نتيجة لارتفاع درجة حرارة المفاعلات، التي كان لا بد من تبريدها بنشاط. وتعرض حوالي 400 من فرق التدخل الأولي للكارثة لجرعات عالية من الإشعاع. في 12 آذار/ مارس، بدأ إخلاء المستوطنات المحيطة بمحطة الكهرباء. ونتيجة للحادث، اضطر أكثر من 160 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم. ورغم عدم وقوع وفيات وقت وقوع الحادث، إلا أن الإشعاع المتسرب من محطة فوكوشيما للطاقة النووية يستمر في التجول حول العالم. تم اكتشاف تشوهات الغدة الدرقية لدى 44 بالمئة من الأطفال الذين يعيشون في المنطقة في الفحوصات الصحية، التي بدأت تُجرى بانتظام في اليابان.
وحتى مرور تسع سنوات على حادثة فوكوشيما النووية، فإن الإشعاع المنبعث إلى العالم يستمر في الزيادة. كان الدمار الناجم عن الحادث على العالم شديدا، لدرجة أن المقياس الدولي للحوادث النووية قد رفع مستوى كارثة فوكوشيما إلى المستوى السابع. وكانت اليابان، التي تمتلك أكبر عدد من المفاعلات في العالم، تحصل على حوالي 30 بالمئة من طاقتها من الطاقة النووية حتى كارثة فوكوشيما.