أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقا عالميا واسعا، بعد تلميحه إلى إمكانية استخدام السلاح النووي في الحرب ضد أوكرانيا.
ومن المعروف أن روسيا تمتلك ما لا يقل عن 2000 قنبلة نووية، يتم حملها على أنواع مختلفة من الصواريخ، ويمكن استخدامها عبر إطلاقها من الطائرات أو السفن.
وكإجراء إرشادي يحمل طابع التعامل بجدية مع تلميحات بوتين، استحدثت إدارة السلامة والصحة المهنية التابعة لوزارة العدل الأمريكية قسما في موقعها، يختص في توجيه النصائح والمعلومات حول كيفية التعامل في حال سقوط قنبلة نووية.
مدير برنامج الهندسة النووية في جامعة رود إيلاند الأمريكية، برهم ناصر شريف، قال إن الأسلحة النووية التكتيكية متشابهة إلى حد بعيد في المدى وطريقة الاستخدام.
وتابع في تصريح صحفي، بأن آلية استخدام أسلحة الدمار الشامل في حال حدثت من قبل روسيا، ستشابه ما جرى في اليابان بالحرب العالمية، مضيفا أن القنبلة الذرية ستلقى بطريقة معروفة باسم “قنبلة الجاذبية”.
وصممت قنابل الجاذبية بحيث يتم إسقاطها من الطائرات، وهو ما يتطلب أن يكون السلاح قادرا على تحمل الاهتزازات والتغييرات في حرارة الهواء وضغطه خلال سير الرحلة.
وأشار شريف إلى أن الفرق الأبرز هو أن قوة وحجم الـ”تي إن تي” في القنابل النووية الحالية قد يكون أعلى بدرجة تصل إلى 100 ضعف من القنبلتين اللتين دمرتا بهما الولايات المتحدة هيروشيما وناكازاكي في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
إلا أن الأمر الإيجابي -بحسب شريف- هو أن العلماء عدلوا على جزئيات داخل هذه القنابل النووية، بحيث تقلل من أضرارها عند الانفجار.
وكان علماء إبان الاتحاد السوفييتي خفضوا قوة “قنبلة القيصر” من 100 ميغا طن إلى 57 ميغا طن، كما قاموا بوضع نظائر الرصاص بدل اليورانيوم؛ من أجل تقليل كميات الغبار الذري المنبعث عن الانفجار.
كيف نحصّن أنفسنا؟
بسؤال الخبير برهم ناصر شريف حول الطريقة المثالية للسلامة من تبعات استخدام القنابل الذرية “النووية”، قال إن المكان الأكثر أمانًا للأشخاص البعيدين عن مناطق الحرب هو المنزل.
وتابع بأن “الإشعاعات الصادرة بعد انفجار القنبلة النووية ستنتشر، وأبرزها ما يعرف بـ”نظير اليود 131″، وهو أحد منتجات الانشطار النووي.
وبحسب موقع “مركز السيطرة على الأمراض CDC”، فإنه في حالة وقوع انفجار نووي، سيتم تفعيل خطة استجابة طوارئ وطنية في الولايات المتحدة، تشمل الوكالات الفيدرالية والولائية والمحلية.
ولخص الموقع أبرز الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار في حال وقوع انفجار نووي، بالتالي:
إذا كنت بالقرب من مكان الانفجار عند حدوثه:
ابتعد وقم بتغطية عينيك لمنع الإضرار ببصرك.
انزل على الأرض، وضع وجهك للأسفل، وضع يديك تحت جسمك.
ابق متمددا حتى تمر حرارة الانفجار والانبعاثات الصادرة عنه.
إذا كنت في الخارج عند حدوث الانفجار:
ابحث عن شيء يغطي فمك وأنفك، مثل وشاح أو منديل أو قطعة قماش أخرى.
قم بإزالة أي غبار من ملابسك.
انتقل إلى ملجأ أو قبو أو أي منطقة أخرى تحت الأرض، ويفضل أن تكون بعيدة عن اتجاه هبوب الرياح.
خلع الملابس لأنها قد تكون ملوثة. إذا أمكن، استحم واغسل شعرك وغيّر ملابسك قبل دخول الملجأ.
ماذا نفعل داخل الملجأ؟
قال الموقع، إنه إذا كنت بالفعل في مأوى (ملجأ)، أو قبو، قم بتغطية فمك وأنفك بقناع وجه، أو مادة أخرى، حتى تشاهد زوال السحب التي ظهرت بعد الانفجار.
ابق في الداخل حتى تقول السلطات إنه من الآمن الخروج. استمع إلى الإذاعة أو التلفزيون المحلي للحصول على المعلومات والمشورة.
قد توجهك السلطات للبقاء في ملجئك أو الإخلاء إلى مكان أكثر أمانا بعيدًا عن المنطقة.
إذا اضطررت للخروج، غط فمك وأنفك بمنشفة رطبة.
استخدم الطعام المخزن ومياه الشرب. لا تأكل طعامًا محليًا طازجًا، ولا تشرب الماء من مصادر المياه المفتوحة.
لا يمكن التنبؤ بالانفجارات النووية، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك اتخاذ الاحتياطات اللازمة للبقاء في أمان.
بعد الانفجار
وبرغم جميع الإرشادات والنصائح التي يقدمها خبراء مختصون بالأسلحة النووية، إلا أنه من الصعب التنبؤ بموعد سقوط القنابل النووية.
وذكر تلفزيون “فوكسلا” الأمريكي أن هناك بعض الأمور الهامة أيضا التي على الجميع اتخاذها بعد وقوع الانفجار النووي، مثل “تجنب الوقوف بجوار النوافذ؛ للبقاء محميا من الانفجار والحرارة والإشعاع الناتج عن الانفجار النووي”.
وأضاف أنه إذا تعرض أي شخص للإشعاع، فيجب أن يخلع ملابسه فورا، ويغسل بشرته إذا كانت غير محمية.