أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران، أن فتاة تبلغ 15 عاما قُتِلت الأسبوع الماضي، إثر تعرّضها للضرب خلال تدخل لقوات الأمن في مدرستها، وقد حضّت الهيئة النقابية السلطات على التوقف عن قتل محتجين "أبرياء".
وتوفيت أسرا بناهي في 13 تشرين الأول/ أكتوبر بعدما "هاجمت قوات أمنية بالزي المدني" مدرسة شاهد في أردبيل الواقعة في شمال غرب إيران.
وكان قد نظّم "حدث أيديولوجي" للطالبات في موقع يعرف بأنه مركز للاحتجاجات التي اندلعت على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعدما أوقفتها "شرطة الأخلاق".
وعمد أشخاص "بالزي المدني ونساء محجبات" إلى "تعنيف وإهانة" عدد من الطالبات اللواتي "أطلقن هتافات ضد التمييز وانعدام المساواة".
وجاء في البيان الصادر الإثنين الماضي، أن الطالبات وبعد عودتهن إلى المدرسة تعرّضن للضرب مجددا.
وتابع البيان "بعد ذلك للأسف قضت طالبة تدعى أسرا بناهي في المستشفى وتم اعتقال عدد من الطالبات الأخريات".
وبثّ التلفزيون الرسمي مقابلة مع أحد أفراد عائلتها قال خلالها إن الفتاة قضت من جراء نوبة قلبية.
وأورد تقرير لموقع "ديدبان إيران" الإلكتروني نقلا عن ممثل أردبيل في البرلمان النائب كاظم موسوي قوله إن الفتاة "أقدمت على الانتحار بابتلاع أقراص".
وقد أثارت هذه التصريحات غضب نجم كرة القدم المعتزل علي دائي المتحدر من أردبيل والذي واجه مشاكل مع السلطات على خلفية تأييده الاحتجاجات التي نظّمت على خلفية وفاة أميني.
وفي تعليق نشره عبر حسابه في "إنستغرام"، أشار دائي إلى أنه لا يعتقد أن بناهي قضت من جراء نوبة قلبية ووصف بـ"الشائعات" ما أورده النائب بخصوص انتحارها.
وتشهد إيران منذ أسابيع عدة احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، بعد اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران.
وأثارت وفاتها في 16 أيلول/ سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ احتجاجات عام 2019 ضد رفع أسعار الوقود.
وفي بيان آخر صدر أول من أمس الثلاثاء، ندّد "المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران" بقرار المدرسة إقحام طالبات في "حدث أيديولوجي" من دون موافقة ذويهن.
وتابع البيان: "يدعو المجلس النظام والجيش وقوات الأمن إلى وقف تعدياتهم على المدارس".
وأضاف: "يدعو المجلس أيضا النظام إلى التوقف عن قتل الأبرياء والمحتجين العزّل".
وردا على منشور دائي على "إنستغرام"، وصف موقع "ميزان" القضائي ما أورده بأنه "أخبار مضللة".
وجاء في رد الموقع "إذا كان دائي يملك أي أدلة تثبت المزاعم بشأن وفاة الطالبة في أردبيل فليقدمها للمسؤولين المعنيين بأسرع وقت".
والإثنين، أعلنت أكثر من 40 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو الدولية أن الحملة التي يشنها النظام أدت "إلى تزايد أعداد القتلى من المتظاهرين والمارة" ومن بينهم 23 طفلا على الأقل، خلال أربعة أسابيع من الاضطرابات.
وفي سياق ذي صلة، رفضت عائلة الشابة مهسا أميني تقرير الطب العدلي الذي أفاد بأن وفاتها بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق تعود لوضعها الصحي وليس بسبب تلقيها "ضربات"، وفق ما نقلت صحيفة محلية عن محامي العائلة، اليوم الخميس.
وقالت هيئة الطب العدلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إن وفاة أميني سببها تداعيات حالة مرضية قديمة وليس "ضربات" على أعضاء حيوية؛ لكن فريق المحامين الموكل من قِبل العائلة "رفض تقرير الطب الشرعي"، وفق ما نقلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عن المحامي صالح نيكبخت.
وأضاف أن فريق الدفاع طلب "إعادة مراجعة أسباب الوفاة عبر لجنة أخرى تضم أطباء" تثق بهم عائلة أميني.
وسبق لوالد مهسا، أمجد، أن أكد لوكالة "فارس" في 19 أيلول/ سبتمبر، أن صحة ابنته كانت "مثالية".
كما أبلغ المحامي وكالة "إيسنا" الشهر الماضي، أن العائلة تقدمت بشكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا أميني في طهران، وطالبت بإجراء "تحقيق مفصّل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل مهسا الى المستشفى".
وجدد نيكبخت التشديد على ضرورة توضيح كل الظروف المحيطة بالتوقيف.
ونقلت عنه "اعتماد" اليوم قوله إنه "من دون توضيح مسار التحقيق ودور الشخص أو الأشخاص الضالعين في نقل مهسا الى مركز شرطة الأخلاق، لن يكون ممكنا الدفاع عن حقوق العائلة (...) وإزالة الغموض بشأن سبب الوفاة".
ونشرت وسائل إعلام إيرانية في الآونة الماضية، شريطا قالت إنه من كاميرات مراقبة مركز الشرطة حيث نقلت أميني. وظهرت الشابة وهي تترجل من حافلة صغيرة لشرطة الأخلاق، وبدت في جزء آخر وهي تتحدث الى إحدى العناصر في المركز، قبل أن تسقط أرضا. وفي مراحل لاحقة، ظهر مسعفون يعملون على إنعاشها، قبل أن يتم نقلها على حمالة الى سيارة اسعاف، ومنها الى المستشفى حيث رقدت في غيبوبة.
وأكد نيكبخت أن النيابة العامة وعدت "بأن فريقا طبيا تسمّيه العائلة، سيكون على اطلاع على مسار التحقيق".
واقترح فريق الدفاع، وفق نيكبخت، أن يختار القضاء الإيراني أطباء أعصاب وجراحة أعصاب، وقلب، ومتخصصين في الطب النفسي "من أصل لائحة من عشر أطباء ترشحهم عائلة أميني".
وكان تقرير الطب العدلي قد ذكر أنه "على رغم نقلها الى مستشفى كسرى وجهود الطاقم الطبي، توفيت المريضة في 16 أيلول/سبتمبر بعد فشل العديد من أعضاء الجسم جراء نقص الأكسجة".