الاربعاء 26 اكتوبر 2022 19:29 م بتوقيت القدس
أكدت مصر والإمارات اعتزامهما تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة مسجلة (الأربعاء) خلال الاحتفال بمرور 50 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إن «التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والإمارات، في جميع المجالات دائماً يسير على أعلى مستوى»، واصفاً الآفاق المستقبلية للتعاون بأنها «واعدة ومزدهرة».
وعلى مدار ثلاثة أيام، تشهد القاهرة احتفالية خاصة بمرور 50 عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية تحت شعار «مصر والإمارات... قلب واحد»، بحضور وزراء حكومتي البلدين و«أكثر من 1800» من المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.
وقال الرئيس المصري إن «العلاقات بين البلدين تمثل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات المتميزة بين الدول العربية»، مستشهداً بمقولة لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إبان حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، قال فيها إن «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي»، معرباً عن تقديره لموقف الإمارات الداعم لمصر خلال «الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد منذ نحو عشر سنوات».
بدروه، وصف محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، العلاقات بين البلدين بأنها «علاقات تعاون شاملة واستثنائية»، وقال إن «موقف بلاده من مصر لم يتغير عبر التاريخ».
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، إلى «ارتفاع إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في مصر لتسجل نحو 4.6 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2021-2022، لتحتل بذلك الإمارات المرتبة الأولى من بين الدول المرسلة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر بحصة تقدر بنحو 29 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مصر خلال تلك الفترة، ونحو 72 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة العربية المتدفقة إلى مصر خلال الفترة نفسها».
من جانبها، قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط المصرية، إن «الرغبة المشتركة في التوسّع في إطلاق الشراكات الاستثمارية الواعدة مثلت نقطة الانطلاق لتأسيس منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين صندوق مصر السيادي وشركة أبوظبي القابضة، والتي تمت تحت مظلة البروتوكول الموقَّع في عام 2019، لضخ استثمارات مشتركة تفوق 20 مليار دولار لتنفيذ مشروعات اقتصادية وتنموية».
ويتضمن الاحتفال بنصف قرن من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عقد منتدى اقتصادي، يناقش مجالات التعاون والشراكة الاقتصادية، كما يتطرق لمناقشة استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ «كوب 27»، الشهر المقبل، لا سيما أن الإمارات ستستضيف الدورة المقبلة من المؤتمر العام المقبل، كما تشمل الاحتفالية مُلتقى ثقافياً – إعلامياً، وتختم بفعالية غنائية عند سفح الأهرامات مساء الجمعة.
واعتبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الاحتفال «مناسبة للحديث عن العلاقات العربية - العربية، ليس من باب النقد، بل من خلال نموذج مبهر للعلاقات الثنائية». وقال إن «الجامعة العربية هي الرابح الأول من أي علاقات بينية طيبة بين دولها»، مشيراً إلى أن «التطورات العالمية المتسارعة، والأزمات التي زادت من حدة الاستقطاب تفرض علينا مزيداً من التنسيق والعمل المشترك»، معرباً عن أمله في أن تكون القمة العربية المقبلة في الجزائر، والمقرر عقدها مطلع الشهر المقبل، «قمة للمّ الشمل وجمع الإخوة تحت سقف واحد».