الاربعاء 23 نوفمبر 2022 19:23 م بتوقيت القدس
الحدث: انفجار عبوة ناسفة تم وضعها على دراجة كهربائية داخل المحطة، أسفر عن مقتل إسرائيلي وجرح 18 آخرين بجروح متفاوتة، وتبع ذلك وقوع انفجار نجم عن عبوة ناسفة أخرى في حي راموت الاستيطاني في القدس.
هكذا استفاق الفلسطينيون على خبر غاب عن العاصمة المحتلة منذ عام 2016، عندما استشهد الشاب عبد الحميد أبو سرور من مدينة بيت لحم بعد زراعته عبوة ناسفة انفجرت داخل حافلة إسرائيلية وأدت لوقوع 21 إصابة بعضها بحالة خطيرة.
وأعاد الخبر لأذهان الفلسطينيين أيضا عملية تفجير حافلة إسرائيلية في محطة للحافلات غربي القدس أدين بها الشاب المقدسي إسحاق عرفة في مارس/آذار عام 2011، وأدت بعد سنوات لمقتل امرأة أصيبت في العملية التي أسفرت عن جرح 67 إسرائيليا.
خصوصية المكان
الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي قال للجزيرة نت إن للمكان والزمان اللذين وقعت بهما العملية الأولى صباح اليوم خصوصية استثنائية؛ كون الانفجار وقع في محطة انتظار للحافلات وهو المكان الذي يكتظ به الإسرائيليون كل صباح أثناء توجههم لأماكن عملهم ومدارسهم وجامعاتهم.
وأشار البرغوثي إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت تتوقع الوصول إلى هذه المرحلة من العمليات في ظل التدرج المتصاعد للعمليات الفلسطينية من الطعن بالسكاكين إلى الدهس وإطلاق نار، وصولا لما حدث قبل أيام من انفجار سيارة قرب أحد الحواجز دون وقوع إصابات وإلى عمليتي اليوم في القدس.
وبناء على ذلك كانت الأجهزة الأمنية تميل مؤخرا إلى ضرورة تخفيف وتجنب أسباب التصعيد، لكن المستويات السياسية في إسرائيل قدمت -وفقا للبرغوثي- المصلحة الانتخابية، فسمحت للمستوطنين بالتمادي في الاعتداء على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية بالشراكة مع جيش الاحتلال.
وبالتزامن مع هذا التمادي أكد الباحث تنامي حالة تضامن كبيرة مع مجموعات المقاومين التي ظهرت في جنين أولا ونابلس لاحقا، ولذلك كان متوقعا التطور في نوع العمليات التي ينفذها الفلسطينيون خاصة مع اتهامات لحماس بالعمل على تصعيد الأوضاع بالضفة.
وقد أكد عدد من الصحفيين الإسرائيليين المختصين في الشأنين الفلسطيني والأمني أن المستوطنين من صغار السن في القدس غير معتادين على هذا النوع من العمليات الذي يتذكره الكبار عندما يعودون بذاكرتهم إلى عمليات التفجير في الانتفاضة الثانية.
أيام سوداء
وقال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن عمليتي التفجير اللتين وقعتا في القدس صباح اليوم أعادتا لأذهان الإسرائيليين أياما سوداء عاشوها إبان سنوات الانتفاضة الثانية التي شهدت عمليات تفجير موجعة في عمق المدن الإسرائيلية لا سيما في المدينة التي يدّعون أنها عاصمتهم.
وأضاف أن هذين الانفجارين وقعا بعد حالة من الانكسار التي شعر بها الفلسطينيون بسبب تمادي الاحتلال والمستوطنين مؤخرا في الاعتداء على أرواحهم ومقدساتهم ومدنهم وقراهم.
وتابع “للوهلة الأولى بعد سماع خبر الانفجار تذكرت تهجير الشيخ جراح وتبجح إيتمار بن غفير بسلاحه في هذا الحي وفي قرية النبي صموئيل وفي باب العامود والمسجد الأقصى، كما تذكرت مسيرة الأعلام الإسرائيلية والانتهاكات اليومية في المدينة فأتت هذه العملية لمساواة المكيال لا أكثر”.
ووفقا للهدمي فقد جاءت هذه العملية لتؤكد للاحتلال وجمهوره مرة أخرى أن الأمان الشخصي لهم في هذه البلاد يتلاشى باستمرار.
ورغم أن تفاصيل التفجيرين اللذين وقعا صباح اليوم ما زالت تظهر بشكل تدريجي إلا أنهما فتحا صفحة قديمة ظنّت إسرائيل أنها تمكنت من طيّها.