الجمعة 25 نوفمبر 2022 16:17 م بتوقيت القدس
رغم تصنيف عدد كبير من المؤسسات الأكاديمية الإسلامية ضمن أفضل المدارس في السويد، تواصل حكومة ستوكهولم إغلاق المزيد من المدارس الإسلامية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قالت وزيرة التعليم السويدية السابقة لينا أكسلسون كيلبلوم -في مؤتمر صحفي- إن حكومتها قدمت مشروع قانون يهدف إلى حظر إنشاء ما يسمى المدارس الدينية المستقلة.
ويمنع مشروع القانون هذه المدارس الدينية المستقلة بشكل أساسي من التوسع عن طريق زيادة عدد طلابها، أو فتح فروع جديدة بدءا من عام 2024.
واستهدف المشروع حتى الآن المدارس الإسلامية فقط، مما أثار غضب منظمات وباحثين ومدارس إسلامية، بحجة أن قرار الإغلاق لم يكن مبنيا على نتائج أكاديمية سيئة أو عيوب تعليمية أخرى، بل كان مبنيا على دوافع سياسية معادية للإسلام.
وقال محمد أمين خراكي مدير مدرسة فرامستيغ سكولان الإسلامية المستقلة -في ضاحية راغسفيد في العاصمة السويدية- إن نحو 20 مدرسة تصنف نفسها على أنها إسلامية أو يملكها مسلمون أغلقت. وأضاف خراكي للأناضول أنه ما تزال 3 مدارس تنتظر نتائج دعاوى قضائية ضد قرار الإغلاق.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت إدارة التفتيش التعليمية في السويد أنها ستغلق مدرسة فرامستيغ سكولان، وربحت الأخيرة دعوى استئناف القرار، إذ قالت المحكمة الإدارية إن القرار لم يعد ساريا. وتنتظر المدرسة صدور حكم نهائي بهذا الخصوص.
مزاعم تآمر
واستند قرار إدارة التفتيش بإغلاق مدرسة فرامستيغ سكولان إلى تقرير صادر عن جهاز الأمن الداخلي السويدي (سابو) الذي حوى “مزاعم تآمرية تشير إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأجندات سرية ومؤشرات إرهابية مزعومة”، تركت بعض الباحثين في حيرة من أمرهم.
ونقل موقع “سيري” المحلي عن أمين بوليارفيتش المحاضر والأستاذ المشارك في علم اجتماع الأديان بجامعة أوبسالا قوله إنه “لو لم تكن لدي الخلفية البحثية التي درست وبحثت فيها عن جماعة الإخوان المسلمين، كنت سأخاف من جميع قيادات المسلمين في السويد”.
وأضاف بوليارفيتش “هذا يظهر أن لدينا مناخا اجتماعيا يتم فيه تجسيد المسلمين على أنهم مشتبه فيهم”، وأردف “من المخزي أن يسقط جهاز الأمن الداخلي من بين جميع السلطات في هذه الحفرة”.
اتهام بالتطرف
وواجهت مدرسة سايماغاردين التمهيدية (حضانة) في منطقة أكالا في ستوكهولم -وتديرها أيضا مدرسة فرامستيغ سكولان- تهديدا بالإغلاق في أغسطس/آب الماضي، لكن محكمة ألغت قرار السلطات بإغلاقها، وبقيت الحضانة مفتوحة حتى صدور حكم نهائي في القضية.
وكانت الحضانة المذكورة ستغلق أبوابها بسبب مزاعم جهاز الأمن الداخلي بأن الأطفال فيها معرضون لخطر التطرف.
ويقول محمد أمين خراكي إن جهاز “سابو” لم يذكر في تقريره أي اتهامات محددة بشأن المدرستين، لكنه أشار بدلا من ذلك إلى مصادر سرية فقط.
ونبّه مدير المدرسة السويدية إلى الخطر الذي تشكله حجة إدارة التفتيش، قائلا إنه في حال اتهام المدرسة بتعريض الأطفال لخطر التطرف، من دون دليل فعلي أو حادث سابق، فمن الصعب جدا على الطرف المتهم أن يدافع عن نفسه، لأنه في الواقع لم يحدث شيء بالفعل.
وأوضح خراكي أن إدارة التفتيش لم تزر مدرسة فرامستيغ سكولان إطلاقا للتحقق من التطرف المزعوم، ورفضت التشكيك في تقرير جهاز الأمن الداخلي.
معاداة المسلمين
وقال سعيد بوسولادزيتش عضو مجلس إدارة حزب “نيانس” والمسؤول الأعلى في مقاطعة سكاين الجنوبية بالسويد إن إغلاق المدارس ليس مرتبطا بالتعليم، لكن بسبب المناخ السياسي المعادي للمسلمين.
وأوضح بوسولادزيتش لوكالة لأناضول أن أحزاب اليمين -التي تتولى السلطة حاليا- قالت صراحة إنها لا تملك أي شيء يدين المدارس المسيحية أو اليهودية أو غيرها.
وأضاف أن “السياسيين الذين يطبّعون مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، ويجعلون الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للأقليات، تحدثوا فقط عن مشاكل مع المدارس الإسلامية بزعم إيقاف التطرف”.
وأوضح المسؤول المحلي السويدي أن الاشتراكيين الديمقراطيين (الحزب الحاكم سابقا) هم من قادوا هذه المسألة في البداية، لأنهم كانوا ضد جميع المدارس الخاصة، بحجة أن الدولة يجب أن تدير جميع المؤسسات التعليمية، ولكن على أرض الواقع تحملت المدارس الإسلامية فقط العبء الأكبر من سياسات الاشتراكيين الديمقراطيين، رغم معارضتهم المزعومة للتعليم الخاص بشكل عام.