الاربعاء 07 ديسمبر 2022 08:17 م بتوقيت القدس
رفض قاض أميركي دعوى ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تتهمه بالضلوع في عملية قتل الصحافي المعارض جمال خاشقحي في العام 2018.
وجاء قرار القاضي الفدرالي جون بيتس، الثلاثاء، متوافقا مع موقف الإدارة الأميركية التي اعتبرت أن ولي العهد السعودي الذي "يترأس حكومة المملكة العربية السعودية" منذ أيلول/سبتمبر، يتمتع بحصانة قضائية تحول دون ملاحقته أمام المحاكم الأميركية كونه رئيس حكومة دولة أجنبية.
وقال بيتس إن الدعوى المدنية التي تقدمت بها خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز وجمعيته "داون" (الديموقراطية للعالم العربي الآن)، تضمّنت حججاً "قوية" و"جديرة بالتقدير" بأن الأمير محمد بن سلمان يقف وراء عملية قتل مواطنه الصحافي.
لكنّ القاضي اعتبر أن لا سلطة له بمخالفة موقف الإدارة الأميركية الذي تبلغته المحكمة رسميا في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، والذي يفيد بأن الأمير محمد بن سلمان يتمتع بالحصانة بصفته رئيس حكومة دولة أجنبية.
وبحسب رأي القاضي بيتس، فإنه حتى وإن كان الأمير محمد بن سلمان لم يعيّن رئيساً للحكومة السعودية إلا قبل أسابيع قليلة، فإن الفرع التنفيذي للإدارة الأميركية يبقى "المسؤول عن الشؤون الخارجية، بما في ذلك السعودية، ومن شأن إصدار هذه المحكمة قرارا مخالفا حول حصانة بن سلمان أن يشكل تدخلا على نحو غير ملائم في هذه المسؤوليات".
لكن القاضي أقر مع ذلك بأن المزاعم "الجديرة بالثقة" بشأن جريمة القتل وتوقيت تعيين بن سلمان رئيسا للحكومة بالإضافة إلى توقيت التبليغ الذي سلمته الإدارة الأميركية للمحكمة، كلها أمور جعلته في حالة من "عدم الارتياح".
لكنّه شدّد على أنّ لا خيار آخر أمامه.
وتعليقا على قرار القاضي الفدرالي الأميركي قالت سارة ليا ويتسون، مديرة جمعية داون إنه "على الرغم من أننا نشعر بخيبة أمل من هذا القرار، فنحن سنستعرض كل الخيارات الممكنة من أجل مواصلة إجراءاتنا القانونية التي تستهدف السلوك الإجرامي لمحمد بن سلمان".
والأمير السعودي الذي كان يشغل سابقاً بالإضافة إلى ولاية العهد منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، عين رئيسا للوزراء بموجب مرسوم ملكي صدر في أواخر أيلول/سبتمبر، ما أثار قلق نشطاء في مجال حقوق الإنسان من أنّ التعيين سيحمي الأمير الشاب من الملاحقة أمام محاكم أجنبية.
وأضر مقتل الصحافي والناقد السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول قبل أربع سنوات، بسمعة نجل العاهل السعودي، لكن مسؤولين دوليين، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، عادوا والتقوا ولي العهد. وكان بايدن تعهّد خلال حملته الانتخابية بجعل المملكة "منبوذة" على خلفية قضية خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة.