السبت 24 ديسمبر 2022 19:31 م بتوقيت القدس
في كل قوانين العقوبات في كل بلدان العالم هناك حقوق للمسجونين والمعتقلين السياسيين لا يتم منعها حتى عن أكبر عتاة المجرمين، فيما يجري سؤال المحكومين بالإعدام عن آخر أمانيهم ليتم تحقيقها؛ إلا أن حال المسجونين والمعتقلين بمصر يختلف عن باقي دول العالم.
جهاد عبدالغني (33 عاما) معتقل سياسي مصري، من محافظة الشرقية، محكوم بالسجن 15 عاما، ولم تكن أمنيته إلا أن يموت بين يدي أسرته، خاصة أنه مريض بالسرطان، وعاني في أيامه الأخيرة من شدة الألم.
لم تكن فقط قرارات مصلحة السجون المصرية وقادة سجن “الزقازيق العمومي” (شمال شرقي القاهرة) و”أبوزعبل 2″، بالقاهرة الكبرى، و”بدر 3″، قرب العاصمة الإدارية الجديدة، بمنعه من العلاج على نفقة أسرته طوال عام ونصف العام يعاني فيهما من سرطان الفم؛ وحدها التي قتلت جهاد.
بل إن فقدانه الأمل في تحقيق أمنيته بأن يموت على فراشه كانت سببا في تعجيل موته بجانب رفض السلطات إجراء عملية جراحية قررها الأطباء، لتنتهي رحلة الألم والتعذيب البدني والقهر النفسي والحرمان من العلاج الذي تكفله كل التشريعات.
وبحسب “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان”، فقد أُبلغت أسرة جهاد، الأربعاء 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بوفاته، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه بالمركز الطبي، لمجمع بدر للإصلاح والتأهيل، نتيجة وفاته بسرطان الفم والحلق.
أرسل جهاد رسالته الأخيرة إلى المدير التنفيذي للشبكة المصرية الحقوقي المصري أحمد العطار، الذي قال : “عشت مع جهاد أزمته منذ بداية مرضه، دون أن أعرفه أو ألتقي به، حتى آخر استغاثة أرسلها لي، وكان يتمنى أن يموت وسط أولاده وأسرته”.