عرضت إدارة سجون الاحتلال اتفاقا على أسرى فلسطينيين من حاملي الجنسية الأردنية، يقضي بنقلهم إلى سجون الأردن لإكمال مدة محكوميتهم؛ حسب ما كشفت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في السجون الإسرائيلية، السبت.

ومن بين الأسرى الذين وافقوا على الاتفاق، عبد الله البرغوثي الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 67 مؤبدا و5200 عام كأطول حكم لأسير في التاريخ، وهو يدخل عامه العشرين في السجون الإسرائيلية، إذ اعتقل يوم 5 آذار/مارس 2003 بمدينة البيرة وسط الضفة وتتهمه إسرائيل بالمساهمة في قتل أكثر من 60 إسرائيليا.

لا علم أردني حول الاتفاق

وأورد "العربي الجديد" نقلا عن شقيق الأسير البرغوثي، رائف البرغوثي، قوله إن "العائلة علمت من أسير محرر مقرب من شقيقه، عن موافقته على العرض الذي تقدمت به إدارة السجون بترحيله إلى الأردن لإكمال محكوميته"، مشيرا إلى انقطاع التواصل بينه وبين شقيقه نتيجة إجراءات الاحتلال بعزله في زنزانة انفرادية وحرمانه من التواصل مع أهله عبر الزيارات العائلية أسوة بباقي الأسرى.

وأوضح "ما نعرفه أن إدارة السجون هي من تقدمت بعرض للأسرى، ولا مانع لدى شقيقي الأسير عبد الله ومن معه من أسرى أردنيين للتوقيع على قرار نقلهم للأردن، لأن هذا يمكّن عائلته من زيارته ويعتبر أفضل كونه بعيدا عن سجون الاحتلال، وقد تواصلنا مع الخارجية الأردنية التي قالت إنها لا تعلم عن الموضوع".

تحذير أردني

وأضاف أن "الخارجية الأردنية حذرتنا من أن يكون عرض الاحتلال مخادعا في حال إتمام أي صفقة تبادل أسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، بأن يستثنى الأسير عبد الله البرغوثي منها؛ بحجة أنه موقع على اتفاق يقضي بإكمال محكوميته في الأردن".

وكان ضابط في جهاز الأمن العام (الشاباك) والمسؤول عن ملف الأسير، عبد الله البرغوثي، قد ذكر في وقت سابق أنه "لو اضطرت إسرائيل لمغادرة أراضيها لأي سبب من الأسباب وتحت أي ظرف ستأخذ معها البرغوثي لأنه يشكل خطرا عليها أينما كان ووجد".

وقال وجدي الريماوي شقيق الأسير الأردني محمد الريماوي، إن "الأخير تواصل مع العائلة وأبلغها بأن إدارة السجون عرضت عليه إكمال مدة حكمه في الأردن وفي حال رفضت المملكة استقباله هو ورفاقه سيتم تحويلهم لسجون السلطة الفلسطينية"، حسب ما نقل عنه "العربي الجديد".

وأشار إلى أنهم تلقوا نبأ الاتفاق قبل عدة أيام من شقيقه، إذ جرى بدء بحث الاتفاق بين إدارة السجن والأسيرين عبد الله البرغوثي ومنير مرعي، ولاحقا جرى عرضه على باقي الأسرى الأردنيين.

ويقضي الأسير الريماوي حكما بالسجن مدى الحياة بزعم مشاركته في عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، عام 2001، علمًا أنه يعاني من وضع صحي خطير نتيجة فشل في إحدى رئتيه وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى إصابته بمرض حمى البحر الأبيض المتوسط.

تخوف من غاية إسرائيل

وحصل "العربي الجديد" على صور وثيقة الاتفاق بين إدارة السجون والأسرى عن طريق اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في السجون الإسرائيلية، إذ أكد مقررها فادي فرح أنهم تواصلوا مع الخبير في القانون الدولي، أنيس القاسم، حيث أشار إلى أن الاتفاق لا يحمل ضررا على الأسرى.

وتشير الوثائق إلى أنه يجب على الأردن تحمل تكاليف وجود الأسرى في المعتقل وهذا يضع المملكة أمام تناقضين، تناقض الحفاظ على السيادة، وتناقض الحفاظ على الشق الإنساني باعتبار أن الأسرى مواطنون أردنيون، إلا أن تجربة الأردن سابقًا أثبتت قبوله تحمل تكاليف إتمام الأسرى مدة محكوميتهم عنده، كما حصل مع الأسرى المحررين: سلطان العجلوني وسالم أبو غليون وخالد أبو غليون وأمين الصانع عام 2006 كما يروي فرح.

وتابع فرح خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "اجتمعنا مع مسؤول ملف الأسرى في وزارة الخارجية الأردنية إذ أبدى تخوفه من الاتفاق بأن يكون بلا قيمة إلا أنه وعد بذات السياق أن تتابع وزارتهم الملف". مضيفًا أنهم في اللجنة الوطنية يتخوفون من غايات إسرائيلية غير معلومة من الاتفاق، على اعتبار أن الاحتلال لا يقدم شيئًا بلا مقابل، حسب تعبيره.

وكان الأسير الأردني، ثائر اللوزي، قد وقّع أيضًا على الاتفاق وهو يقضي حكمًا بالسجن لمدة 19 عامًا بعد اعتقاله عام 2018 إثر زعم الاحتلال محاولته قتل إسرائيليين في إيلات بعد حصوله على تأشيرة عمل في مناطق الـ48، فيما وقّع أيضًا الأسير محمد مصلح، الذي اعتقلته قوات الاحتلال في 23 تموز/يوليو 2020 عقب اتهامه بمحاولة طعن أثناء توجهه للعمل في مناطق الـ48 أيضًا وكانت عائلته قد طالبت سابقًا بالإفراج عنه وإكمال مدة حكمه في السجون الأردنية.

إلى ذلك، تواصل "العربي الجديد" مع مسؤول الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى، جميل سعادة الذي لم ينف الخبر ولم يؤكده قائلًا "سمعنا بالخبر لكن لا يوجد لدينا معلومة دقيقة، وأرسلنا رسائل للاستفسار عن الموضوع، وقد يكون لدينا جواب بعد أسبوع".

أما مدير مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس على لسان مديره، أحمد القدرة فوصف عرض الاحتلال بـ"الغريب" مؤكدًا أنه طرح على الأسرى بالفعل لكن لا معلومات واضحة لديهم حول تفاصيل الخبر بالوقت الحالي.

الكلمات الدلالية :