الاحد 05 فبراير 2023 20:20 م بتوقيت القدس
فارس الأقصى رحمة الله عليك ابا عاطف- المرحوم الحاج عبد الرحمن نواطحة في ذكرى وفاته - ثمانية سنوات من الذاكرة.
"أبا عاطف" في عقيدة الأقصى والمسرى فارسٌ يَتجلّى- بقلم: صهيب هاني ناجي خطبا
أعمارُنا هي أعمالُنا، كَثيرٌ من عبادِ الله مَرُّوا وَقليلٌ مِمّن ذُكِروا ، إن ذكرنا في حديثنا عُمُرَاً ونعمةً من خلق الله فإننا نذكُرُ صلاحَها واستقامتها وَفَضيلتها وَشيمتها، كيف لا وقد نذرتْ تلك الجوهرة المكنونة نفسها لله نذراً صادقاً في خدمة هذا الدين وخدمة المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه ، الحاج عبد الرحمن نواطحة "أبو عاطف" رحمهُ الله ، مُعلّمُنا ومُرشدُنا أبا عاطف تلك الرئةُ التي نتنفس منها نورَ الرباطِ في المسجدِ الأقصى المُبارك ، قد صادفت ذكرى وفاته الثامنة هذا الشهر وقد ذهبت روحنا هذه الأيام مع ما ينشره نشطاء محليين وعالميين على وسائل التواصل الاجتماعي يتداولون ويحتفون بصورة المرحوم الحاج أبا عاطف على صفحاتهم الخاصة وهو يجلس في قبة الصخرة المشرفة مع نشرعبارات الحب والمدح والثناء لذلك الرجل الطيّب، والمدهش ان منهم من لا يعرفه بل ساق الله عز وجل لهم ذِكرهُ الطيّب وسيرته الحسنه وكتب الله له قبول الدنيا في قلوب الخلق فتأملت قول الله عز وجل حينها "أحياءٌ عند ربهم يُرزقون" أبا عاطف نِعْمَ الإرث إرثك .
أبا عاطفٍ في أيّ كلامٍ نُرثيك وقد تعلمنا منك عقيدة الرباط والحب والعشق للمسجد الأقصى المبارك، عندما نستذكر المسجد الأقصى نستذكِرُ دائماً الحبيب محمد صلّ الله عليه وسلم، نستذكر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، نستذكِرُ الفاتح صلاح الدين ، لا زلتُ أذكر حُضوركَ وترّدُدّك يوماً بعضَ يومْ في مكان عملي، جالستُكَ فكنت خيرَ جَليسٍ وواعظ ومُرشد، ارتوينا من عُمقِ تضحيتك، تعلمنا منك شرف الخدمة لأرض المسرى والرباط فيه ، تعلّمنا منك معنى التضحية والهمّة العالية في نُصرة الحق سبحانه وتعالى أنهُ لا مَرَضَ ولا كِبَرَ ولا عائقَ ولا أعذاراً نُقدمها لخالقنا تجاه قافلة الحق، لا انسى تلك الهمة العالية التي بلغت مُحيّاك، ولا أنسى تلك اليدانِ المُرتجفتانِ، ولا أنسى ملامِح الوجه الذي ارتوى منْ سُقيا الرباط وقد سقط حاجِباكَ على عَيْناك من الكِبَرِ والعَيْنان اللتان اتعبَهُما النظر في خُطاك وفي مسعاك الطيب في المداومةِ على مسيرة الرباط في المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه فهي شهادة حقٍ بحقك ايها المُعلّم.
وَقَفْتُ على جَنَباتِ الحَدْباءِ مُتأملاً
بِرَحيلِ زَهرةٍ مِنْ عِطْرِ الرُجُولةِ نادِرِ
فارِسٌ لا تَسَلْ ما فارساً
فِي عَقيدَةِ الْحَقّ لِلْأقصَى علمٌ يَتَصَدّرِ
لم تُفاكهك الأعذارُ عن هِمّةً
بل أقعدتها بثباتك المُتوّسِمِ
هو أقصانا بقيعُنا وأمانة نبيّنا
عهدٌ نتوارثُهُ سمعاً وطاعةِ
المرحوم الحاج عبد الرحمن نواطحة ابو عاطف