الاثنين 27 فبراير 2023 17:39 م بتوقيت القدس
حمّل محللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الإثنين، حكومة بنيامين نتنياهووالجيش الإسرائيلي المسؤولية عن العدوان الذي شنّه المستوطنون في بلدة حوارة في قلب الضفة الغربية، أمس، بزعم الرد على مقتل مستوطنين في البلدة في عملية إطلاق نار، علما أن حوارة تعرضت في السنوات الأخيرة لعشرات الاعتداءات التي نفذها مستوطنون.
وأشار المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، إلى أن اعتداءات كالتي نفذها المستوطنون في حوارة وأماكن أخرى في الضفة الغربية كانت توصف بأنها “تدفيع ثمن”، لكن “الثمن هذه المرة مضاعف أضعافا وحجمه غير مسبوق”. فقد استشهد فلسطيني بنيران أطلقها مستوطنون. وانفلت مئات المستوطنين في البلدة الفلسطينية وأحرقوا مئات البيوت والسيارات وألحقوا أضرارا بالغة فيها.
ووصف برنياع اعتداءات المستوطنين أمس، بأنها “ليلة البلور في حوارة”، في إشارة إلى هجوم النازيين على اليهود عشية الحرب العالمية الثانية. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيعتقل أو يقتل منفذي عملية إطلاق النار، لكن المستوطنين الذين “غزوا القرى يعلمون أن أيدي قوات الأمن مكبلة. وفي أفضل الأحوال سيعتقلون لليلة أو اثنتين. فلديهم حصانة من القانون، ورهبة الدولة لا تسري عليهم”، وأن هذا الوضع يتفاقم خلال ولاية الحكومة الحالية، بوجود الوزيرين الكبيرين فيها، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وأضاف برنياع أن “سموتريتش وبن غفير يتابعان المعتدين في حوارة ويتذكران أنفسهما. فعندما كانا في سنهم تصرفوا مثلهم. هل نضجا؟ ربما، لكن ليس كفاية”. ورأى أن “على الحكومة أن تقرر من هي، هل تتصرف في المناطق (المحتلة) كصاحبة السيادة، وهل ستفرض القانون والنظام على العرب واليهود على حد سواء، أم أنها تشكل ورقة تين لشبيبة التلال الذين يتصرفون في المناطق كأنها ملكهم”.
ولفت المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، إلى أن “عملية إطلاق النار جرت من دون إنذار مسبق، ولذلك لم يكن بإمكان الجيش الإسرائيلي والشاباك الاستعداد لمواجهتها، بينما انتقام اليهود كان متوقعا بشكل واضح جدا. والسؤال هو لماذا لم يعزز الجيش الإسرائيلي والشرطة قواتهما في حوارة كي يفرقا بين الجانبين ويقلصان حجم العنف”.
وأضاف ليمور أنه “إذا لم تسع القيادات في الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) إلى تهدئة الأجواء، فقد يتضح أنه في حوارة انطلقت شرارة ستشعل حريقا كبيرا في الضفة وربما خارجها أيضا. ورغم أن نتنياهو دعا إلى تهدئة الخواطر أمس، لكن المطلوب هو مقولة واضحة من جانب القيادة السياسية والدينية للمستوطنين”.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن الأحداث في حوارة أمس “شكلت مرة أخرى مثالا على عدم سيطرة نتنياهو على واقعي السياسة الداخلية والسياسة الخارجية”.
وسبق أحداث حوارة، أمس، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في نابلس، الأسبوع الماضي، وارتقى فيها 11 شهيدا. وبحسب هرئيل، فقد تجمعت إنذارات لدى الاحتلال بأن الفلسطينيين سينتقمون على هذه المجزرة.
وأضاف هرئيل أن مجموعة “’عرين الأسود’، التي اعتقد جهاز الأمن الإسرائيلي أنه نجح بالتغلب على هذه المجموعة قبل أربعة أشهر، ما زالت حية ترزق. وبدلا من الناشطين الذين قُتلوا واعتقلوا جاء ناشطون جدد، الذين تلقوا إيحاء من الروح المحلية. وتوجد اليوم مكانة حقيقية لهم في نابلس وحتى أنهم يتطلعون لطرح خط سياسي. فقد برز بيان عرين الأسود بين البيانات المنددة بإرسال السلطة الفلسطينية ممثلين عنها إلى قمة العقبة”.