الاثنين 12 يونيو 2023 06:20 م بتوقيت القدس
تعرضت المنطقة خلال شهر حزيران الحالي، ونهاية شهر أيار الماضي لظروف جوية "غير اعتياده"، حيث تساقطت الأمطار، وهبت العواصف الرملية لأكثر من مرة، كما انخفضت درجات الحرارة دون معدلاتها بشكل كبير في فترات، وارتفعت فوق معدلات بشكل كبير في فترات أخرى، وهو ما اثار فضول المواطنين عن ما يحدث، وهل هو بداية تغير المناخ أم انها مجرد ظروف جوية مؤقتة لن تتكرر.
وشهدت المناطق الفلسطينية خلال نهاية أيار، وبداية حزيران تساقطا للأمطار التي كانت غزيرة في بعض المناطق، وكانت مصحوبة بالغبار الكثيف لعدة مرات، كما تسببت الامطار في خسائر مادية كبيرة في دول الجوار نتيجة غزارتها، وتساقطها في غير موعدها، وتسبب الامطار في حدوث انجرافات ترابية، وتعطل حركة السير أيضا.
وقال الراصد الجوي وعضو شبكة المناخ العربية داوود طروة، ان ما حدث خلال نهاية شهر أيار، وبداية حزيران هي ظروف جوية تحدث في العادة خلال نهاية شهر آذار ونيسان، ولكنها تأخرت هذا العام بشكل واضح، واقتربت من موعد الانقلاب الصيفي، وهو أمرٌ غير معتاد رغم وجوده في بعض السنوات خلال العقود الماضية إلا انه نادر الحدوث، موضحا أن معدل الامطار في مدينة القدس خلال شهر حزيران (0) ملم، ولكنها شهدت تساقط 5 ملم في بعض مناطقها خلال هذا الشهر، وهناك توقعات بتساقط زخات امطار جديدة يوم الثلاثاء المقبل أيضا.
وأوضح الراصد الجوي، أن التنبؤات العددية طويلة المدى تشير منذ فترة إلى احتمال أن يكون هناك تساقطا لزخات من الامطار في بعض الأيام خلال ذروة فصل الصيف خلال شهري تموز وآب القادمين، رغم عدم ثقة هذا التوقعات بشكل كبير، إلا ان احتمالية حدوث ذلك واردة، وستتضح هذه التوقعات بشكل أكبر مع انتصاف الشهر الجاري، واصدار التحديثات الجديدة.
وتابع الراصد الجوي، أن ظاهرة "النينو"، والتي يتابعها المختصون في المنطقة الأستوائية من المحيط الهادىء قد انتقلت الى مرحلة الإيجابية خلال الأشهر الماضية، كما ان هناك نشاط لما يسمى تذبذب "مادان وجوليان"، وقد تكون امطار الصيف لها علاقة بذلك، وهو ما يذكرنا بالمناخ القديم الذي كان سائدا في المنطقة خلال قرون ماضية بحسب سجلات المناخ القديمة، وخاصة ان التوقعات تشير إلى بداية مبكرة لفصل الخريف أيضا.
وحول اعتبار ما يحدث تغيرا للمناخ، قال الطروة، ان هذه الظواهر الجوية يجب ان تتكرر باستمرار، وليس في موسم واحد حتى نسمي ما يحدث تغير للمناخ، ولكن مع كل هذه الظروف، والتوقعات للأشهر والسنوات القادمة سنصل إلى تغير المناخ بالفعل، وعلينا ان نعتاد على ظواهر جوية جديدة تختلف عما كانت عليه خلال السنوات الماضية.