أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، عن نزوح أكثر من 108.4 ملايين شخص قسرا من أماكنهم خلال عام 2022، جراء الاضطهاد والصراعات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
جاء ذلك في تقرير الاتجاهات العالمية للنزوح القسري لعام 2022 الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي كشف عن زيادة عدد النازحين قسرا خلال العام الماضي، بنحو 19 مليون شخص مقارنة مع إحصائيات عام 2021.
وأوضح التقرير أن إجمالي عدد النازحين قسرا خلال 2022، يشمل 62.5 مليون نازح داخلي، و35.3 مليون لاجئ، و 5.4 ملايين طالب لجوء، و 5.2 مليون شخص بحاجة إلى حماية دولية.
ولفت إلى أن العبء الأكبر في هذه الأزمة “يقع على عاتق البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تستضيف 76 بالمئة من لاجئي العالم، وغيرهم من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية”.
وذكر التقرير أن الدول الأقل نموا منحت اللجوء إلى 20 بالمئة من إجمالي عدد اللاجئين وطالبي اللجوء، بينما تمت استضافة 70 بالمئة منهم في دول مجاورة لبلدانهم الأصلية.
تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين
وفي السياق، أكد التقرير أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، مع ما يقرب من 3.6 ملايين لاجئ، تليها إيران (3.4 ملايين)، وكولومبيا (2.5 مليون) ، وألمانيا (2.1 مليون).
واستضافت لبنان وأوروبا أكبر عدد من اللاجئين وغيرهم من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية، بالنسبة لعدد سكانها المحليين.
ووفقا للتقرير، يمثل الأطفال الذين يشكلون 30 بالمئة من سكان العالم، 40 بالمئة من إجمالي النازحين قسرا.
كما أشار إلى أن 52 بالمئة من جميع اللاجئين وغيرهم من طالبي الحماية الدولية، يأتون من ثلاث دول فقط وهي سوريا (6.5 ملايين) وأوكرانيا (5.7 ملايين) وأفغانستان (5.7 ملايين).
وعلى هذا النحو، أوضح التقرير أن العدد الإجمالي للاجئين في جميع أنحاء العالم، ارتفع بنسبة قياسية بلغت 35 بالمئة خلال عام 2022، وهي زيادة من 8.9 ملايين شخص إلى 34.6 مليونا، حتى نهاية العام الماضي.
وأرجع التقرير الزيادة إلى فرار اللاجئين من أوكرانيا على خلفية الحرب الدائرة في بلدهم.
عمليات العودة والتوطين
وفي المقابل، سجل التقرير بعض التقدم الإيجابي في عمليات إعادة التوطين والعودة، حيث عاد 6 ملايين نازح إلى مناطقهم الأصلية في عام 2022، بما في ذلك 5.7 ملايين نازح داخلي، و 339 ألفا و300 لاجئ.
وأوضح التقرير أن هذا العدد من العائدين إلى موطنهم في 2022، يمثل زيادة بنسبة 8 بالمئة مقارنة بعام 2021.
بيد أنه أشار إلى أنه مقابل كل لاجئ عاد أو أعيد توطينه في عام 2022، كان هناك 16 لاجئًا جديدًا.
وبحسب التقرير بلغ عدد الأشخاص عديمي الجنسية أو من جنسية غير محددة 4.4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم بنهاية 2022، وذلك بزيادة قدرها 2 بالمئة عن نهاية عام 2021.
البحث عن الأمان
وأفرد التقرير حيزا لتصريحات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي الذي شدد على أن الحرب في أوكرانيا “كانت المحرك الرئيسي لحالات النزوح في عام 2022”.
وأشار إلى أن عدد اللاجئين من أوكرانيا ارتفع من 27 ألف و300 شخص في نهاية عام 2021 إلى 5.7 ملايين في نهاية عام 2022.
وأضاف غراندي: “يواصل الناس في جميع أنحاء العالم إبداء أوجه استثنائية من السخاء تجاه اللاجئين. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم الدولي وتقاسم للمسؤولية على نحو أكثر إنصافا، خاصة مع تلك البلدان التي تستضيف معظم اللاجئين في العالم”.
وأشار إلى أنه “قبل كل شيء، يجب القيام بالكثير لإنهاء النزاعات وإزالة العقبات، بحيث يكون للاجئين خيارات قابلة للتطبيق من أجل العودة إلى ديارهم طواعية وبأمان وكرامة”.