الخميس 21 سبتمبر 2023 19:10 م بتوقيت القدس
تتزايد مخاوف عائلة الأسير عاصف الرفاعي (21 عامًا)، من قرية كفر عين، شمال غرب رام الله، على حياته يومًا بعد يوم، بعدما زجّت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في غياهب سجونها، على الرغم من إصابته بمرض السرطان، قبل نحو عام.
واعتقلت قوات الاحتلال عاصف الرفاعي في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2022، من منزله، في ذكرى ميلاده الـ20، رغم علمهم بإصابته بمرض سرطان القولون والغدد اللمفاوية، كما يقول عبد المعطي الرفاعي والد عاصف.
وأوضح الرفاعي، أنه “فوجئ بإصرار ضباط الاحتلال على مصادرة جميع التقارير الطبية التي تثبت إصابة عاصف بمرض السرطان”.
وأضاف: أن إدارة سجن “عوفر” أنكرت إصابة عاصف بالسرطان طيلة فترة اعتقاله لديها، وقد مارست إهمالاً طبيًا متعمدًا ضده منذ اعتقاله، قبل نقله إلى ما تسمى بـ”عيادة سجن الرملة” في مارس/ آذار 2023.
وأشار إلى أن “إدارة سجون (عوفر) لم تقدم له أي نوع من العلاج لنجله، ما ترك تداعيات خطيرة على حالته الصحية”.
أما عن مصادرة التقارير الطبية الخاصة بنجله، يرى الرفاعي أن هدف الاحتلال تصفية عاصف، بدلالة إنكار إدارة “عوفر” إصابته بالسرطان وعدم اكتراثها إطلاقًا لحالته.
وكان عاصف قد خضع لعدة عمليات جراحية استأصل الأطباء في الأولى منها ورمًا من منطقة البطن، والثانية كانت إخراج كيس دهني من الخاصرة اليمنى، ليصاب بالتهابات بعد ذلك جعلته بحاجة إلى عملية في الخاصرة اليسرى لاستخراج الفضلات.
وبين والد عاصف أن السرطان انتشر في جسد نجله، بسبب الإهمال الطبي، وقد شخّص أطباء إسرائيليون في مركز “أساف هروفيه الطبي” الإسرائيلي حالته بـ”الخطيرة، وأن المرض ينتشر بشراسة في جسده”، ما استدعى إلى إخضاعه لعملية جديدة.
واكتشف الأطباء حينها أورامًا جديدة في المسالك البولية بسبب الإهمال الطبي المتعمد، والذي أودى بحياة أسرى فلسطينيين داخل السجون أو بعد إطلاق سراحهم بفترات متفاوتة تتراوح بين أسابيع وأشهر وسنوات.
وهذا ما تخشاه ساهرة الرفاعي (45 عامًا) والدة الأسير عاصف، والتي لا تترك فعالية أو نشاط داعم للأسرى إلا وتشارك فيها تضامنًا مع نجلها الأسير في سجون الاحتلال.
وأضافت والدة الأسير لصحيفة “فلسطين”: لقد عشنا ظروفًا صعبة وقاسية عندما كان عاصف بين أفراد عائلته، ونحن نتابع حالته الصحية، فكيف الآن وهو غائب عنا في غياهب السجون؟
وكان عاصف في السنوات الماضية قد اعتقل في سجون الاحتلال 3 مرات، استمرت أطول مدة 10 شهور بين عامي 2019-2020، وبعد تحرره بأربعة شهور أصيب بالسرطان.
لكن مرضه لم يشفع له وسط مخاوف متزايدة من عائلته من أن تفقد نجلها كما فقدت عائلات فلسطينية أخرى أبناءها بسبب الإهمال الطبي المتبع ضد الأسرى المرضى.