الخميس 18 ابريل 2024 17:48 م بتوقيت القدس
أكدت مصادر أميركية مطلعة أن إدارة بايدن لم تمنح حكومة نتنياهو ضوءا أخضر لاجتياح رفح مقابل الامتناع عن الرد على الهجوم الإيراني؛ اجتماع أميركي إسرائيلي يعقد اليوم افتراضيا لمناقشة مخططات الاحتلال في رفح.
تعقد إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، اجتماعًا افتراضيًا مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، اليوم، الخميس، لبحث الاجتياح المحتمل لجيش الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة رفح، جنوبي قطاع غزة.
ونقل موقع "واللا" عن مسؤولَين أميركيَين نفيهما القاطع أن يكون البيت الأبيض قد منح تل أبيب الضوء الأخضر للعملية في رفح إذا امتنعت إسرائيل عن مهاجمة إيران. وأكد الموقع أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يعقدون اجتماعا افتراضيا اليوم حول رفح.
ونقل "واللا" عن المسؤولين الأميركيين قولهما إن الإدارة الأميركية لا تزال "تخشى" أن يلحق اجتياح الاحتلال المقرر للمنطقة التي رفح "أضرارا جسيمة بالمدنيين الفلسطينيين".
ولفت التقرير إلى أن الاجتماع المقرر اليوم هو الثاني الذي يعقد افتراضيا بين واشنطن وتل أبيب بشأن رفح، بعد أن كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد ألغى اجتماعا في واشنطن لمناقشة ملف رفح.
ويمثل الجانب الأميركي في المحادثات مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، فيما يمثل الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن "الخطط التي قدمها الجيش الإسرائيلي إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تضمنت عملية بطيئة وتدريجية في رفح - حيًا تلو الآخر - وليس اجتياحا شاملاً للمدينة بأكملها".
وبناء على الخطة الإسرائيلية التي عرضت على واشنطن، اعتبر المسؤول الأميركي أنه "لن يكون من الضروري إخلاء جميع المواطنين من المدينة دفعة واحدة، بل سيتم إخلاء كل حي على حدة".
كما اعتبر المسؤول أن "هناك تحسنا كبيرا في الوضع الإنساني في غزة مقارنة بالوضع الذي كان عليه قبل المحادثة الصعبة بين الرئيس بايدن ورئيس الحمومة الإسرائيلية، نتنياهو، قبل أسبوعين."
وقال إن "الإسرائيليين لم يحققوا بعد جميع الأهداف التي وضعها الرئيس بايدن بشأن ملف المساعدات الإنسانية، لكن هناك تحسنا كبيرا نأمل أن يستمر".
وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر مصري قوله إن "الإدارة الأميركية أبدت تقبلاً للخطة التي سبق وقدمتها حكومة الاحتلال بشأن العملية العسكرية في رفح في مقابل عدم تنفيذ هجوم واسع ضد إيران".
وأضاف المصدر المصري أن "الخطة الإسرائيلية تعتمد على أسلوب الإزاحة، عبر تقسيم رفح إلى مربعات مرقمة، بحيث يتم استهداف مربع تلو الآخر، بما يدفع (النازحين) الموجودين فيه للتحرك بعيدًا عنه، وبالتحديد نحو خانيونس، ومنطقة المواصي".
وأشار المصدر إلى أنه "ضمن الاستعدادات المصرية في هذا الإطار، جاء رفع الطاقة الاستيعابية للمخيمات في مدينة خانيونس، والتي يشرف على إدارتها الهلال الأحمر المصري، وزيادة كميات المساعدات التي تدخل إليها بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي".
وقال المصدر إن "جيش الاحتلال وجّه ضربات جوية لعدة مناطق متاخمة للشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر"، وأنه "جرى إخطار المسؤولين المعنيين في مصر قبل تنفيذ بعض تلك الضربات، التي جاءت في محور فيلادلفيا عند أرض فضاء متاخمة للحدود مع مصر، بزعم أنها تُستخدم في تهريب الأسلحة إلى حماس".
واعتبر المصدر المصري أن القاهرة "وجدت نفسها مضطرة للتعامل على أرض الواقع مع العملية العسكرية المرتقبة، من أجل تخفيف حدة التداعيات التي تترتب عليها، في ظل التفاهمات الجديدة بين الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي بارز، قوله إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "استطاع عبر مناورة سياسية، الحصول على تسهيلات أميركية لمصلحة العملية العسكرية في رفح، والتي لم تكن تحظى بترحيب أميركي في هذا التوقيت، وذلك في مقابل التراجع عن تنفيذ عمل عسكري واسع ضد إيران، رداً على هجومها الأخير".