السبت 21 يناير 2017 21:39 م بتوقيت القدس
حذّر عدد من الكتاب الإسرائيليين بصحيفة معاريف من تزايد المؤشرات على تنامي نفوذ الحركة الإسلامية داخل إسرائيل، واعتبروها مسؤولة عن الأحداث الأخيرة في بلدة أم الحيران بالنقب والتي اندلعت قبل يومين عقب محاولة الشرطة الإسرائيلية هدم عدد من منازل الفلسطينيين.
وقال آفي بنياهو الناطق العسكري الأسبق باسم الجيش الإسرائيلي، في مقال له بصحيفة معاريف، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مطالبة باتخاذ مزيد من الإجراءات لمنع اندلاع ما وصفها بالانتفاضة البدوية.
وزعم بنياهو أن منطقة النقب باتت تشهد انتشارا للسلاح، وتحريضا من جانب الحركة الإسلامية، وقد أشارت الأحداث الأخيرة إلى إمكانية قيام هبة شعبية عنيفة من قبل الوسط البدوي داخل إسرائيل، على حد قوله.
وأوضح أنه في حال لم تتخذ الجهات المسؤولة في إسرائيل الخطوات اللازمة في النقب، بما في ذلك القبضة الحديدية ضد الجهات المعادية لإسرائيل، والقيام بمشاريع وبرامج تساعد في استيعاب المطالب العربية بالنقب؛ فقد يكون تكرار مثل الأحداث الأخيرة مقدمة لقيام انتفاضة فلسطينية ثالثة.
من جهتها، زعمت الكاتبة اليمينية في الصحيفة ذاتها، كارني إلداد، أن الوسط البدوي في إسرائيل تحول لحاضنة شعبية للحركة الإسلامية -على حد قولها- مما يشير لوجود تغيرات جوهرية في ميول سكانه السياسية والأيديولوجية.
وقالت إن البدو في النقب لا يقبلون السيطرة الإسرائيلية على المناطق المنتشرة في تجمعاتهم السكانية، زاعمة أن السلطات الإسرائيلية تتعامل بتهاون معهم، ولم تستخدم الوسائل المتاحة لها لتطبق القانون عليهم، وطالبت بطردهم من هذه المناطق التي يقيمون فيها، ووقف المخصصات المالية التي يحصلون عليها من المؤسسات الإسرائيلية وتحويلها للمدن اليهودية.
حلول سريعة
من جانبه، حذر ليئور أكرمان الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الأمن العام الشاباك -في الصحيفة ذاتها- السلطات الإسرائيلية من عدم عثورها على حلول سريعة لمشاكل البناء والتجارة والتعليم التي يعانيها بدو النقب، لأن ذلك يعني أن بوادر اندلاع انتفاضة بدوية بطابع إسلامي تقترب شيئا فشيئا.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن المعاناة التي يعيشها العرب في النقب تولد لديهم مظاهر الإحباط والكراهية والتطرف الديني تجاه إسرائيل، على حد قوله.
وأشار إلى أن كل من يعرف الوسط البدوي عن قرب، لن يفاجأ بالأحداث الأخيرة، لأن جميع الحكومات الإسرائيلية السابقة أهملت واقعهم المعيشي في جميع المجالات: الصناعية والتجارية والاجتماعية والتعليمية.
وأكد أكرمان أن ذلك دفع العديد من بدو النقب إلى مناحٍ جديدة في حياتهم، منها تقديم المساعدة "للعناصر المعادية" التي تأتي من قطاع غزة أو الضفة الغربية بغرض تنفيذ عمليات مسلحة، وتوفير مخابئ لهم، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه منذ قيام إسرائيل، تعيش الأوساط السكانية البدوية في أقل الظروف وأدنى المستويات، مما أدى إلى تراجع أعداد الحاصلين منهم على الثانوية العامة والمنخرطين في الحياة الأكاديمية، بينما مستويات دخلهم هي الأقل.
وأكد أكرمان أنه في ظل إمكانياتهم المادية المتواضعة، فإن طلابهم لا يقوون على الدراسة في جامعات إسرائيل، مما يدفعهم للدراسة في المؤسسات التعليمية الموجودة بالضفة الغربية والأردن، وهناك يتلقون جرعات ثقيلة من المجموعات الإسلامية -وفق تقديره- مما يساعد على نشر أجواء العداوة ضد إسرائيل بينهم.
وذكر الكاتب أنه بالرغم من أن نسبة قليلة فقط من بدو النقب منخرطة في عمليات معادية لإسرائيل، لكن التصريحات الأخيرة لأعضاء الكنيست العرب وقادة الحركة الإسلامية، تواصل دورها في إذكاء أجواء التحريض، وفق تعبيره.